الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى أم إسحاق

علي دريوسي

2021 / 7 / 2
الادب والفن


العزيزة جداً مارتا،

أرسل لك بعد انقطاع طويل راجياً أن تكوني بخير حيث أنت في جامعة بنسيلفانيا في فيلادلفيا، مدينة الحب الأخوي. أرسل لك وأنا جالس حول طاولة صغيرة في مقهى "هِنري" بالقرب من محطة مترو الأنفاق "غرين بارك" في لندن.

أخيراً وصلت إلى هنا، المدينة الغامضة، طالما وددتُ أن أتعرّف إليها، أن أشمّ رائحتها، أنا هنا منذ أيام في رحلة عمل مع بعض الزملاء والزميلات من جامعة آخن، إنها سفرتي الأولى إلى لندن، عَنْقاء السندباد، طوقها ضبابها، متاهة حقيقية بشوارعها الرئيسية والفرعية، بحدائقها وساحاتها، بمحطات قطاراتها الخارجية، بمحطات قطارات الأنفاق الداخلية، بمتاحفها وصالاتها ودور السينما، بمطاعمها ومقاهيها وخمّاراتها، بأبنيتها السكنية والإدارية، بديناميكيتها في الليل والنهار... هي هكذا رغم تعرّضها للحرائق والقنابل والدمار. يسمونها مدينة الضباب تيمُّناً بطقسها الماطر والغائم، أما أنا فتيمُّناً بوجوه سكانها الغرباء.

لست صحفياً ولا أديباً مثلك ـ كما تعلمين جيداً ـ كي أمتلك الوقت للكتابة بعمق عما يجول في خاطري، الكتابة ليست مهنتي ووقتي قليل، بالكاد يكفيني لقراءة كتيب بلغة أجنبية، أو كتابة مقال علمي تدور نواته في فلك اِختصاصي أو ربما للخروج في نزهة قصيرة أو لممارسة رياضة الجري التي أحبها.

هذه المدينة الكبيرة جداً مقسّمة إلى عدة مناطق، لعلها تسعة قطاعات، المنطقة رقم واحد تمثل لندن الحقيقية، القلب، حيث مراكز المال والسياسة والثقافة، حيث تدور الأحداث العظيمة وتُتخذ القرارات المؤثرة عالمياً، تحيط بها المنطقة رقم إثنان على هيئة خاتم، ثم تأتي المنطقة الثالثة لتحيط بالثانية وهكذا دواليك. فإذا افترضنا مثلاً أنك تعيشين في القطاع الرابع فهذا يعني أنك تحتاجين إلى قرابة ثلاث أرباع الساعة من محطة المترو هناك إلى محطة المترو حيث الحدث، ولكل دخول تكلفته.

زرت أهم المعالم في المدينة، مشيت على أشهر جسور نهر التايمز وأقدمها، جسر لندن وجسر البرج وجسر ألبرت وجسر ويستمنستر. أجمل ما في لندن حدائقها، زرت أهمها، "هايد بارك" و"كنسينغتون" و"هامبستيت هيت" و"كوين بارك" و"ريجنت بارك"، مشيت فيها طويلاً حتى تعبت أقدامي. تعرّفت على مركزي القوة: "ويستمنستر" المركز السياسي و"سيتي أوف لندن" مركز التمويل المالي العالمي، من هنا تتم السيطرة على العالم.

زرت برج "بيغ بن" ومبنى البرلمان وكنيسة ودير "ويستمنستر"، زرت قصر الملكة "بوكينغهام"، زرت ميدان "ترفلغار" مركز التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والخطب والاحتفالات، زرت نصب العمود الحجري "مونومينت" الذي يُذكّر بحريق لندن الكبير. تعرّفت إلى موعد تناول شاي ما بعد الظهر، إلى مكونات الفطور الإنكليزي، إلى الأطعمة الشعبية، إلى الفرق ما بين الغداء والعشاء.
رأيت أشياء كثيرة وما زلت مدهوشاً بما أرى.

خاب أملي فقط حين أمضيتُ بعض الوقت في حديقة "هايد" وأنا أبحث عن زاوية المُتحدّث الحر "سبيكرز كورنر"، إلى أن وجدتها، كانت خاوية من الناس والمناظرات الثقافية، لم أكن متأكداً أني قد وجدتها بل ظننتُ أني ضللت الطريق إليها.

يا لهذا الرجل الإنكليزي غريب الأطوار، شاهدته مرتين في هذا الأسبوع، مرة في الباص الأحمر ومرة هنا، باللباس نفسه، بالحذاء الأسود نفسه، أظنه في التسعين من عمره، ها هو منشغل بحل لغز الكلمات المتقاطعة في جريدة المترو الذي أصطحبها معه، قبعته على رأسه، يجلس على مقعد وحقيبته الجلدية ومظلته السوداء قد ركنهما على يمينه، يرتدي معطفاً غامق اللون يقيه مطر الصيف وقميصاً سماوياً. أي ألم هذا الذي يدفعه لحل ألغاز الكلمات المتقاطعة في الجرائد الرخيصة وبهذا الاسترخاء الفظيع!؟
حين توجّهت إليه بالسؤال نظر إليّ مدهوشاً وقال: نعم، ها هي ساحة المتكلمين الأحرار. شكرته وأضفتُ: لكني لا أجد أحداً، أين هم الناس؟ ابتسم بطيبة وقال: كان ذلك فيما مضى.

ما أسأم أن يكون المرء وحيداً في مدينة تضج بالحياة والناس، في مدينة لا أصدقاء له فيها، في مدينة لا يفهم ثقافتها ولا يتقن لغتها. ما أجمل أن يقف وحيداً في مدينة غريبة على ناصية قناة نهرية وأمامه زورق راس مليء بالكتب "عالم على الماء"، مكتبة عائمة، وعلى ظهر الزورق شاب يجيد العزف على قيثارته وحوله توزّع الناس، شباب وصبايا، رجال ونساء وأطفال، استلقى معظمهم على المرج المقابل وراحوا يتناولون أطعمتهم الخفيفية التي أحضروها معهم ويحتسون خمرهم وماءهم بسلام.

ما أبشع أن يجلس الإنسان في حفلةٍ لا يُجيد فيها لا الرقص ولا الغناء، لا الشرب ولا العناق. ما أبشع أن يعزف الواحد للناس ألحاناً ممتعة دون أن يفهموها أو يشعروا بها أو يدفعوا له عربون الاستماع. ما أبشع أن يكتب الواحد للناس كتباً جيدة دون أن تُباع أو تُقرأ، مثله في هذه الحالة مثل من يعزف على ضفة نهر دون أن يحصل على أجره، مثله مثل كتّاب كثر سكنوا ضاحية "هامبستيت" اللندنية وأبدعوا كتباً جيدة وبقيت فوق الرفوف دون أن يبيعوا شيئاً منها. المنطقة المحيطة ببلدة "هامبستيت" الثقافية ـ حيث المقاهي الأنيقة والمطاعم وصالات العرض الفني والحركة الهادئة ـ موبوءة باليهود والأقليات. اليهود في كل مكان رغم أعدادهم القليلة وفقراء العالم في كل زاوية أيضاً. هناك في "هامبستيت" زرت متحف الطبيب النفسي سيغموند فرويد، حيث كانت محطته الأخيرة ومنزله ومنزل ابنته آنا سابقاً.

وأنا أستكشف الشوارع والناس شعرت بضغط ملعون، جلست في مقهى "كوستا" لتناول فنجان قهوة، في الحقيقة لم تكن القهوة هدفي، بل حاجتي لاستخدام دورة المياه، القهوة طقس لا ينبغي تناولها في هذا المقهى. البحث عن مكان لقضاء حاجة بيولوجية هو أحد الأمور المزعجة في لندن. البول والبراز من أهم المفرزات التي يستثمرها سكان لندن لجني الثروة، أسعار اِستخدام المراحيض ليست منخفضة أبداً سواء للقيام بعمليات الطرح الخفيفة أم الثقيلة.

الخمّارة في لندن توحّد الناس، الصغير والكبير، الغني والفقير، الأكاديمي والعامل، المرأة والرجل. طقوسها مائزة هنا، تلج مجموعة صغيرة باب الخمّارة، يقترب أحدهم من البار، يطلب كأس بيرة لنفسه ولرفاق مجموعته ثم يحاسب البارمان عن الجميع، لا أحد يدفع البخشيش كما الأمر في ألمانيا وغيرها من بلدان، بعد نهاية يوم عمل طويل ترين الإنكليز واقفين أمام خمّاراتهم المفضّلة آخذين بالتحدّث والتدخين واحتساء البيرة غالية الثمن.

ونحن نتناول البيرة في إحدى الخمّارات رحت أحكي للزملاء كيف تسبح في مخيلتي مئات الصور مما شاهدته وسمعته خلال الساعات الآخيرة في لندن، وكيف أني آن أعود للنوم في غرفة الأوتيل أُصاب بالأرق كأنني طفل كان في رحلةٍ برفقة والديه، طفل يُعيد اِستذكار وإنتاج ما شاهده، يُعيد بناء الصور والأصوات والخبرات التي تشكّلت لديه خلال النهار.

كانت مفاجأتي كبيرة حين قالت "غريت" إحدى زميلاتنا المعروفة لنا بتوجهاتها اليسارية والتي اعتادت زيارة لندن بسبب إقامة ابنتها هنا لغرض الدراسة: لم ترَ لندن بعد يا إبراهيم. لندن الحقيقية تكمن في الضواحي لا في المركز حيث نجلس الآن. إذا أردت التعَرُّف على المدن الهامة عليك أولاً أن تتأمَّل ضواحيها المظلمة، أو أن تقرأ كتابها السوداويين. في ضواحي "فيمبلي" و"إيدجوي" و"كولينديل" وغيرها يتغير المناخ السكاني، يختفي الإنكليز، هناك سترى أطفالاً يلعبون وعائلات ومساكن بالية غير ما تراه هنا في المدينة، ستشم روائح طبخاتهم عن قرب وستسمع شتائمهم المقذعة. ثم تابعت القول: نجحت لندن أَيْم نجاح في إحضار وتجنيد بعض المساكين من مجتمعات العالم الثالث ومن مستعمراتها السابقة أيضاً، لتشكّل بهم ومنهم طبقة العبيد الحديثة ذات الطابع الحضاري، الطبقة الحزينة الفقيرة التي يتوّجب عليها وبكامل الرضا والشكر خدمة البُنى التحتيّة في المجتمع البريطاني. لا قيمة إنسانية حقيقية تُذكر لمن يعيش في أوروبا الغربية قادماً من القارات البعيدة، قيمته تأتي فقط مما يمنحه النظام الرأسمالي له من فتات كي يبقى خادماً أميناً. ترونهم، هؤلاء العبيد، وهم يكدحون ليل نهار ـ دون أن تتطور آفاقهم المعرفية ـ في سبيل أن يساهموا في تضخيم رأس المال. ومن غيرهم في لندن سينهض بأعباء أعمال التنظيف والطبخ والصيانة والحراسة والبيع في المحلات الرديئة وتعبيد الطرقات وسياقة الآلاف من سيارات الأجرة وقيادة الباصات الحمراء والقطارات التي تعمل تحت الأرض وفوقها، ومن غيرهم سيخدم المئات من محطات المترو ومحطات القطارات السريعة والمطارات العالمية.

وأنا أغادر محطة المترو كاد يصدمني الباص الأحمر فقد نسيت أن أنظر إلى الجهة اليمنى كما العادة هناك ورحت أنظر إلى الجهة اليسرى حيث لفت نظري واحد من فقراء الطبقة التي حدّثتنا عنها "غريت" بينما كان ينظّف أوساخ المحطة. فكرت بذلك الرأي الذي نطق به لينين على ما أعتقد حين ظنّ أن الأعمال الرخيصة سوف تكون ذات قيمة في المستقبل بحجة أن وسائل الإنتاج ستشهد تطوراً واسعاً. ها قد شهدت وسائل الإنتاج تطورها الحتمي إلى درجة غير معقولة يا رفيق لينين وما زالت هذه الأعمال رخيصة ومملة وبائسة ومحصورة بفقراء العالم.

في العطلة الأسبوعية وأثناء تجوالي صباحاً في شوارع ضاحية "كولينديل" اللندنية ـ حيث لا أثر للطبقة المتوسطة ـ رأيت كيف هي حياتهم مملة وكئيبة، ولا سيما إذا كان واحدهم دون عمل، رأيت واحداً منهم وكأنني رأيتهم جميعاً. كان يقف أمام منزله المهترئ، كان المكان بارداً وفارغاً إلّا منه ومن قطة تبحث قربه عن فأر تلتهمه، كان يقف بقميصه الداخلي الأبيض وبيجامته القماشية المخططة بالأصفر والبيج، يستند بيديه العاريتين على غطاء برميل القمامة المخصص لمنزله، ينظر بعينيه الحائرتين إلى الشارع الميت وهو يدخن سيجارته بهدوء، راح يتأمل عابر سبيل غريب، يتأملني، كنت أمشي وأتأمل بدوري الرجل الستيني الحزين، الذي يعانق برميل القمامة من شدة الوحدة.

ما أن تصلين محطة المترو "أورك" مثلاً، شمال لندن، المحطة التالية مباشرة بعد محطة "كولينديل" التي تبعد حوالي أربعين دقيقة عن مركز مدينة لندن، حتى ترين شارعاً أفعوانياً طويلاً طويلاً مكتظاً بالناس الغرباء، ناس من مختلف الألوان والأحجام والأشكال والأصوات والأديان والطوائف والمذاهب والأعراق والتوجهات، ناس من مختلف بقاع العالم، من الصين وإيران وتركيا والباكستان والهند وأفغانستان والصومال ومصر وسوريا... يعيشون جميعهم في سلام واحترام متبادل ولا أحد يبالي بما يفعله الآخر.

البيوت على طرفي الشارع متلاصقة مهترئة وغالباً تحتوي على طابقين، تحوّل الطابق الأرضي في كل منها إلى دكان أو متجر أو مقهى، لدرجة أنّك ترين بوضوح أنّه بين دكان الحلّاق والحلّاق دكان حلّاق، وبين مكتب العقارات والعقارات مكتب عقارات، وبين دكان الخضراوات والخضراوات دكان خضراوات، وبين دكان الحلويات والحلويات دكان حلويات، وبين دكان الملبوسات والملبوسات دكان ملبوسات.

والناس تمشي في هذا الشارع الواسع أفواجاً، جميعهم، نساء ورجال وأطفال، من حملة الكروش العالية والأرداف العريضة، ناس يتكلمون عشرات اللغات في الوقت نفسه، لأجسادهم روائح غريبة، روائح لا تُطاق أحياناً، لملابسهم روائح تشبه تلك التي تنبعث حين لا يغسل الإنسان ملابسه لمدة طويلة، ناس لا أثر للإنكليز بينهم، ناس فقراء مساكين مثل أولئك الذين يعيشون في ضواحي عواصم أفقر البلدان، ناس طالما ذكّروني بسكان السيدة زينب ونجها والمطلة المحيطة بمدينة دمشق.

اصطحبتني زميلتي "غريت" إلى منطقة "غولديرس غرين" شمال لندن، هناك يسكن معارفها وأقرباؤها من اليهود، هناك ترين اليهود موزعين في كل شارع وناصية وبيت، زرنا في البداية أحد أخوالها الذي يدير ويملك مخبزاً لصناعة الحلويات اليهودية وبعض أنواع الخبز، في اليوم نفسه زرنا متحف اليهود في بلدة "كامدن تاون".

بعد الظهر سافرنا معاً بالباص رقم 210 إلى مقبرة "هايغيت" التي يعود تأسيسها إلى عام 1820، ما يميزها نظافتها وقبورها القديمة، العائدة بشكل خاص إلى موتى الشريحة العليا في المجتمع وبعض رموز المدينة من أهل الفن والعلم والتجارة. كان أهمها بالنسبة لي ضريح اليهودي الشيوعي والفيلسوف كارل ماركس، الذي يعتبر بمثابة معلم حج لمن ما زال وفياً لخط سيره وبوصلته السياسية، كذلك للمغردين خارج السرب من الأجيال الجديدة. أمام قبره تجدين قبل كل شيء سواحاً من البلدان المسماة اشتراكية. كانت فرحتي كبيرة بزيارته ومعانقة تمثاله. تصورنا بجانبه، ضحكنا مع الرفاق الصينيين الذين وقفوا أمام نظراته خاشعين، ثم قرأنا الرسالة المنحوتة على جدار قبره: "كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة، لكن القضية المهمة تكمن في تغييره."

في طريق العودة غضب الرب مني فجأة وأنا في موقف الباص "غولدرس غرين" بانتظار الباص رقم 13 المسافر إلى محطة "فيكتوريا" جنوب لندن، هبت ريح قوية وأمطرت السماء المعتمة، طارت أوراقي التي كنت أكتب فيها ملاحظاتي وانطباعاتي عن الرحلة، تبعثرت منها خمس وريقات مكتوبة بشكل كامل إلى الطريق الذي تعبره السيارات مسرعة بالاتجاهين، لحسن الحظ ألقيت القبض على واحدة، وفي الجهة الأخرى من الشارع تمكنت سيدة تنتظر الباص في الموقف المقابل من القبض على ورقة أخرى، أما الوريقات المتبقيات فقد حلّقن مع انطباعاتي الموثَّقة عالياً وبعيداً. ولهذا سأتوقف عند هذه النقطة عن متابعة الكتابة إليك.

العزيزة مارتا،
الغالية التي خسرتها بفعل أنانيتي، اشتقت إليك وإلى رائحة طفلنا المشترك.
إلى لقاء أتمناه أن يكون قريباً، كوني بخير وانتبهي إلى نفسك جيداً.
محبتي وتقديري لك وقبلاتي الحارة لطفلنا الحبيب إسحاق.
أضمكما بمحبة

إبراهيم

ملاحظة: لقد أرسلت لك كملحق مع الإيميل بعض الصور التي اِلتقطتها لمنزل فرويد وضريح كارل ماركس والجسور المهمة والحدائق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث