الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد أكثر من 2500 سنة على تنفيذ فكرة الديموقراطية، هل طُبقت فعلاً..؟؟

حاتم بريكات

2021 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


وُلدت الديموقراطية وطُبقت في اليونان قبل الميلاد وكان الهدف منها بسيط ويسعى تحويل الرأي الاجتماعي إلى قرار تنفيذي بالتالي رفع مقدار تناسب هذا القرار مع حاجات الناس إلى أن ظهر مفهوم التفويض (التمثيل) لتسهيل تمثيل الأعداد حيث تطور نقل الرأي الاجتماعي وأصبح يعتمد على "الثقة" بالمفوَّض (النائب مثلاً) وهنا اختلفت الصورة فقد دخلت توجهات ورغبات ومصالح المُفوَّض في الحسابات، ولم يعد المشهد نقياً كما كان في البداية.


التفويض إذاً أكل جزءً من نقاء الفكرة، ثم انتقلنا مع تطور المجتمعات إلى محاولة السيطرة على الناخب من قبل المفوَّضين حيث استخدموا في ذلك الاستعطاف الديني واللعب على النواقص، فأصبح المفوَّض مرة أخرى شكل من أشكال التفرد في الرأي ولم يعد هناك -إلى حد بعيد- رأيٌ صاف للجماعة، وهذا جزء آخر تم قضمه من الفكرة الأم.


بعد ذلك تقدمت الأنظمة السياسية على الجميع باللعب بالفضاء العيني ذاته (الرأي العام) وتشكيله بالطريقة التي تراها مناسبة بعد أن استطاعت بعض الجماعات كسر حلقة التمثيل الأصلية الصحيحة وإدخال عناصر قادرة على إعادة دورانها ولكن باتجاه سلبي.


الحلقة الجديدة هي حلقة تداول الفساد والظلم وهذا حول الديموقراطية إلى نقمة وشيء مختلف عما بدت عليه، فهذه الحلقة الجديدة عمدت إلى تدمير التعليم والثقافة وفسخ العلاقة مع الأرض (المادة) واستخدام المثالية كفلسفة قادرة على جعل الناس يؤمنون بأن التجليات هي التي تنتج المادة وليس العكس؛ وفي هذا مجال كبير لشراء الوقت والتتويه والأهم شراء آمالهم وجعلهم يشاركون كل مرة في مهزلة تمثيل التخلف والفساد.
بعد أن تهشمت الفكرة الأصلية (ديموقراطية ما قبل الميلاد في اليونان) ارتأت الرأسمالية الحديثة أن يكون رفاتها هو سماد يساعدها على النمو والتحكم بواسطة تعظيم الإيمان بالفرد وحده كسلعة وكوحدة بنائية مُخدرة تتعامل مع الآخر على مبدأ التنافس وليس التكاتف، ولك أن ترى أن التنافس بين أفراد الطبقات المسحوقة سينتج الكره غالباً، لكن التنافس الحقيقي المُنتج هو الذي يحدث بين أصحاب رأس المال؛ أي أنهم يحصدون محصول التنافسات الصغيرة أيضاً.


الغريب أن نتيجة نمو بقايا الديموقراطية برعاية الرأسمالية تحول إلى تابو وصوِّر علي أنه السبيل الوحيد للنجاة ويمنع عليك نقده وإلا ستصنف كعدو للبشرية والحرية.!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب