الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موطني... موطني...

غسان صابور

2021 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مــوطــنــي... مـــوطـــنـــي...
سمعت البارحة مساء على اليوتوب عديدا من الفنانين السوريين واللبنانيين.. وبعض البلدان العربية.. والذين يمثلون الجيل الثاني الذي ولد ببلدان أوروبية.. أو أستراليا وكندا وأمريكا.. بأشكال فردية.. أو كورال أو أوبرا... أو ولدوا هــنــاك.. وغادروها أطفالا مرافقين أهاليهم... سمعتهم يشاركون بحلقات غنائية عالمية.. أمام شاشات ضخمة جدا.. تمثل بلدانهم المدمرة... واطفالا ممرغين بالجوع الواضح... مشردين بشوارع ممزقة... يغنون موطني.. موطني.. وأغنيات تاريخية أخرى.. بموسيقا جديدة مثيرة.. رائعة.. رائعة الكمال...
وهنا بكيت.. وأنا رغم صعوبة دمعي.. بأصعب المناسبات.. وابشع النكبات.. من بدايات فتوتي وشبابي.. ورجولتي.. وكل أيامي المتعبة.. وشعرت أنني مقصر.. متراجع.. صامت تجاه بلد مولدي سوريا.. رغم ذكرياتي المتعبة المعتمة.. وخاصة تجاه لبنان.. لبنان الذي كنت ألجأ إليه أيام الصعوبات القاسية الجامدة.. ونقص الأوكسيجين.. والذي غادرته من مرفأ بيروت نهائيا إلى فرنسا...
اليوم والعتمة والفوضى والحروب المعلنة.. وغير المعلنة.. من سنوات.. من الداخل والخارج.. ضد هذين البلدين... ويتاجر بهما الأصدقاء وأنصاف الأصدقاء.. والأخوة.. وأبناء العم.. وكل تجار الحروب والخيانات... أشعر أن فكري يتمزق هــنــاك.. من وزر الآلام المختلفة التي تغلف بقساوة ومرارة واضحة.. هذين البلدين.. واللذين حضنا كل شعوب العالم.. أيام الصعوبات... حتى أصبح اليوم ـ كل من سوريا ولبنان ـ باخرة بلا وقود.. تائهة بلا بحارة ولا ربان... غادرها من أزمنة بحارتها وربانها.. بعد سبي.. كل الخيرات التي كانت تحملها.. وتنقلها.. تاركة ركابها الفقراء التائهين.. بلا بوصلة... على باخرة تائهة.. حسب تغيرات العواصف.. بسماء عاصفة.. بلا هدف.. ولا مرفأ.. ولا مرسـى!!!...
بهذه الأجواء التائهة المعتمة الحزينة.. سمعت أغنية موطني.. موطني.. بينما كل شاغلي البناية التي أشغل شقة منها.. مشغولون صارخون باهتمام.. بمشاهدة مباراة كرة القدم (بطولة أوروبا 2021).. وأنا غارق باستماع موطني.. موطني.. ولم أستطع النوم.. لا من ضجيج وصخب جيراني كلهم.. بمشاهدة بطولة الكرة.. والتعليقات عليها.. إنما مما سمعت من هذه الأغاني الوطنية... السورية واللبنانية... من خارج لبنان وسوريا.. من فنانات وفنانين... فتيات وشباب... لا يعرفن ولا يعرفون... حقيقة الآلام التي يعيشها.. شعبا هذين البلدين... شعبا هذين البلدين.. يستحقان الحياة.. يستحقان الهناء... يستحقان الأمان والاستقرار والسعادة الحقيقية.. والسلام...
من سنوات لم أسمع موطني.. موطني.. موطني...
آمل أن يسمع العالم صوت شعبي سوريا ولبنان... لا صوت الولايات المتحدة الأمريكية.. وحكومة رئيسها الجديد جو بايدن.. والذي أملنا منه تخفيف أذى سابقه ترامب.. وما زرع بهذين البلدين من متاعب ونكبات.. جامعا ممثلي ثلاثة وثمانين دولة.. الأسبوع الماضي بالعاصمة الإيطالية روما.. تحت شعار تقديم مساعدات لسوريا ولبنان واللاجئين.. والتخلص من داعش... وها هو بيان هذا المؤتمر الكراكوزي الأمريكي.. يتابع سياسة ترامب بتشديد الأمبارغويات الأمريكية ـ الأوروبية ضد الشعب السوري.. وجياعه وعائلاته وأطفاله.. تاركا جميع المجالات لفلول داعش وحلفائها بالمنطقة... متابعا سياسة تغيير خارطة سوريا وتجزيئها... كالقاتل الذي يمشي بجنازة المقتول...
هل من يسمع ويفهم أغنية موطني... موطني؟؟؟.....
نقطة على السطر... انتهى...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا