الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتراق الروح- من الادب النسوي

رانية مرجية

2006 / 8 / 10
الادب والفن


جلست على سريرها الأسود ، تبكي ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،،، كانت دموعها سيلا متدفقا ،،، راحت تسترجع ما حدث لها بالأمس القريب ،، تذكرت ليلتها الظلماء ،، ليلتها السوداء القاتمة ، التي بكاها القمر،، و الشجر ،، و الحجر ،،، دفنت حبها وتمسكها بالحياة ،،، ليلتها التي تمنت حضورالموت فيها قبل ان تكتشف قساوة ودونية ذويها ،،، ليلتها التي حولتها الى مجرد جسد بدون روح ،،، و من فرط الحزن ساعدت على ارتطام رأسها بالجدران البارد ،،، تئن صارخة من أعماق أعماقها ،،، أرادت اختيار شريك حياتها بنفسها ،، ظنت أن هذا من حقها ،، آمنت بالحب وتغنت بالحب الصادق الطاهر،،
كانت تقول ،،، بالمحبة تستطيع الوصول الى كل شيء ،، صدقت كل شيء ،،، ضحت بكل شيء ،، أمضت أجمل سنوات حياتها بالجامعة ،، عرفته وأحبته حبا كبيرا ، اقسما على الزواج وتعاهدا
على أن لا يفترقا ،،،
كانت تحضر للقب الثاني ، وكان هو يحضر للدكتوراة ،،، قربت بينهما أفكارهما الثورية والوطنية ،، كانا يمضيان معا أجمل اللحظات ، وخاصة تلك التي تتعلق بترتيب الندوات السياسية والاجتماعية للطلاب العرب أصدقائهم المقربين ،،، اتفقا على الزواج بنفس السنة ،، لم تخف الفتاة قصة حبها
وتعلقها بفارس أحلامها ،، ولا هو أخفى ذلك ،،، تقدم الشاب يطلب يدها ،، باركت عائلتها الخطبة،، فالشاب من عائلة ثرية ومحترمة ،، المستقبل مفروش أمامه بالزهور،، باتا يقضيان معا ساعات كثيرة يحضران خلالها مراسيم الزفاف
ولم يبقى للقران سوى أسبوعيين ، وفي نشوة التحضير اكتشفت عائلة الفتاة أن للشاب أختا تزوجت بفتى لا يدين بدينها لتهجر معه البلاد بدون رجعة مند عشرة سنوات ونيف خلوا ،،، جن جنونهم _ انسي هذا الشاب ... ستتزوجين ابن عمتك ،، يقول والد الفتاة ،، صحيح انه مطلق ويكبرك بعشرين سنة ،لكن خواته شريفات
رفضت الفتاة قرار عائلتها المجحف رفضا تاما ، رغم الضغط الذي انتهجته ضدها ،، ورغم حبسها بغرفتها وطرد حبيبها وخطيبها ،، لم يتورعوا بتهديده بالقتل ،،، لكنها بقيت متشبتة به
_ لن اتزوج ابن عمتي مهما كلفني الأمر،، تقول الفتاة ،،
ولان أباها صاحب سلطة ونفوذ في القرية ،، استطاع التغريربأحد الشيوخ المرموقين في القرية قصد تزويجه بابنته ،،، دخل الشيخ على الفتاة و هي بملابس النوم ،،،
_ هل انت موافقة على الزواج بي ،،،؟؟؟
_ لن أقبل الزواج بهذه الطريقة ... ترد الفتاة
حاول الشيخ اقناعها و العدول عن رفضها الذي لا مبرر له في رايه ،، لكن دون جدوى ليغادر المنزل وهو يعترف لابيها بانه فشل في ترويدها وانه لا يستطيع إرغامها ،،،، وبعد ساعتيين من مغادرته ،، و بينما هي نائمة في سريرها أحست بأنها ليست وحدها في الفراش ،، و ان يدا اثمة تحاول العبث بكرامتها التي حافظت عليها السنون ،، رغبة في تقاسم حلوها مع من تحب...راحت تقاوم وتصرخ.. انه بن عمتها،،، أسرع أبوها بمساعدته ومسك رجليها وبتواطئ من امها
_ لا تقلقي ستتزوجيه ،،،، تقول امها ،،،
كانت صرخة الفتاة مدوية مزمجرة فاقت حدود الاغتصاب ....
_ حرام عليكم يا كلاب ،،، حرام ،،، سأفضحكم ،،، لن أتزوج قاتلي ،،، لن أتزوج ،،، غادرت البيت مسرعة ليلتها ،، امتطت سيارتها ،،، دخلت أول فندق صادفته عيناها و هي في لباس النوم الشفافة ،،، قضت به ما يزيد عن الاسبوع ،،، لكن فورة الانتقام، بقيت مسجرة لنفسها ولشرفها ،،،، الا أنها و برغبة من أخيها الذي اطلع على المشكل و الذي كانت تحبه حبا شديدا ، أثـناها عنه ،،، بعد شهر علمت أنها تحمل سفاحا ،، فقامت باجهاض نفسها ،،،،
تركت البلاد دون توديع حبيبها ، لتسلك درب الرهبنة ،،،لكن هيهات لها أن تنسى أو أن تغفر لذويها أنها باتت على ثقة أن جرحها لن يندمل ،،، فقد ذبحت بيد اقرب الناس اليها،،، وعرفت أنها لن تعود كما كانت أبدا قبل المظلمة التي أحرقت روحها،،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو