الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سينجح المالكي في مهمته ؟

هرمز كوهاري

2006 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


قطعا كل الديمقراطيين في العراق وخارجه يتمنون للمالكي النجاح ، ولا أقصد لشخص المالكي مع إحترامنا لشخصه ، لأن كل مهتم بمصلحة الشعب يهمه برنامج وفكر السياسي أكثر من شخصيته ، ولكن هناك شيئ آخر هو مدى جدية ذلك السياسي في طرحه وإخلاصه وقدرته في تنفيذ برنامجه ، وإن ذلك البرنامج لم يكن للدعاية والاعلان ، كما تعرفت شعوب المنطقة أكثر من غيرها على النماذج المتاجرة بشعارات خيالية أو أكثر من طاقتها ، ونرجوا ألا يكون المالكي من النموذج الاخير .

وأهم ما تقدم به المالكي ثلاث نقاط أساسية ، وهي النقاط التي يريدها الشعب من كل سياسي يتولى المسؤولية ، وهي القضاء على الارهاب والقضاء على الفساد الاداري والمالي وثالثا الإنشاء والاعمار ، الاهم قبل المهم . وليس معنى هذا أن يهمل بقية الاهداف ، كتوفير الحاجات الاساسية كالماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء والعمل للعاطلين وتوفير الحريات الحقيقية للافراد ، وبعبارة أوضح تفعيل المنهج الديمقراطي للدولة العراقية .

ولنأتي على أولى المشاكل ،التي يعاني منها أكثر من غيرها والتي لم يتمكن أي مسؤول عراقي تولى المسؤولية من إنجازها وهي: القضاء على الارهاب بكل أنواعه وأساليبه ، مشكلة المشاكل ، ويمكن أن نقسمه الى نوعين أولا الارهاب الذي يهدف الى كل ما يمت بصلة للعراق من البشر والحجر ، بهدف إفشال المشروع الامريكي العراقي ، أو العراق الديمقراطي ، وهذه العناصر لا يمكن التفاوض معها بأي حال من الاحوال ، فهو مشروع إرهاب وتدمير ليس إلا ، وتلتقي أو تتعاون معها أيتام صدام الذين يحلمون بعودة تلك الايام .
والقسم الثاني من الارهاب هو العنف الطائفي والقتل على الهوية ، هو المشكلة الاخرى والعقدة المستعصية أو أريد لها أن تكون كذلك . سواء من قادتها أو من الجيران الشرقيين والغربيين ، وإدراكا من غالبية الشعب العراقي أن هؤلاء الجيران قطعا لايريدون خيرا للعراق ولا لشعب العراق ، وإنما خدمة لمصالحهم الانانية ،ومن المؤسف أن يقع بعض الساسة في مصيدتهم ،و خطط الجيران هي بدافع المصالح الشخصية الانانية الضيقة من تولي الزعامات وملء خزائنهم وعلى حساب دماء ودموع الابرياء .

وأقول هذه المشكلة مستعصية لأن قادة سياسيون من الوزراء ومن أعضاء في البرلمان العراقي ومن يتحكمون في الخارطة السياسية العراقية هم مسؤولون عن هذه المليشيات ، بل كان وصولهم الى هذه المواقع وبهذا الزخم بفضل تلك المليشيات وأعني بذلك كتلة الائتلاف الشيعية التي رشحت السيد المالكي الى تولي هذا المنصب ! ليكون أمينا على أهداف الكتلة ومنها إبقاء المليشيات !! وقادتهم هم سماحة الحكيم والعامري والصدر ، إضافة الى حزبه حزب الدعوة الاسلامية . وبالتالي بإمكان قادة تلك المليشيات بسحب البساط من تحت أقدام المالكي أي الثقة عنه إذا ما حاول تفكيكها عملا وليس قولا !.

وأمام السيد المالكي طريقة واحدة مثلى، وهي إقناع قادتها بحل تلك المليشيات ،ولكن لا يبدو أنهم مقتنعون بذلك ، بدلالة أنه لم يصدر من أي من قادتهم المذكورين أي تجاوب بالرغم من مرور ما يقارب ثلاثة أشهر من إطلاق دعوته ، بل بالعكس زادت في فعالياتها في القتل الطائفي ، ملقية التهمة على القتلة المجهولين !!
والطريقة الثانية ، وهي خطرة ،وقد تؤدي الى نتائج عكسية ، وهي إستعمال القوة بما فيها القوات الامريكية ،مما يؤدي الى تقوية المليشيات المتقابلة أي السنية من جهة ومن الجهة الثانية قد تكسب مزيدا من التأييد الشعبي ، بداعي طرد " المحتل " هذا بالإضافة الى تأجيج الصراع من قبل الجارة الشرقية تحت شعار طرد الامريكان أصدقاء إسرائيل ! وتمدها بالمال والسلاح والخبرة وربما المرتزقة بإسم المجاهدين .
وهناك رأي آخر وهي دمجها بالقوات المسلحة العراقية من الجيش والشرطة ، والمشكلة هنا تزداد تعقيدا ، وهي أن ولاءها يبقى لقادتها وليس للدولة ، لأنها قوة مسيسة أصلا . مما يساعدها على القيام بالعنف تحت غطاء الشرعية الحكومية ، ويكون خطرها أكثر من السابق .

إذن لماذا يركز المالكي على حل المليشيات ، مع علمه بهذه الصعوبات التي تواجهه ، هل هي للدعاية والاعلان ؟، برأي ليست الدعوة كذلك بل لكسب تأييد شعبي لخطته ، وإذا ما كسب ما يكفيه من التأييد الشعبي يولد ضغطا على قادتها للاقتناع بأنها تكسب المعركة السياسية بدون المليشيات المسلحة بالسلاح ، بل بالمليشيات المسلحة بأفكار التعاون والتآلف ووخدة الشعب والتوجه الى مكافحة الارهاب التكفيري والصدامي ، للمباشرة بالإعمار وتقديم أفضل الخدمات للشعب ، والخروج من النفق المظلم ، نفق الصراع الطائفي الذي لا تسلم من شروره أية طائفة أو فئة من أقصى الشمال ألى أقصى الجنوب وكذلك تشمل كافة مناطق العراق ولم يخرج أحد منتصرا بل يكون الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي وهم جزءا منه .

والتأكيد على المليشيات لا يعني التقليل من مكافحة الارهاب التكفيري ، لأن الارهاب التكفيري معروف للجميع ، والكل يجب أن يسعى الى مكافحته إما قولا أو عملا سواء من قبل القوات المسلحة أو من الافراد العزل عن طريق الاخبار عن كل مايشك أو يشير الى إرهابي أو أوكارهم .
ومن الجهة الثانية ، فإن حل مشكلة المليشيات المسلحة تكون الحكومة قد عزلت عناصر الارهاب التكفيري والصدامي عن العنف الطائفي ، مما يسهل ضربها والقضاء عليها .

كل ما ينطبق على المليشيات الشيعية ينطبق على المليشيات السنية مع إختلاف الاهداف من جهة وإتفاقهم من الجهة الاخرى ، فالمحرضون والممولون غيرهم والاهداف غير تلك الاهداف ، ويتفقون أن كل المليشيات الشيعية والسنية تخدم مصالح الغير ومصالحهم الشخصية الانانية الضيقةن حبا بالزعامات والجاه وملء الخزائن وعلى حساب دماء ودموع الشعب العراقي بحجة الدفاع عن الطائفة أو القومية ، دون أن يحمل أي من قادة هذه المليشيات " فرمانا" من الطائفة أ و من القومية ، وإنما هم فرضوا أنفسهم على تلك الطوائف بشعاراتهم الجوفاء بعيدة عن مصالح الشعب التي هي الديمقراطية والعيش برفاهية وأمان.

إذن المسؤولية التاريخية والانسانية تقع على عاتق أؤلئك القادة ، قادة المليشيات بما فيها المرجعيات الصامتة والناطقة من كلتا الطائفتين .

ولم يصدر لحد تاريخه مايشير الى نية اولئك القادة بالتخلي عن مليشياتهم ولا من المرجعيات كلاما صريحا بنزع سلاح المليشيات والعودة الى أعمالهم المدنية تاركين التخلف الطائفي خلفهم ، هذا إذا كانوا مخيرين، بل لا أحد يقتنع بهذا ، بل أُسسوا اصلا ليكونوا مسيرين ومنفذين متطلبات ومصالح الغير ..!

,وبقي على السيد نوري المالكي أن يفصح عن الطريقة التي سيتبعها ، وبخلافه قد يكون ، لاسمح الله ، خراب الدولة على أيدي المليشيات
كما نجد في لبنان ، حيث أصبحت الدولة تابعة لهم لا تابعين لها.ويتحكمون بمصيرها في السلم والحرب !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني