الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خريج عبليني في مدرسة نصراوية في سنوات الخمسينات

عزيز سمعان دعيم

2021 / 6 / 30
الادب والفن


كلمة في نهاية الدراسة الثانوية، مهداة لكل الخريجين والخريجات.
لطالما كانت الناصرة تستقطب إليها الطلاب من القرى والمدن حولها، ووالدي الراحل سمعان دعيم، كان أحد الطلبة الذين تعلموا فيها، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية البلدية في الخمسينات سطّر هذه الكلمات في كتابه "مع الموكب"، وصف فيها مشاعره المختلفة تجاه الناصرة التي أحبَّ، وتجاه أبناء صفّه الذين شاركوه هذه الفترة المهمة في حياته. فبعض ما كتبه يقول في انتهاء هذه الفترة من حياته الدراسية:
انتهت امتحانات "البجروت" وبانتهائها تنتهي فترة الدراسة الثانوية وهي فترة عريضة ودقيقة، صعبة وجميلة، ثم مؤلمة وموجعة.
عريضة لأنها جزءًا لا يستهان به من الشباب، ولذا كانت عاجة بالعواطف المتأججة والأمل الباسم والأماني العذبة والنظرة المُشبَعة بالغموض للمستقبل.
دقيقة لأنها فترة انتقال من الطفولة المَرِحَة إلى الشباب الجميل، من الطفيلية إلى الاعتماد على النفس.
وصعبة اذ انتقلت بنا من رُبانا الوادعة وقُرانا الساذجة الراقدة تحت ظلال الطبيعة إلى المدينة المعتزة برقيها.
جميلة لأنها حدثت على مسرح مدينة المسيح. فهناك جبل القفزة الشامخ وهضبة الخانوق وشارع النمساوي العامر بالأزياء الباريسية.
مؤلمة لأنها فرقت بيننا –نحن شباب المستقبل- بعد أن كونت منا مجموعة سعيدة، نثرتنا في قرى متباعدة مستلقية على أكتاف الجبال.
وموجعة لأنها انتهت بكل جمالها وبهائها وسعادتها ولم تُبْقِ لنا إلا ذكريات مرسومة في أفئدتنا تعمل بين الحين والآخر على بعث الأمل في نفوسنا وإنعاش الرجاء.
علمتنا حبّ السلام ثم طلبت منا محاربة الجهل وبذل التضحيات وتحمل الآلام في سبيل تحقيق العالم المثالي الذي لا يزال في عداد التخيلات بالنسبة للدنيا.
كم يصعب عليَّ مفارقتها ومفارقة زملائي الطلاب، ولكن لا تتوقع مني الدموع والتنهدات في وداع هذه النعم جميعها، بل متِّع نفسك بمشاهدة الابتسامة العريضة المرتسمة على شفتي في استقبال الحياة الجديدة.
ابتسم معي يا أخي التلميذ في عبورك الباب الجديد الذي يدعونه الحياة، وادخل هادئًا مطمئنًا إلى هذه الدنيا الغريبة عن طابعنا. لا شك أنك ستتألم هناك وتتعب، ولكن سيعقب آلمك سعادة وظلالك نور وتضحياتك حياة.
(هذه الكلمات سطرها والدي الراحل للأمجاد سمعان عزيز دعيم في كتابه "مع الموكب" والصادر سنة 1958، أي بعد سنتين من تخرجه من المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة، وهو ثاني كتاب عربي نُشر في اسرائيل بعد قيام الدولة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس