الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم

نائل الطوخي

2006 / 8 / 10
الادب والفن


رسالة تضامن واحدة تجرأ بعض السينمائيون الإسرائيليون على توجيهها إلى نظرائهم العرب أثارت معركة ثقافية كبرى تدور في إسرائيل منذ أيام. يطالب عضو كنيست بمنع هؤلاء السينمائيين من تلقي ميزانية الدولة و سينمائيون آخرون يكتبون رسالة ضدية حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها و إدانة "التعاطف" مع الألم الإنساني. كان الموضوع قد بدأ في مهرجان الثامن للسينما في العالم العربي و الذي أقيم مؤخرا بباريس حيث أرسل أربعون سينمائيا إسرائيليا رسالة تضامن مفتوحة إلى السينمائيين العرب يعلنون فيها تضامنهم معهم، و يشيرون إلى تنصلهم من الحرب الدائرة الآن ضد الشعبين الفلسطيني و اللبناني. وقع على الرسالة عدد من الأسماء المهمة في صناعة السينما الإسرائيلية مثل آفي موجرافي، جاد نئمان، أمير هرئيل، سامي شالوم شطريت، إيليئيل ألكسندر، عنات إيفين، و آري بولمان و كان نص الرسالة:
"نحن، السينمائيون الإسرائيليين، نهنئ كل السينمائيين العرب الذين تجمعوا في باريس بمناسبة المهرجان. نريد عن طريقكم إرسال رسالة من الصداقة و التضامن إلى زملائنا اللبنانيين و الفلسطينيين الموجودين الآن تحت الحصار و يتم قصفهم من جيش دولتنا. نعارض بشكل مطلق وحشية و قسوة السياسة الإسرائيلية و التي وصلت لذرى جديدة في الأسابيع الأخيرة. لا شيء يمكنه تبرير الاحتلال، الحصار و القمع في فلسطين. لا شيء يمكنه تبرير قصف سكان مدنيين و تحطيم البنية التحتية في لبنان و في قطاع غزة. اسمحوا لنا أن نقول أن أفلامكم و التي نحاول أن نشاهدها و نوزعها بيننا مهمة في نظرنا جدا. فهي تساعدنا على التعرف عليكم و فهمكم، وبفضل هذه الأفلام يصبح لهؤلاء الرجال ، النساء و الأطفال الذين يعانون في غزة و في بيروت و في كل مكان يمارس فيه جيشنا عنفه، اسم و وجه. نريد أن نشكركم و ان نشجعكم على المواصلة و على التصوير برغم كل المصاعب. من جانبنا سوف نواصل التعبير عن مواقفنا التي تعارض الاحتلال بالمطلق بواسطة أفلامنا، كلامنا و نشاطنا الشخصي. سوف نواصل التعيير عن أملنا في الحرية، العدل و المساواة لكل شعوب المنطقة."
هنا تنتهي الرسالة، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الموقعين كانوا يرغبون في إضافة فقرة تدين أفعال حزب الله، لأجل تحقيق التوازن المطلوب!، غير أن طلبهم قد رفض، كما يقول المخرج آفي مورجافي: ""فهدف الرسالة لم يكن التحليل التاريخي للوضع في الشرق الأوسط و إنما إعلان التضامن. كانت هناك تحفظات و كان هناك من لم يوقعوا."
و لم يكن لهذه الرسالة أن تمر بسلام، خصوصا في هذه الفترة و التي تهتز فيها بشدة صورة إسرائيل أمام نفسها، فقد أدان الرسالة الكثيرون بحيث قال عنها وزير الثقافة و العلوم ، أوفير باز فينس: "هي رسالة مثيرة للغضب و مستفزة. هذا الكلام ليس صحيحا. هم ليسوا عادلين و يضرون كثيرا بصراعنا في كسب الرأي العام العالمي. شيء محبط أن نرى أناسا أذكياء و مبدعين غير قادرين على رؤية الصورة الشاملة كما هي في الواقع."
أما عضو لجنة التعليم و الثقافة في الكنيست ، يوئيل حسون، فطالب بمنع معونة الدولة عن السينمائيين الموقعين على رسالة التعاطف، و هو ينوي الآن أن يتوجه في هذا الخصوص إلى وزير الثقافة و المطالبة بتدخله، قائلا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: "هم لا يصدقون القيادة و يحتقرونها. كيف إذن يسمحون لأنفسهم أن يتمتعوا بميزانية الدولة؟ هذا ببساطة عبارة عن نفاق ، مثلما هي هذه الرسالة. أنا أنوي تعقب كل من وقع على الرسالة و التأكد من أنهم لن يتقبلوا جزءا من الميزانية."
و أضاف متباكيا: "إسرائيل تتعرض لهجوم في أرضها السيادية. جنودها يخطفون، مواطنوها يقتلون، ألاف الرجال يتركون بيوتهم و ينتقلون لوسط البلاد بينما هم يجدون الوقت لإبداء التعاطف مع من يهاجمنا؟"
كما دفعت هذه الرسالة مجموعة أخرى من السينمائيين الذين يعملون بالسينما التسجيلية إلى الرد بحدة عليها في رسالة أخرى صاغها المخرج الإسرائيلي نفتالي جليكسبرج و كتب فيها: "نحن مصدومون من الرؤية الأحادية لهؤلاء السينمائيين و للمثقفين الآخرين الذين يهاجمون إسرائيل بصورة حادة للغاية باسم الأخلاق في كل مرة تدافع فيها إسرائيل عن حياة مواطنيها. نحن لسنا "مواطنين عالميين" و إنما إسرائيليين نريد أن نمارس حياة طبيعية في دولة إسرائيل بأمن و حرية. و برغم تعاطفنا مع معاناة الآخرين فلا يمكننا تجاهل الخوف الوجودي و الهجمات التي لا تتوقف و التي تصاحبنا على طول السنوات، لأسباب مختلفة في كل مرة."
كما وصف المخرج يورام زاك رسالة التعاطف بأنها رسالة مجنونة و مستفزة تخجل كل السينمائيين. و أضاف مشيرا إلى السينمائيين الموقعين عليها: "الوصاية التي مارسوها على الأخلاق الإنسانية هي أمر حقير و ادعاءاتهم، نبرتهم، و توقيت الرسالة، كل هذا جعلني أشعر بالخجل و العرق البارد يغمر جسدي كله." بينما أرجع المخرج سولو أفيتال رسالة التضامن هذه إلى انتهازية من السينمائييين الإسرائيليين قائلا: "من وجهة نظري فالرسالة لم تكتب تضامنا مع نظرائنا السينمائيين العرب، و الذين أعرف بعضهم جيدا، بل و أقدرهم إبداعاتهم التي تسعى للتغيير، و ليس كذلك بغرض التعاطف مع الضحايا الأبرياء الذي قتلوا حتى الآن في لبنان. و إنما كتب السينمائيون هذه الرسالة مباشرة لأعضاء المهرجان في باريس قائلين: نحن، السينمائيون الإسرائيليون نريد أن نلقى قبولا في أعين رجال الأكاديمية. و ماذا يكون هذا سوى انتهازية مخجلة و متسولة؟"
و كانت صحيفة يديعوت أحرونوت التي أثارت القضية للمرة الأولى قد سألت واحدا من الموقعين على رسالة التعاطف و هو آفي موجرافي عن السبب في تقديمه الرسالة إلى السينمائيين العرب و ليس إلى الداخل الإسرائيلي فأجاب بأن هذا لم يكن هو هدف الرسالة. "لم تكن الرسالة بصراحة تهدف لخلق حوار داخل إسرائيل، و إنما قبل أي شيء كانت موجهة إلى الضحايا. كان إحساسي أنه ليس هناك منطق في الحديث إلى مجتمعنا المصاب بمرض نفسي الآن. فرائحة رائحة الدم و التراب سممت الجميع الآن."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب