الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكن لرموزنا عناوين ......الحاج حمدي الهيتي أنموذجا

ستار الجودة

2021 / 7 / 1
الادب والفن


تقاس ثقافة المجتمعات على العديد من المعايير أبرزها احترام الرمز والهوية التراثية والوطنية، فتجد اغلب الدول المتحضرة تسمي شوارعها والساحات والقاعات باسماء رموزها الوطنية احترامًا لمًا قدموه، والكل يعرف ان الهوية تتجسد في المتاحف الثقافية التي تعكس هوية البلد لما تحتويه من مقتنيات للماضي الذي يؤسس الحاضر ويتطلع للمستقبل، إنشائها حالة صحية تربوية واجتماعية واقتصادية وثقافية مطلوبة في المجتمع لما تلعبه من دورًا محوريًا في تعزيز التواصل وترسيخ الهوية الوطنية بين النخب الثقافية والاجتماعية وبناء الاجيال من مختلف مناطق الوطن، و كذلك دعم جو الحوارات المفتوحة وتبادل الثقافات . خصوصًا وان مجتمعنا العراقي متعدد الطوائف والاديان والمذاهب والقوميات ،ومن اجل كسر نمط الخطاب ذو الاتجاه الواحد . قضاء هيت واحد من اهمً المدن في غرب العراق تمتلك عناوين أماكن تاريخية مهمة تبرز هوية المكان من خلال موقع عيون القار الطبيعة المنتشرة ، والنواعير ، وقلعة هيت و منارة جامع الفاروق ، ومكانه بسبر اغوار التاريخ .
في الربع الاخير من القرن العشرين انبرى احد ابناءها البررة ليضيف معلم حضاريًا اخر وهو متحف الشهيد عفتان بمدينة هيت ، الذي أسسه الحاج حمدي عفتان الهيتي ، متحف اهلي جمع فيه كل تراث هيت والمناطق الغربية والعراقية ، كسر حدود المحلية وأصبح واحد من اهم المعالم الحضارية في الخطاب الثقافي العراقي ،أسس بجهد ذاتي وحس وطني ليطرز وجه قضاء هيت ويزيد من أهمية دورها الثقافي والحضاري، يضم أفضل واندر المقتنيات التراثية التي تعكس ثقافة ازمان قديمة شهدتها المدينة ومدن اخرى ، تعرض المتحف الى اعتداءات وسرقة بعض المقتنيات في ظروف استثنائية ، الحادثة زادت من اصرار القائمين على مواصلة الطريق وترميم المتحف وترسيخ هويته الوطنية.
سنوات العقد الستين و التعكز على الزمنً ، لم تثني الحاج حمدي واهالي هيت من الاستمرار بالاحتفاء بهذا المعلم والمنجز المهم ، و بمرور خمسة وعشرون عام على تأسيس المتحف، وباصرار صادق ونقي وجهت دعوات الى أبرز الرموز الثقافية والاجتماعية العراقية من العاصمة بغداد والمحافظات للمشاركة بالمناسبة من اجل الحفظ على ديمومة العطاء والتواصل بين النخب والحرص على اظهار وجه مدينة هيت باجمل وأبهى صورة
الحاج حمدي استطاع ان يبني ذاته بذاته ويؤسس هوية وعنوان من خلال بناء متحف يضم مقتنيات مهمة وفريدة لتكون اضاءة مهمة تضاف الى الاضاءات الاخرى في العراق ، ومن خلال مراقبتنا الى المشهد وجدنا بأن هناك ضرورة اخلاقية ومهنية وأمانة ان ننقل الصورة بكل تفاصيلها ،وجدنا الحاج حمدي وعبر هذا التاريخ والجهد الكبير يستحق الكثير من الناس ومدينته الذين قدم لهم هذا السخاء الثقافي ان ينصف بتسمية شارع او قاعة او اقامة نصب له وتهيئة بديل او مساعد له من احد أبناءه باعتبار المتحف في بالطابق العلوي من المنزل الخاص
و من هذا المنطلق نطالب ومعنا الكثير ، الحكومة المحلية في الانبار و الحكومة العراقية بدعم الحاج حمدي وكل المنظمات الغير الحكومية التي تقدم خطابًا ثقافيا وتعمل بمستوىً مؤسسات حكومية. كون المطلب وأجب وطني وأخلاقي لحفاظ على الهوية الثقافية العراقية من الضياع ،
نحن نرصد و نراقب عن بعد وعن كثب الظروف الاقتصادية والصحية و كبر السن لأصحاب تلك المشاريع الوطنية و الانسانية وايجاد البدائل الكفيلة بإدامة الزخم عملها وديمومتها وترميم المشهد الثقافي والحضاري وترسيخ الهوية الوطنية لنعيد مجد والق الحضارات التي إنارة عتمة الفكر الانساني، ويعود العراق كسابق عهده الرائد في كل الميادين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا