الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكتمال جمال الشهيد في قصيدة حضور الشهداء

رائد الحواري

2021 / 7 / 2
الادب والفن


اكتمال جمال الشهيد في قصيدة
حضور الشهداء
كميل أبو حنيش
.. في الذكرى السنويه لاستشهاد الغالي سامح ابو حنيش" ... *"
*******
لماذا الرحيل المباغت ؟
فقد كان دوما حضورك
سيل من الاغنيات
وكان لعينيك شكل الجداول ...
بين الزهور ... وبين الصخور ...
وتنبت في شفتيك الزنابق
في شكل ضحكه ...
وكنت جميلا بذاك الحضور ...
وكنت شقيا كما الاشقياء ...
جميلون دوما ...
واطفال دوما ....
فطوبى لعينيك تحت الثرى
ومرحى لطيفك والذكريات
تخفف عنا
قساوة هذا الغياب الثقيل
تطل علينا كما الياسمين
اذا ما انتشر ...
وتبقى كما الشمس تشرق
في كل وقت
فنفتح كل النوافذ
كي تستقيل جميع الشجون ...
وحتى نعانق نور انبعاثك
في روحنا ..
*******
نشتاق طلتك البهية في النهار وفي الدجى
فكان ضحكتك الندية ياسمينا قد شذى
كالنجم في وقت العشية نرت في افق العلا
ستظل سيرتك الغنية فخرنا بين الورى
وتظل بهجتنا الجلية مهما واراك الثرى
...........
اغتالته قوات العدو في جبال جينين بتاريخ 1_7_2001"

عندما تفتتح القصيدة بسؤال فهذه دعوة غير مباشرة للتوقف عند ما جاء فيه:
" لماذا الرحيل المباغت ؟"
" وبما أن السؤال متعلق بغياب الشهيد "سامح أبو حنيش" فهذا يعد تأكيد آخر من الشاعر على ما تحمله القصيدة من مشاعر إنسانية تجاه الشهيد، ونلاحظ قوة وقع الخبر على من خلال استخدامة "الرحيل المباغت"، وهذا الفاتحة "المباغتة" سنجد أثرها في متن القصيدة.
بعد السؤال يدخلنا الشاعر إلى استمرارية حضور الغائب/الشهيد، الذي نجده في ألفاظ: "دوما، حضورك/الحضور، الأغنيات، لعينيك (مكررة) الجداول، الزهور، الصخور، شفتيك، الزنابق، ضحكة، جميلا/جميلون، أطفال، الياسمين، الشمس/تشرق، فنفتح، النوافذ، نعانق، نور، انبعاثك" نلاحظ أن هذه الألفاظ فيها عناصر الفرح/الخفيف الطبيعة، الكتابة/الفن، المرأة/الطفل التي يلجأ إليها الشاعر/الأديب وقت الضيق، فهذا الكم من الفرح/البياض متعلق بالشهيد، وكأن الشاعر يريدنا من خلال الألفاظ المجردة التعرف على أخلاق وصفات الشهيد، وهذا ما يجعلنا نعجب به ونحبه كما أحبه.
كما أن ألفاظ المكررة والمتماثلة والمتصلة التي نجدها في:"حضورك/الحضور، تنبت/الزهور/الزنابق/الياسمين، جميلا/ جميلون، لعينيك، تشرق/الشمس، فنفتح/النوافذ" تشير إلى مكانة الشهيد، فالشاعر لا يصفه بوصف واحد بل يلحق الوصف الجميل بما هو مكمل وأجمل.
ويستوقفنا ما جاء في وصف شكل الشهيد من خلال: "شكل، لعينيك، شفتيك، ضحكة، طيفك، تطل علينا، نعانق، انبعاثك" فجماله لم يقتصر على الأخلاق وما يتمتع به من صفات حميدة، بل طال أيضا الشكل/الهيئة، وهذا ما يجعل جماله كامل، جمال أخلاقيه، وجمال هيئته.
وتستوقفنا صيغة الخاطب:
" لماذا الرحيل المباغت ؟
فقد كان دوما حضورك
سيل من الاغنيات"
فالخطاب عادة ما يكون لمن هو حاضر/موجود، وهذا أشارة من الشاعر إلى قوة حضور الشهيد، وعدم الاعتراف برحيله أو القبول بغيابه، من هنا نجد المقطع الأول من القصيدة يخاطب من هو حاضر.
في المقطع الثاني نجد اعتراف الشاعر برحيل الشهيد وغيابه، من خلال: "نشتاق، ستظل/وتظل، واراك الثرى" ومع هذا استمر الشاعر في رفع مكانة الشهيد من خلال أقرانه بألفاظ سماوية: "النهار، الدجى، كالنجم، العشية، العلا" فرغم أنه أصبح في وضع "وارك الثرى" إلا أن حضوره بقى مزهرا ومشرقا.
بهذا الشكل الجميل والمضمون البهي أستطاع الشاعر ان يحببنا بالشهيد "سامح أبو حنيش"، فهو لم يتحدث عن سواد/ألم/قسوة، بل تحدث عما هو أبيض ومفرح وجميل، فمن خلال الألفاظ المجردة أرادنا أن نصل إلى جمال الشهيد وصفاته الحميدة.
ونلاحظ أن الشاعر يهتم الوقت: "النهار، العشية/الدجى" ويتجاهل تحديد المكان، لكنه يتحدث عن السماء/الفضاء: "كالنجم" وكأنه بهما يريد أن يجعله كائن سماوي متواجد في كل الأوقات، وهذا يتماثل مع ما جاء في اقرآن الكريم: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"
القصيدة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع