الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/الجزء الاخير

فاضل عباس البدراوي

2021 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عبثا يحاول محسن الشيخ راضي، التنصل عن مسؤوليته ومسؤولية بقية أعضاء قيادة حزبه وأمين سرهم علي صالح السعدي، عن جرائم التعذيب السادي الوحشي الذي تعرض له قادة الحزب الشيوعي وكوادره، في قدمتهم سكرتير اللجنة المركزية الشهيد الخالد سلام عادل، في قصر النهاية ومحكمة الشعب والنادي ألاولمبي وبقية مراكز الاعتقال والتعذيب في سائر ارجاء العراق، يجهد الشيخ راضي نفسه في القاء اللوم على الجناح العسكري لحزبه وبقية ضباط الانقلاب ويحملهم مسؤولية تلك الجرائم، لكنه يناقض نفسه عندما يقول بأنه زار قصر النهاية مرة واحدة فقط وشاهد سلام عادل وهو في حالة يرثى لها من شدة التعذيب وان عضو القيادة وامين سرها بعد ذلك حازم جواد يقوم بالتحقيق معه، لا ادري هل ان جواد كان قاضيا ليقوم بالتحقيق؟ بينما ينقل عن بعض المعتقلين الذين بقوا على قيد الحياة، ان الشيخ راضي كان يزور قصر النهاية باستمرار وعند وبعد زيارته يشتد التعذيب بحق المعتقلين، ما هو دوره شخصيا في ايقاف التعذيب وهو عضو القيادتين القطرية والقومية وعضو مجلس قيادة الثورة لو لم يكن راضيا عن تلك الممارسات الهمجية بحق المعتقلين كما يدعي أو حتى يقوم هو شخصيا بالايعاز بممارسته ؟ من جهة أخرى يبرر التعذيب البشع الذي تعرض له سلام عادل بالقول انه كان راديكاليا ومتطرفا تجاه البعثيين، يا لها من تهمة خطيرة يوردها الشيخ راضي!! ماذا عن بقية اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية والكوادر الحزبية اللذين استشهدوا تحت التعذيب الوحشي وبنفس الطريقة؟، منهم جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، محمد حسين أبو العيس، عبد الرحيم شريف العاني، نافع يونس، حمزة سلمان، ومن الكوادر، الشهداء الخالدين، حسن عوينة، القائدين العماليين، الياس حنا كوهاري وطالب عبد الجبار في الموصل، وعبد الجبار وهبي، محمد موسى في النجف، والقائد النقابي عباس نعمة في البصرة، ممهيب الحيدري، والصبي نظمي الصفار نجل المناضلة نرجس الصفار، وعشرات غيرهم من الذين ذهبوا ضحية همجية وفاشية عصابة البعث. ماذا عن جريمة ألاعدام الجماعي الذي نفذ بحق 18 مناضلا شيوعيا بعد تعرضهم لتعذيب وحشي، ودفنهم في قبر جماعي تسربت أخباره من قبل بعض عناصرهم ولم يكتشف مكانه لحد ألان، وهو يلقي باللوم على الضابط البعثي المجرم محمد حسين المهداوي ويتهمه بأنه هو الذي أخذ هؤلاء من قصر النهاية، من بين هؤلاء الشهداء المغدورين، عبد الستار مهدي، ابراهيم الحكاك، عدنان البراك، لطيف الحاج، صاحب ميرزا، الرائد خزعل السعدي، صبيح سباهي، داخل حمود، أدمون يعقوب، سميع جاني، والكادرين الطلابيين، فيصل الحجاج ومحمد الوردي، واخرين لا تحضرني أسمائهم، والاعدامات الجماعية لعدد من الضباط الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين بدون أجراء أية محاكمات أصولية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم جلب العميد الركن المتقاعد الشهيد داوود سلمان الجنابي من داره ونفذ به حكم الاعدام به بدون أي مسوغ، فالشهيد الجنابي كان قائدا للفرقة الثانية في كركوك واحاله الزعيم على التقاعد أواسط حزيران من عام 1959 لأتهامه بالميل للشيوعيين وانه يحمل افكارا يسارية، ولم يشغل أي منصب حكومي طيلة تلك الفترة. هكذا تمت ألاعدامات العشوائية بحق المدنيين والعسكريين دون وازع من ضمير.
في اليوم ألاول من انقلابهم المشؤوم في 8 شباط عام 63 تم الاعلان عن تشكيل ميليشيا الحرس القومي، وقد تم تعيين النقيب الطيار المجرم منذر النداوي عضو المكتب العسكري لحزب البعث قائدا له، وتعيين عدد من القياديين المدنيين في فرع بغداد لحزبهم اعضاء في قيادة الحرس. فقد عين نجاد الصافي مساعدا للقائد وأبو طالب الهاشمي وعطا محي الدين وحازم سعيد وصباح المدني اعضاء في القيادة العامة للحرس ومنحوا رتبا عسكرية خارج سياقات الانظمة العسكرية المعمولة بها. وباعتراف منه يذكر الشيخ راضي في مذكراته انه كان مسؤولا عن كافة تنظيمات الحزب في بغداد، أي ان هؤلاء كانوا يرتبطون به شخصيا ويستلمون التعليمات والاوامر منه. لقد تولى الحرس القومي مسؤولية الاعتقالات والتحقيق وممارسة التعذيب وانتهاك دور المواطنيين وسرقة البعض منها وحتى تنفيذ الاعدامات بدون محاكمات أصولية. لقد تم تجميد القضاء وجهاز الشرطة بصورة كاملة طيلة فترة الثمانية أشهر من سلطتهم الدموية المجرمة، ويعدد بنفسه أسماء بعض أعضاء اللجان التحقيقية من بين الذين ذكرهم، مدحت أبراهيم جمعة وعمار علوش وبهاء الشبيب وانا أضيف اليهم حسب معلوماتي وشهادات عدد من الناجين من الموت، كل من المجرمين، خالد طبرة، فاضل جلعوط، قتيبة ألالوسي، حسين هزبر، خليل العاني، عازم ناجي. جل هؤلاء كانوا من التنظيم المدني ولا يوجد بينهم عسكري واحد. كما ان المكتب العسكري لحزبهم كان يرتبط بصورة مباشرة بأمين سر قيادتهم القطرية علي صالح السعدي باعتراف منه، في حين انه يبرئ ساحة المذكور من جرائم التعذيب حتى الموت بحق المعتقلين، في الوقت الذي يحمل مكتبهم العسكري مسؤولية تلك الجرائم،هل يريد محسن الشيخ راضي أن يقنعنا بعدم مسؤوليته ومسؤولية السعدي وبقية أعضاء قيادتهم، عن ارتكاب تلك الجرائم بحق الانسانية؟.
من جملة ألاكاذيب التي وردت في مذكراته، التي تدعو الى الضحك والسخرية، حيث يزعم في احدى الصفحات من مذكراته، بأن حزب البعث أراد أسقاط ( الدكتاتور عبد الكريم قاسم) واقامة نظام مدني ديمقراطي في العراق!!! متى كان يؤمن البعث منذ تأسيسه سواء في العراق أو في سوريا بالنظام المدني الديمقراطي؟ ليذكر لنا جملة واحدة في أدبيات البعث تتضمن ما يزعمه، طوال تاريخه السياسي ومنذ تأسيسه، لم يتسلم البعث السلطة في سوريا أو في العراق عن طريق التداول السلمي للسلطة وعبر انتخابات حقيقية أنما تسلق اليها عبر انقلابات عسكربة بدعم من جهات أستعمارية، رافقت بعضها اراقة أنهار من الدماء مثلما حدث في العراق.
بالادلة الدامغة والوثاق التي استقاها معد ومحرر مذكرات محسن السيخ راضي، الدكتور طارق العقيلي، وشهادة البعض منها التي جاءت منه، والتي سنمر على ذكرها، تثبت عمالة حزب البعث وخيانته للعراق شعبا ووطنا، ان محسن الشيخ راضي الذي أطلع على مسودات مذكراته قبل دفعها للطبع، لم يعترض أو ينفي المعلومات التي دونها المعد في هوامش المذكرات، تعني انها صحيحة وهو موافق عليها.
تشير تلك المعلومات ارتباط عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث طالب حسين الشبيب الذي تولى منصب وزير الخارجية وعضوية مجلس قيادة الثورة، الى ارتباطه بالمخابرات المركزية الامريكية، قبل ثورة 14 تموز واستمرت بعدها، ان شبيب نفسه في مذكراته كما يقول الدكتور العقيلي أكد ذلك، ثم يأتي على ذكر القيادي البعثي عبد الكريم الشيخلي، الذي عين ملحقا عسكريا في السفارة العراقية في بيروت بعد انقلابهم المشؤوم وهو شخص مدني وليس عسكريا، يؤكد صلاته بالمخابرات ألامريكية. ويسترسل الدكتور العقيلي في هامش المذكرات، في ذكر تلك الاتصالات حتى بعد قيام الانقلاب، وكان المسؤول عنها عميل المخابرات المركزية الموظف في السفارة الامريكية في بغداد (لكيلاند). كما انه يذكر ان المكتب العسكري للبعث، قبل الانقلاب وبعده، كان يتألف كما كتبه في الهوامش كل من( صالح مهدي عماش الذي عين وزيرا للدفاع في حكومة الانقلاب وعبد الستار عبد اللطيف الذي عين وزيرا للمواصلات وجميل صبري البياتي الذي عين مديرا للامن العام) يقول ان هؤلاء كانوا مرتبطين بالسفارة البريطانية قبل الانقلاب وبعده، وكان حلقة الوصل بينهم وبين السفارة رجل ألاعمال موفق الخضيري. ثم ان محسن الشيخ راضي يقول كان شيوخ وامراء الكويت يمولون حزبنا بالمال!!!. ثم تأتي الهوامش على معلومة مفادها، ان السفير البريطاني في بغداد كان على أتصال مستمر بحكومته يوم ألانقلأب وليلة الثامن على التاسع من شباط، ويقول السفير انه لم ينم تلك الليلة وكان قلقا بسب عدم القضاء على قاسم لأنه ما زال مستمرا في المقاومة!! أين وطنية وقومية وعروبية البعث التي كنتم تطبلون وتزمروبها؟. أثبتت تلك الوقائع والشهادات والوثائق انكم نفذتم انقلابكم ألاسود بدعم غير محدود من قبل ألامبرياليتين ألامريكية والبريطانية والرجعيات العربية والاقليمية تنفيذا لهدفين لا ثالث لهما، هو أسقاط حكومة عبد الكريم قاسم الوطنية وسحق الحزب الشيوعي والقضاء عليه، هذان الهدفان غير المشرفان هو السبب الرئيس لانقلابكم المشؤوم، وقد نفذتموه بكل امانة لأجل سواد عيون اسيادكم.
أخيرا أقول ان نشر محسن الشيخ راضي لمذكراته في هذا الوقت بالذات، ليست نابعة عن يقضة ضمير كما يتصور البعض، انما الغرض منها هي محاولة بائسة منه لتبرئة نفسه ومجموعة قيادة البعث من الجرائم التي ارتكبت على أيديهم بعد انقلابهم ألاسود، أما عن ألاعتذار الذي قدمه للشعب العراقي فهو ليس بذات قيمة، لأن ألاعتذار يكون عن اخطاء سياسية تقع واجتهادات شخصية خاطئة، أما جرائم القتل والتعذيب والعمالة للاجنبي لا تجد اي عراقي وطني شريف يتقبله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المجرم النذل محسن الشيخ راضي
كريم الزكي ( 2021 / 6 / 29 - 18:51 )
محسن الشيخ راضي مجرم فاشي وعميل للمخابرات البريطانية هو وسيده محسن الحكيم ونفذوا أوامر اسيادهم البريطانيين / محسن الشيخ راضي هو بنفسه كان يعذب سلام عادل وقطع أصابعه يد سلام بالبلايس ولم يستطيعوا النيل من جبروت وبسالة الشهيد اما المجرم علي صالح السعدي فهو الذي أنهى حياة المناضل سلام عادل وباعترافه أمام الرفيق آرا خاجادور /
بعد إعدام قيادة الحزب في انقلاب شباط الأسود 1963 حقق البعث والإسلاميين ما طلبته الإمبريالية منهم

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة