الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الحرة و سوريا الأسد و انا و انت

مازن كم الماز

2021 / 6 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الثوار و الأحرار السوريون بيحسسوك و بيعاملوك كإنك ضيف على سوريا الحرة تبعهم … الشباب عم يناقشوا إذا بتستاهل يترحموا عليك و لا كلا ، الجماعة مسؤولين عن آخرتك متل مو مسؤولين عن دنياك ، ليسوا وحدهم فقط من يفهم الحرية بل وحدهم من يملك مفاتيح الجنة أيضًا … الشباب عم يتناقشوا عن مستقبلنا و حاضرنا و مفترضين أنو نحن غير موجودين أو موجودين كمالة عدد ، و إذا فتحت تمك أو حكيت نص كلمة ما بتعجبهن بتطلع شبيح و الله نفسو بذات نفسو ما بيقدر يخلصك من مسبات الأحرار و الثوار … هلق مسبات بس ، بس اذا بكرة بايدن و ما بعد الحداثة ، بعد الله تبعهم طبعًا و أردوغان و أمراء الزيت و الكاز و الغاز ، مكنوهن من رقابنا ، الله نفسه ما رح يقدر يحميك يا شبيح من غضب الأحرار … و متل ما قال المتل ، الله بالسماء و هن على الأرض … سوريا الحرة مو لك و لا لي ، أنت و انا اللي فهمنا الحرية غلط ، سوريا الحرة لهم فقط ، وحدهم من يحق له التفكير بها و الحديث عنها … متل ما كان الأسد هو سوريا ، هدول الجماعة هن سوريا الحرة و سوريا الحرة هي هن ، و هن وحدهم بيحق لهم يناقشوا الشأن العام يعني شأنك و شأني بس مو طلع أنو هاد شأنهم وحدهن هن لا شأني و لا شأنك ، كل شي تمامًا متل ما كان بسوريا الأسد بس هالمرة على حرية


المعارضة السورية اكتشفت الحل و العلاج لمرض الاستبداد ، سمت حالها ديمقراطية و هكذا أصبحت ديمقراطية … هكذا يمكنك أن تبقى رئيسًا متوجًا و أمينًا عامًا لأربعين عامًا دون أن تكون بكداشيا و أن تكون القائد الملهم و الزعيم الاستثنائي الذي يفهم وحده كل شيء و المعصوم الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه و لا من خلفه و أن تكون في نفس الوقت ديمقراطيًا بل و قائدًا للمعارضة الديمقراطية كلها و للشعب السوري العظيم و أن يكون كل من يجرؤ على نقدك أو الاختلاف معك عدوًا للديمقراطية أو مؤيدًا للاستبداد … الفساد اللي شفناه من المعارضة و القمع و الإقصاء و الإلغاء اللي مارستها باسم الثورة و الحرية بيختلف عن قمع النظام بالكم فقط مو بالكيف … فيك تشتم بشار الأسد و تصير ديمقراطي بس ما فيك تشتم أو تنتقد أو تختلف مع الزعماء الخالدين و القادة الملهمين للمعارضة الديمقراطية أو حتى مع أحد تلامذتهم و مريديهم و تضل ديمقراطي ، ستصبح شبيح على الفور و فهمك كفاية ماذا تعني تهمة شبيح ، نفس فعل الاندساس الأسدي بس على غير طعمة


مو بس سوريا ، الجماعة معتقدين أنو أوروبا و المنافي مفروض تكون لهم وحدهم ، هن مفضلين عليك و على ميركل و على ألعالم و لكنكم تحبون الكفار … الحقيقة الجماعة شايفين حالهم أصحاب بيت أكثر من الألمان نفسهم … بس كل هاد طبعًا مو بعينهم … ذات مرة قال حافظ الأسد أنو قعدة بالضيعة بتسوى الف قعدة بقصر الشعب ، و متل ما عم نردد اليوم نفس ترهات عفلق و هلوسات هيكل و محمد بن عبد الله و أحمد حسين و الشقيري و أمين الحسيني و كشعوب تحترم تراثها و متمسكة بتاريخها لدينا اليوم النسخة الجديدة ، الثورية جدًا ، من هالقول الأسدي المأثور : كل بيوت ألمانيا و السويد و باريس ما ممكن تنسيني بيتي بالشام أو بالدير أو بالمخيم … باقية و تتمدد خيا


سؤال عالهامش ، كيف ممكن تكون نيتشوي أو ما بعد نيتشوي ، لأنو نيتشه ما دعا لتقليده بل لتجاوزه و ما طلب ترديد كلامه و لا وضع إيديولوجية أو حقائق يجب الإيمان بها بل رسم و مشي بنفسه على طريق مباشر لا يعرف اللف و لا الدوران مباشرة نحو الحقيقة مهما كان الثمن و بدون مقابل تقريبًا سوى الظفر بالحقيقة نفسها و التخلص من الأوهام مهما كانت مريحة ، دون أن يعترف بأية مسلمات مسبقة أو تابوهات و خاصةً المسلمات و التابوهات القطيعية و بدون أي خوف مما قد ينتهي إليه العقل الباحث ، يعني مهما كانت النتائج ؛ و أن تكون بنفس الوقت عربي أو مسلم … يبدو هالشي اليوم مستحيل تقريبًا ، العرب و المسلمون اليوم شغلتهم البكاء و رثاء الأطلال ، تقديس العجز و التخلف و الضعف و ذم القوة و الأقوياء و شجب و إدانة الشجاعة في التفكير و الفعل و انتهاك المحظورات و تمجيد التكرار الأعمى و الغباء العام و تهديد العقول و الأجساد الخارجة على المألوف و السائد بالموت ، كيف بدك بعد كل هاد نتحدث عن أخلاق العبيد اللي عم نطالب بتعميمها كل دقيقة و بصراخ عالي النبرة أو عن أخلاق السادة اللي عم نشهر فيها و نرجمها بكل ما هو متاح و ممكن كل دقيقة ، عن أن تاخذ الدنيا غلابا ، عن التفكير بالمطرقة و التقدم إلى قلب العاصفة و قبول تحدي الحياة و العيش مع الخطر في كل لحظة و فوق القمم … بزعل على الشباب اللي اتجرا لأول مرة بحياتو لكنه لقى حالو عم يكرر و يكرس كل تفاهات آبائه و أجداده و كل التفاهات اللي عاشها و مارسها هو نفسه بمرحلة ما قبل الثورات بس هالمرة بعد ما اتقمص بسرعة دور ضابط المخابرات و بدل ما يفكر و يتصرف بشجاعة و مسؤولية عم يجتر النفاق العام اللي عم يعيد إنتاجه كببغاء و روبوت و ماكينة قمع و قتل غبية … هيك ضاعت فرصة أنو يصير إنسان و إننا نتحول من قطيع عندو زعيم و قائد ملهم بيمشي وراءه عالعمياني و بيجتر و بيردد مسلمات تحجب و تكفر التفكير و الفعل المستقل و المتحرر إلى جماعة من الأفراد الأحرار فعلًا تفكيرًا و عملًا لأنو ما سمع حدا عم يقول له أنو جادبها و مجحش و ماشي ، كلو نفاق و خبل عام صار أشبه بإرث عم نتناقله أبًا عن جد بإصرار و اعتزاز غريبين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي