الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة والناقد فوزية أوزدمير تكسر حواجز الألم في -السبابة-..

سعد الساعدي

2021 / 7 / 3
الادب والفن


باختزال ناصع اخترقت الناقدة والشاعرة السورية فوزية أوزدمير بواطن مخفية يغطيها الحزن لقصيدة تتضور بآهات شتى أسمايتها "السبابة".
مع انها وسيلتنا للإشارة؛ لكنها معي تنفث ضباباً كثيفاً كلما مرت بي روعة من ألم واقعنا المتهالك، لأجدني أقف أمامهما ومعها طويلاً؛ اليوم تسللت الناقدة اوزدمير ووقفت معي ومعها تزيح للعلن ما رأته من أغشية تغلفها بقراءة نقدية تستحق عليها كل تقدير وثناء.
النص أولاً، بعد ذلك التحليل:
السبابة..
سعد الساعدي
.......

أخرُجُ مـن سبـابـتِي

ألثـمُ روحـي

لعلي أغفو فوقَ متـاهاتِ الأرض

تمسكني رغبـةُ ظـلٍّ مـا عـاد يَسمع.

بين اثنتين مـن ورقِ الرّمـان

تموجُ مـن جديـد تلـكَ السبـابةُ الخـائفة

مــاذا أصنعُ والأطفـالُ جيـاع؟

عـن كسرةِ ألـمٍ مثـلي يبحثون

نتسلّى بهـا جميـعاً

تذكّرتُ أخيـراً أنـي لـم أتزوج غيرَ ترابٍ أخـرسٍ

أنّـى لـي أطفـالٌ رضعوا الوهـمَ؟

في أحـلامِ النهرِ، هـذا جزء مـن حكايةٍ،

خلفَ طاولةٍ نادتني ذاتَ مـرّةٍ معـاتبةٍ

لكـنَّ الأجراسَ هـي السبب

أنّـتْ ومزّقـتِ السّكـونَ:

إبحثوا أكثـرَ عـن الألـواحِ

لـم يبقَ للجسدِ غيـرُ الرّيحِ غطـاء

أمسكنا نسائمَ مقطّعةَ الأوصـالِ

عندما فشلَـتْ سبـابتِي بعـدَ حيـنٍ

هناكَ انزلقتْ كـلُّ الدفـاترِ

إلاّ جسر الـوهمِ؛

هـو مَـن انتصـر.

أيقنتُ أنّ الخـاسرَ سبـّابتِي

مثلما خسرتْ تخـاريفُ العجـائزِ

في صراعٍ اسمه جـدل مبتـور

كَـتبتْ قوانينَـهُ روايـاتُ ( اجاثا كريستي)

صحَّحهـا لُغَويٌّ مدمـنٌ

نشرتها صحفٌ خـاليةٌ مـن عنـوانٍ

تُقـرأُ لأدغالٍ بـالمقلـوب لا تـعرفُ القراءةَ

فقط، سبـّابتُها بكمـاء

خيـوطُهـا مـن ضبـابٍ.
........
التحليل بقلم الناقدة فوزية أوزدمير
بين ذهول الجوع وكسرة الألم والخروج من السبابة تتماهى الكثافة الرمزية سمات وجودية بارزة على وقع داخلي هامس بين ورقتي الرمان ، داخل المتن عند لحظة الإنصات والحقيقة ، المكتظ بأصوات داخلية هادرة ، بلغة اليومي البسيط ، وأخرى فلسفية...
إنها حالة من الضجيج الواقعي تحاصر الذات الواعية والقلقة والمتعطشة لفكرة الوجود الوجودي، وهي ترى الهوة تتسع، ولا شيء سوى بدء الخليقة ونهايتها عالمان.. يتباعدان / يتجاوزان
يتساءل الشاعر وكأنه يستمطر غيوما من أجوبة الحاضر ، إنه التيه مجدداً يحاصر المعنى المتسرب من بين الأصابع ، وقد أيقن أن الخاسر الأكبر ما هي إلا سبابته، وهي تشير وهي تتأمل في لحظة من لحظات تلك الهشاشة ، فلا وجهة تقود إلى اليقين والطمأنينة، هناك جهة ما في الكلام تمرّدت على الكلام.
كم هو موغل الوصف في الرمز والضباب على قارعة يقظة الأفكار ، إنه الوعي اللامتناهي بالوجود والعذاب الفكري المسلط على تلك الذات الشاعرة وسط صخب السؤال وحيرة الأجوبة.
لغة شعرية عميقة غاصت في سماوات المجازات والاستعارات، وانطلقت من الداخل إلى الخارج بكل البهاء الشعري الممتد في فضاءات التخييل الشعري ومتعرجاته التي لا تحد.
دمت بكل الود والاحترام
د . الساعدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا