الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان لا تهادن

أحمد زكارنه

2006 / 8 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


لبنان لا تهادن
لبنان يا قلب العروبة النابض.. يا توأم فلسطين الصابرة.. لا تهادن، ولو منحك مجلس الأمن قطعة من باريس، أتُرى حين يدمرون بيوتك فوق روؤس قاطنيها، ومن ثم يبنون لهم قبوراً مزخرفة، هل في نومتهم الأخيرة يهنأون؟. هي الحياة إما تحياها ذليلاً وإما مرفوع الجبين.
لبنان..سيفك حق، وبنادقهم إلى يوم الدين ملعونة..صواريخك عزة، وصواريخهم وإن نالت من الأحياء فهي شهادة.
لاتهادن..إنهم جاءوك خوفاً من الموت..جاءوك يقولون مهلاً لا تقصف، لقد باتوا في الملاجىء دهراً.
لبنان لاتهادن..فمهما صبوا من نار حقدهم..أو هدموا بيوتاً ورقية، أو حرثوا الأرض، أو اقتلعوا الأشجار، فلن يمنعوا الهواء، أو يحجبوا الشمس، أو يوقفوا سقوط الشتاء.
نحن ابناؤك، فلذات كبد الأمة، نستصرخك بحق ما تبقى لدينا من كرامة، بحق الطفولة المهانة، بحق من ناموا بين يديك غامضي الأعين مرتاحي البال، ليحصدهم حقد المتعطشين لدم يسيل بين الجبال..لا تهادن.
بيروت يا عروس الشرق المكحلة بعبق تاريخ بعلبك.. رائحة الدم والبارود، باتت تسكن في البيوت..هل يصبح دمُكِ ماء؟. أتقبلين أن ترتدي وشاح الأموات الأحياء؟. أتلبسين من أجل هيئة " العمم" رداء السواد؟. ارفضي خدعة الصلح الملطخ بدماء الشهداء.. لا تسقطي في فخ الفكرة، بل تفحصي ما يبتغون، ارفضيه ولو أتاك كل دعاة السلام يقولون اليوم آن الأوان للاستسلام.. حطمي وثنية الأصنام، اهدمي المعبد على ثقافة الخنوع، اسحبي من تحت اقدامهم سجادة الركوع، صممي على معلقات السنيورة السبع، رصعي فلسفة وآداب المقاومة، فوق جبين الثائرين، احمى نصر المقاومة، أو كوني كاليمامة التي أبت إلا أن يسيل الدمُ على السيفِ محواً للعار.. قولي لهم اعيدوا لي لبنان كما كان.
بيروت.. فلسطين كانت الأولى لتغيير جغرافية المكان، ومن ثم جاء العراق، ليلحق بالركب لبنان.. لا يغرنك رقص الأفاعي على لحن السلام، فتلك ضمائر مستترة وراء أقنعة الغربان.. فأنت.. أنت أم اللاجئين واليتامى والثكلى.. أترى حين نسقي الرضيع دماءً، هل يشبع؟. أنتِ لستِ أول الحصون ولا آخرها، إن استسلمت، نالوا من الشرق شرقاً، ومن الإسلام دينا.. ببساطةٍِِ شديدة أنت كلمة سر المقاومة في زمن المغامرة.
بيروت، قولي للبنان إن العربان قالوها سلفاً بلسان دنقل:
إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيل فجيل.
وغداً.. سوف يولدُ من يلبسُ الدرع كاملةً،
يوقد النارَ شاملةً، يطلبُ الثأر،
يستولد الحق من أضلع المستحيل.
إنصحيه أن يستمع لدنقل، وينتصب انتصاب درويش، ويغضب غضب القباني، ويصرخ صراخ المظفر في الحظيرة.. ليقول لزمرة الأعراب.. لا، لن نركع، ولن نهادن، ولن ندخل الحظيرة.
بقلم: أحمد زكارنه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# من وحي قصيدة " لا تصالح" ملحمة حرب البسوس للشاعر المصري الراحل أمل دنقل.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط