الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور أحمد صالح عبوش وروايته الجديدة (هيرا)

ابراهيم خليل العلاف

2021 / 6 / 28
الادب والفن


- ابراهيم العلاف
ان يتفرغ اخي وتلميذي الدكتور أحمد صالح عبوش رئيس قسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الانسانية - جامعة الموصل ، وهو المؤرخ المعروف ، فهو أمر مفاجيء لي على الاقل ، مع انني اعرف ان ثمة وشائج قوية بين الرواية والتاريخ . فالتاريخ يعتمد على الرواية ، والرواية تعتمد على التاريخ ولكل للرواية وظيفة وللتاريخ وظيفة سبق ان كتبت عن هذا كما سبق عن كتبتُ عن الروائيين العراقيين الذين كتبوا تاريخ العراق القديم أو الاسلامي أو الحديث أو المعاصر روائيا ، وذلك ضمن كتابي (تاريخ العراق الثقافي المعاصر) .
نعم الدكتور أحمد صالح عبوش ، وهو المؤرخ من بين ابرز تلاميذي الذين احبهم واحترمهم ولهم في نفسي وقلبي وعقلي مكانة أرى نفسي فيهم وانظر اليهم وافخر واتباهي ، لهذا ما ان سلمتني زوجتي الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي وهي تدريسية في القسم الذي يرأسه الدكتور احمد صالح عبوش هديته اي روايته الجديدة حتى انهمكت في قرائتها وقد اعجبتني كثيرا واعطتني الانطباع بأن كاتبها لديه كل امكانات وتقنيات كتابة الرواية .
والرواية بعنوان ( هيرا ) صدرت قبل يوم واحد عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل 2021 ، وهي تاريخية وحسنا فعل الكاتب عندما اهداها الى البلدان التي مازالت تنتظر هيرا . فمن هي هيرا هذه التي تنتظرها البلدان واي القيم تمثل هيرا وهل نحن بحاجة الى هيرا وهل ان هيرا تحمل رسالة ؟ .
ولكي اجيب عن كل هذه التساؤلات المشروعة ، أقول ان هيرا هي صوت الانسان الحر الانسان .. الحق الانسان الذي يرمي الى التغيير والانقلاب على الواقع .وكمؤرخ فان اجواء هذه الرواية استعارات من التاريخ الاوربي في عصوره المختلفة ف(هيرا ) هي زوجة زيوس وأخته، وربة الزواج والحب والولادة في جبل أوليمبوس بحسب الميثولوجيا الإغريقية.
وهيرا هذه المرأة التي انكرت ذاتها - يقول الكاتب- في الاسطر الاخيرة من روايته هذه المرأة التي انكرت ذاتها ، وتمكنت من اعادة الخير الى بلادها وابعاده عن الشر ، والفوضى والظلم والطغيان كانت لديها رسالة ورسالتها واضحة وبليغة هي رسالتي ورسالتك ورسالة كل انسان مخلص ونقي هذه الرسالة تعتمد عمودين اساسيين او لنقل ركيزتين اساسيتين في بناء الحياة من جديد وهما : (العلم ) و(الحب) ، فبدون العلم لايمكن ان ينمو الحب والحب حتى يأخذ مفعوله وسحره يجب ان تكون له حاضنة ان تكون له بيئة وهي العلم اجواء التجرد للوصول الى الحقيقة والعلم ضد الجهل ، وضد التعصب ، وضد التوحش .
ويقينا ان (هيرا ) كانت تعمل من اجل ادراك غايتها بصمت والصمت بحد ذاته انجاز مهم للانسان ولكن الصمت ينبغي ان يقترن بالعمل والحكمة وحكمة وعمل وفلسفة السير توماس مور ويوتوبيته التي درسناها وخبرناها وهو من كان الى جانب هيرا ..توماس مور لاغيره الذي عاش في انكلترا في القرن السادس عشر ، هو من ساعدها على بلوغ هدفها ولهذا فهمت من وراء السطور سطور الرواية ان فلسفة توماس مور هي من أعطت هيرا الدافع ، وهي من فلسفت لها الحياة بحيث صار حالها كلما نظرت في المرآة تقول ان التغيير في داخل اي انسان وحتى داخل اي بلد وداخل اية أمة يجب ان يبدأ من داخل النفس وبدون العلم والحب لايمكن ان يتحقق التغيير نحو الافضل .
عبر انتقالات ، وتقنيات وتلاعب بالشخوص استطاع الكاتب ان يقف عند هيرا عندما ولدت وعندما درست وعندما توجهت نحو الجامعة وعندما التقت توماس مور وعندما حملت نبوءة التغيير وعندما وضعت اصبعها على سر وديناميكية التغيير وسحريته.
هيرا - بوسيدون -جوشوا - توماس مور ، وعربات ، ومزرعة واجواء ماطرة وعبر شتاء بارد وقارس ولدت هيرا .. كانت امها ارتميس ووالدها بوسيدون وحملها والدها وهي لما تزل ابنة ساعات وخرج بها الى الطبيعة فاعترضت الام وقالت انها تخاف على ابنتها من البرد فرد عليها اليست هي ابنة الطبيعة .. نعم هي ابنة الطبيعة .كان والدها بوسيدون رجلا مهذبا مثقفا واسع الاطلاع يعمل في مزرعة لرجل لئيم هو جوشوا الذي كان لايتوانى عن الانتقاص منه وتمضي الرواية ويقتل بوسيدون وتكبر هيرا ويكبر الحلم وتدخل الجامعة وكانت محبوبة من زملاءها كما كانت متفوقة في دراستها وعندها هوس الكتابة كتابة نصوص ادبية وتلتقي شابا هو توماس مور والكاتب ينقل لنا حوارات ونقاشات هيرا مع توماس مور حوارات عادية لكنها ذا مغزى تدفع بالحياة الى الامام وتعمق الرؤى وتزيد في مساحة الثقافة واهم مافي تلك الحوارات انهما اكتشفا حقيقة الحياة ومعناها فالخير هو التلذذ الدائم بالسعادة ومن يخلق السعادة يخلقها العلم المقترن بالحب وهو ما نبحث عنه جميعا .
بوركت اخي الدكتور احمد صالح عبوش لقد اسعدتني حقا عندما اهديتني روايتك هذه لأنني وانا امارس دوري الذي أريده تنويرا اؤكد دوما على ان العلم والحب صنوان ، فالعلم بدون الحب يظل عاجزا على ان يغير الواقع والحب بدون العلم يظل مقصرا في احداث التغيير المطلوب ولعلك تذكر ما كنت اضعه فوق رأسي في مكتبي في مركز الدراسات الاقليمية وهو مقولة السيد المسيح الشهيرة : الله محبة وقول الاكاديمي والناقد اليمني عبد العزيز المقالح ان لاشيء اجمل من الحرية ولاشيء اجمل من الحب .دمت ببهاء وابداع وحب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت