الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قال: العميد فلان الفلاني من فرع أمن الدولة. سألته أين يقع (طبعا الفرع) فأخبرني بمكانه

سلطان الرفاعي

2006 / 8 / 11
حقوق الانسان


اقترب مني بوجهه البشوش ومد يده للسلام. قال: المعلم يُريدك اليوم قبل الساعة الثانية ظهرا. قلت له: من المعلم، قال: العميد فلان الفلاني من فرع أمن الدولة. سألته أين يقع (طبعا الفرع) فأخبرني بمكانه.
في الحادية عشرة والنصف(9-8-2006) قصدت المكان الذي أخبرني عليه عنصر الأمن. قلت لهم على الباب: العميد فلان الفلاني. فأدخلوني إلى غرفة الانتظار، وانتظرت قليلا حتى فرغ العميد من مهامه. كان يجلس خلف طاولته، وأشار لي بالجلوس على مقعد (طبعا هو أرفع وأسمى من أن يقوم للسلام على مواطن ممكن سحبه من مكان عمله في أي وقت) وبدأ يسألني عن إعلان سوريا ثم قال: كيف تكتب بيانا تقول فيه أن استدعاء أكثم نعيسة لا أخلاقي؟ هل أصبحنا لا أخلاقيين برأيك؟ . قلت له: لو أنكم استدعيتم الأستاذ أكثم نعيسة مئة مرة لما قلت هذا! ولكن أن تستدعوا زوجته فهذا أمر غير أخلاقي.
قال: لماذا ألستم علمانيين؟ ألا تدعون العلمانية ؟ قلت لها: اذا كان الشخص علماني فهذا لا يعني أن يُحضر زوجته إلى فرع الأمن أليس كذلك؟ ثم قال: انتم تقولون بمساواة المرأة والرجل!!
قلت: نعم نحن نقول ونفعل، ولكن إذا كانت المرأة مساوية للرجل، لا يعني ذلك جرجرتها إلى فرع الأمن-----
قال: ألا ترون أن الوقت غير مناسب من أجل طرح إعلان سوريا؟ قلت: هذا الإعلان أصبح عمره أكثر من أربعة أشهر، ولم يقل لنا أحد انه إعلان سيء، على العكس لاقى قبولا شعبيا كبيرا من شرائح كبيرة في المجتمع السوري، ويُمكنك أن تتابع التأييد الذي لاقاه في الحملة التي نشرها موقع الحوار المتمدن. قال: إننا في وقت عصيب--------
قلت: لم يقل لنا أحد أن هذا الإعلان غير جيد، هل تريدنا أن نتوقف عن إطلاقه؟ فقت قل ذلك. لكنه لم يجب، ولم يقل ذلك!!!!!!!!
سألني من هم الموقعين على الإعلان؟ قلت: الإعلان موجود على الانترنت، وأنا ساهمت فيه ووقعت عليه، وأتحمل مسؤوليتي الشخصية عن ذلك، لا أقل ولا أكثر.
قال: على الرغم من أننا توقفنا عن الاستدعاءات الأمنية إلا أنكم تجبروننا على ذلك. ثم طلب مني معاودة الحضور يوم الأحد، لكي يُكمل التحقيق معي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما كنت أتحدث مع سيادته المباركة، بدأت أفكر بيني وبين نفسي: لعل الإسرائيليون قد بدأووا انسحابهم من لبنا؟ لعل الخطر الذي يجثم فوق رؤوسنا قد انزاح؟
لعل مجلس الأمن قد وافق على وقف إطلاق النار واطمأنت القلوب؟
لعل كل هذا قد حدث، وبالتالي تفرغ الأمن لملاحقتنا واستدعائنا، بعد أن ارتاحت القلوب وهدأت المشاكل. وآلا ما معنى كل هذه الاستدعاءات، الماضية والمستقبلية. أيها السادة، أنتم تسيئون إلى الوطن بكثرة استدعاءكم التي لا مبرر له. انتم تُحبطون الوطنيين، وتقوون الأعداء.
التيار العلماني الديمقراطي الليبرالي، في خطر اليوم. لا تُكرروا أخطاء الماضي، حتى لا تلقوا نفس النتائج.
قال في النهاية: لو أنني لا أعرف مقدار وطنيتك لكنت وقفتك!!!!!
قلت: وقفني !!!!!!!
وصدقا عندما قلتها له، لم أقلها بنوع التحدي، ولكن قلتها، لأنني أحسست ساعتها بالاشمئزاز والقرف من نفسي، وأحسست أن كل ما أقوم به من أجل قناعتي، بوطن سوري معافى آمن مسالم حضاري، قد ذهبت أدراج الرياح، من خلال هذه الاتهامات الغير منطقية، والاستدعاءات الغير مبررة.

هناك الكثير من الكراسي التي تهتز أمام كلمة حرية عندما تعرف بالحدس أن هذه الكلمة يمكن أن تشير إلى إمكانية حقيقية تتجاوز مجرد الشعار. إنهم يخافون من إمكانية أن يستيقظ المواطن المقموع ويحرر نفسه، ويكف عن كونه (مستدعيا) مطيعا. ويخشون أيضا من إمكانية أن يكون الفرد لوحده ويختار بحرية مصيره الخاص دون أي ضغط (أمني) مهما كان نوعه، ومن إمكانية تحقيق فرديته العقلانية وحريته الكاملة في التفكير؛ إلى الحد الذي لا ينصاع بعده لاستدعاءات مقيتة، وتُرعبهم إمكانية أن يقول المواطن: لا لقد سئمنا من أمنكم واستدعاءاتكم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس


.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م




.. معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع


.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام




.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي