الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القداسة والإنتكاسة Holiness and setback

محمد باني أل فالح

2021 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


جميع بلـدان العـالم تنطلق بعـد أي تغييـر سيـاسي نحو أفـق واسع من البنـاء والإعمـار في جميـع مجـالات الحيـاة إنطلاقـاً من مبـدأ أن السيـاسي هو الرجل القـادر على أحداث التغييـر نحو الأحسن في المجتـمع على أن يبـذل كل ما لديـه في سبيـل مصلحه بلـده من جهـد ووقت ومال وأن يحرص على ضمان حقوق الجميـع ونشر العـدل والمساواة بين جميع المواطنين بـدون إستثنـاء وأن يكفل تطبيـق القـانون على الجميع بما في ذلك الساسة أنفسهم وأن يضع نـفسه تحت طائلـة القـانون والتعرض لأقصى العقوبات في حال مخالفتـه لأبسط الضوابـط والتعليمـات
But
لكن الغريـب في الواقع السيـاسي العراقي أن تجـد رجـل الدين هو من يقود العمل السيـاسي تاركـاً صلب عملـه الحقيقي في النصح والإرشاد متناسيـاً أن العمل السياسي معجون بالكذب والنفـاق وأن جل عمل رجل الديـن هو أصلاح العقول وزرع الورع والتقوى في قلوب النـاس وتحسيـن علاقتهم بـالله وذلك ما لا يتفق مع عمل السيـاسي الذي يسعى إلى تولي المناصب وتوفيـر الخدمات والعمل بالقانون وتحسيـن علاقـات البلـد مع الـدول الأخرى ...
And here
وهنـا يحدث ما لا يحمد عقبـاه بعد أنحراف بوصلـة العمل السيـاسي عن السعي لتوفيـر الخدمات بأمانـة إلى السعي على أداء الصلاة ومعرفـة أوقاتهـا ومعها يختـلط الحابـل بالنابـل لأن أكثر اللصوص يرتـدي لبـاس الدين لتغطيـة جرائمه تحت منطق من تـاب لله تـاب الله عليـه فيما قلبـه لا يزال ينبـض بحب الـدولار لذلك نجـد غالبيـة أتبـاع الأحزاب الإسلاميـة من أصحاب السوابـق أو ممن أتخـذ الديـن غطـاء لإنتمـائه السيـاسي السابـق الملطخ بـدماء الأبريـاء ...
And with it
ومعهـا نجـد سعي تلـك الأحزاب إلى التعصب والتطرف والتعامـل وفق منطق القوة والجماعـات المسلحـة بسبب حالـة القداسـة التي يحيـط نفسه بها رمزهم الديني ومعها يشعر السيـاسي المتطرف بقوة رجل الديـن وقدرتـه على أستعمال مواهبـه السابقـة في السرقـة والإستحواذ على حقوق الغيـر منطلقـاً من الحمايـة التي توفرهـا لـه قداسة رجل الديـن وحرمة القـدح بها وسطوة الجماعـات المسلحـة التي تحيـط بـه ...
And because of
وبسبـب ذلك فقد العراق فرصة البنـاء والإعمار وتوفيـر الخدمـات بعد التغييـر الذي حصل عام ٢٠٠٣ والذي أختـلت فيه حالـة التـوازن بين القوى السياسيـة الحاكمـة بعد هيمنـة بعض الأحزاب الإسلاميـة على المشهـد السيـاسي وتصدي أصحاب السوابـق وأتبـاعهم من المنـافقين والمـأجورين للمشهـد السيـاسي فحصلت الكارثـة ونهبـت خيرات البلـد وفقدت الخدمـات ولاذ الخيـرين بالصمت بسبب سطوة السلاح الذي يحملـه العـابث بـأسم القـداسة فكـانت الإنتكاسـة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ