الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكنوقراط ... هل هم قادة المستقبل نحو مجتمع الرفاهية ..؟

آدم الحسن

2021 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


شاع استخدام مفردة التكنوقراط لوصف الأشخاص الفنيين الإداريين , أي الأشخاص الذين لهم خبرة مزدوجة في التكنولوجيا و أدارة الأعمال وفق نظام ( روتين ) مبني على اسس علمية , لكن الغريب في الأمر انه تم إضافة صفة أخرى للتكنوقراط و هي أنهم محايدين و غير سياسيين ...!
ليس معروف مصدر الفرضية التي تقول أن التكنوقراط هم محايدين و غير سياسيين , أي إن تَدخلَ التكنوقراط في السياسة يُفْقدهم صفتهم التكنوقراطية و كأن هاتين الصفتين متناقضتان و لا يمكن أن تجتمع عند نفس الشخص ... !

البعض ذهب ابعد من ذلك و أخذ يتحدث عن حكومة تكنوقراط , تَتَشَكلْ من التكنوقراط من غير السياسيين في حين أن التعريف الأساسي لمعنى مفردة الشخص السياسي هو الشخص الذي يشغل منصبا حكوميا أو يسعى لشغل منصبا حكوميا يتمكن من خلاله من اتخاذ قرارات ذات صلة بمسار حركة الدولة و اتجاهاتها الأساسية .
فكيف تكون هنالك حكومة تكنوقراط غير معنية بالسياسة , اي غير معنية بالقرارات التي لها علاقة بالمسارات الأساسية للدولة , ربما قصدوا في حديثهم عن حكومة التكنوقراط على إنها حكومة تَتَشكلْ من سياسيين تكنوقراط لا ينتمون لأحزاب سياسية .

الدعوات لتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين تظهر في البلدان التي تعيش حالة فوضى سياسية و الأحزاب السياسية المتنفذة فيها غير قادرة على اعطاء الحلول التي ترضي الشعب لكون هذه الأحزاب منشغلة في صراعات في ما بينهم , صراعات لا تخدم تنمية و تطور البلد , بعكس حالة البلدان المستقرة سياسيا ففيها تختفي الحاجة الى حكومات تكنوقراط من المستقلين , لأن مثل هذه الحكومات هي من صنف حكومات الطوارئ .

أما في القطاع الخاص فأن تطور وسائل الإنتاج و متطلبات السوق المتغيرة بشكل سريع جعل أهمية طبقة التكنوقراط تزداد بسرعة كبيرة و ينمو دورها دون عائق لأن اصحاب رأس المال يريدون الحلول الصحيحة و السريعة في العملية الإنتاجية التي من شانها زيادة كفاءة العمل و ربحيته عن طريق دمج حقيقي للمتطلبات الفنية بالأمور المالية و الإدارية للوصول الى افضل الحلول التي تتوافق مع متطلبات السوق .

هنالك من بقول أن التكنوقراط يعملون لصالح من يدفع لهم أكثر لذلك فهم غير قادرين على لعب دورا قياديا في الدولة و المجتمع و إن السياسي يستطيع استخدام مستشارين له من التكنوقراط لكي يستند عليهم في اتخاذ القرارات الني تتطلب خبرة تكنوقراطية و بالتالي فأن السياسي هو المؤهل فقط لقيادة الدولة و ليس التكنوقراط .
و هنا لابد من الإشارة الى أن مع تطور العلوم و التكنولوجية يصبح من الصعب على السياسي الغير تكنوقراطي اتخاذ القرارات الصحيحة دون الاستعانة بكادر استشاري من التكنوقراط , و مع استمرار التطور في مجالات العلوم و التكنولوجية و خصوصا ما يتعلق بالحوكمة الإلكترونية و البرمجيات ذات العلاقة بدراسات الجدوى الاقتصادية المعقدة و إيجاد الحلول الفنية المناسبة لها يصبح من الصعب على السياسي , أو ربما من المستحيل , فهم و معرفة ما يجب أن يتخذه من قرارات حتى مع وجود مستشارين تكنوقراط مساعدين له .
و عليه يمكن القول أنه في المستقبل و حين تبدأ عملية الانتقال الى مرحلة الرفاهية فإن لم يكن للسياسي الذي يتولى المسؤولية قدرا كافيا من المعرفة و ضمن الحدود الضرورية للتعامل مع مستجدات التطور العلمي و التكنولوجي لا يستطيع إداء عمله و يكون فاشلا و لا يستحق المنصب الذي هو فيه .
لذلك مع تصاعد التطور العلمي و التكنولوجي تبرز الحاجة لقادة من التكنوقراط لقيادة المجتمع و الدولة ..... عتدها لا بكون للسياسي أي دور إن لم يكن من التكنوقراط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا