الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان دولة غنية يحكمه فقراء !!!

ايليا أرومي كوكو

2021 / 7 / 2
الادارة و الاقتصاد


السودان دولة غنية يحكمه فقراء فكل حكام السودان كانوا فقراء في الوطنية و حب الوطن !!!
لست هنا لأكتب عن غني السودان في كل الموارد و شتي انواعها و اشكالها و طبيعتها . فكون السودان بلد غني في مختلف المجالات أمر مفروغ عنه و لا يتجادل فيه عنزتان !
لكنني هنا لأكتب عن فقر السودانيين في كل المجالات و بالاحري اكتب عن فقر كل الحكومات الوطنية منذ فجر الاستقلال في العام 1956م . الي تاريخ يوم اعلان السودان و تصنيفه من افقر دول العالم في يوم الثلاثاء الموافق 29 يونيو 2021م .
لم يتم ادارة السودان ادارة رشيدة ليوم واحد منذ فجر الاستقلال . كما لم يحظي السودان ابداً بحكم رشيد منذ ذاك التاريخ . بل ظل السودان يدار بواسطة نخبة او فئة قليلة من بعض ابنائه الفقراء في الروح و الغيرة الوطنية في الفهم الواسع لمفهوم ادارة و حكم الاوطان . و ادير السودان و حكم من بعض القاصرين في البعد الانتمائي لهذا الوطن الكبير . و كان اغلب هؤلاء النخب من الحكام و الادارات التي تداولت بينها أمور الحكم و السلطة في السودان . كانت تسيطر عليهم النزعة العنصرية و الجهوية و الدينية . فقد كانت تتملكهم و تسودهم البعد الاستعلائي النوعي علي مواطنيهم و شعوبهم و كانت نظرتهم في مجملها هي نظرة السادة الي العبيد او نظرة اقطاعية .
الفقر في ادارة التنوع و الاختلافات السودانية تميزت بها الحكومات السودانية ، وعلي هذا الاساس ادرات النخب السودانية حكم البلاد بالظلم و الاحتقار و الاستعلاء المناطقي و الجهوي القبلي و الديني . و لا غربة في تمرد شعب الجنوب مبكراً لأحساسه المتقدم في استشعار المظالم و رفضها . و من ثم تبعهم الشعوب الاخري في جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور و شرق السودان .
لم تفطن تلك النخب الي مجمل قضايا السودان و مطالبها في العدالة و المساواة و الحريات و المشاركة الفعلية في حكم البلاد . كما لم يمتلك هؤلاء ادني الخيارات المرنة للتعامل مع تلك القضايا العادلة بالحوار و التفاوض و كانت كل الخيارات و الحلول المتاحة لهم هو لغة القوة و السلاح و الحروب الرعناء . و تلك كانت قمة الفقر و الفشل في ادارة تلك النخب للدولة السودانية . زادت عبقرية القوة و السلاح و شن الحروب العنصرية بلا هودة في الاحتقان الجهوي كما ساهمت الحروب العنترية مساهمة كبيرة في اهدار موارد السودان بلا طائل مما فاقم في في عدم تقديم الخدمات الاساسية في التعليم و الصحة و التنمية المتوازنة .
الفقر في الادارة والفساد الاداري الظاهر في توجيه موارد السودان و هذا هو قمة الجيلد الذي اوصل السودان الي الدرك الاسفل من العوز و الفقر . فئة قليلة جداً من السودانيين استحوذت و احتكرت كل موارد الدولة السودانية لنفسها بروح انانية سادية و قسمت الغنيمة او الكيكة بينها لتترك باقي الشعب السوداني يرزح تحت نير الفقر و الحاجة و العوز . و هذا ما يذكرنا بأن كل الثورات و الانتفاضات السودانية منذ اكتوبر الي الثورة الاخيرة كانت جميعها ثورات الجياع .
و لا يزال السودان يراوح مكانه و لا يجد لنفسه مؤطئ قدم بين الدول العظمي او المتقدمة و النامية . بل لا يزال السودان يترنح فقيراً جداً في الحكم الرشيد و ادارة التنوع السوداني بشكل جيد يمكنه من الخروج الامن من مأزقه الكثيرة .
و لا أظن بأن الفرح المتداول بين السودانيين هذه الايام بضمه الي الدول المثقلة بالفقر سيستمر طويلاً . هو بمثابة مسكن سينتهي بأنتهاء مفعوله ليعود الالم مجدداً و بصورة افظع من الاول . سيعود السودان قريباً الي دوامة الازمات الازمات ما لم يغير السودانيين منهجهم الفكري و الايدولوجي في التعامل مع مشاكلهم و أزماتهم بروح يعلو فيه السودان فوق كل أمر اخر ... ان يكون حبهم السودان هو الاول و الاخير .
ما يحتاجه السودان اكثر كثيراً جداً من رفعه من قائمة الدول الراعية للأرهاب او انعقاد مؤتمر الاستثمار في باريس و ضمه اخيراً الي قائمة هيبك للدول المثقلة بالديون . السودان يحتاج الي الحكم الرشيد واعادة بناء الروح الوطنية في انسانه و اعلائها فوق كل الروح الانانية المتفشية في نفوس كل السودانيين . يحتاج السودان الي حرب شعواء ضد الفساد و المفسدين و الي اعاد الدولة و اصلاحها في شتي المجالات و النواحي و ليكن الانسان السودان هو اساس هذا البناء .
و لكن من يبداء السودان خطوات اعادة بناء نفسه فاذا كان رب البيت رقاصاً فشيمة أهل البيت الرقص .
او كيف يستقيم الظل و العود أعوج ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي


.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟




.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم


.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى




.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل