الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخوخة الديمقراطية الثمثيلة في فرنسا ،هل هذا النموذج قابلا ؛للتصدير للدول الفرنكوفونية؟.

أحمد كعودي

2021 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كما توقعت استطلاعات الرأي شهدت الدورة الثانية للانتخابات المناطقية ، عزوفأ ، عن التوجه إلى صناديق الاقتراع ، يوم الأحد 27 يونيو ، وهذا العزوف حسب المراقبين مؤشر ، دل على على تكاؤل النظام االبورجوازي.
تراجع دور الفاعل السياسي والاعلامي والمثقف في التأطير وخلق البدائل في تنوير الرأي العام قد يكون وراء نزيف هذا العزوف .
وتعبيرها ، البورجوازية المتوسطة ،- حاملة قيم الليبرالية فيما مضى-، والتي تعرف الموت البطيء ، بدليل محدودية فكرها ،حيث تراجع دورها ، في التنظير والبحث عن الحلول للاختلالات المجتمعية ، لمظاهر عديدة ؛ كظاهرة العنف المستشري في المجتمع بمختلف أشكاله ، و العنصرية والبطالة والهشاشة ، وأمام عجز تلك الطبقة المهيمنة عن إيجاد الحلول الملائمة لم تجد الحكومة واليمين الطبقي بصيغتيه إلا، المقاربة الأمنية في الخطاب والممارسة – والهجرة في كل الانتخابات مشجب لتعليق كل الأزمات عليهما - ؛ هروبا من تجديد آليات الديمقراطية ، بالانتقال إلى نظام الجمهورية السادسة كما يطرح "ميلانشو "في كثير من المناسبات ، كما يقف المراقب على فشل الامبراطورية الإعلامية و الخطاب السياسي للأحزاب- بيمينها ويسارها- في إقناع ،و حث الناخبين على الإقبال على العملية الانتخابية ، وما نسبة المشاركة المعلن عنها رسميا من طرف وزير الداخلية ،يوم 29 يونيو إلا تأكيد ،... للمؤكد إذ لم يشارك الاقتراع سوى :34,69% --نسبة المصوتين ما بعد 65سنة بلغت قرابة 84%--، مما يعني أن نسبة الامتناع بلغت 65,31% ، إحجام عن التصويت أجمع كذا محلل سياسي ، -- مهما كانت مرجعيته على أنه انتكاسة للديمقراطية التمثيلة ، وأنه لا رابح ولا خاسر في هذه الانتخابات وإنما الخاسر الأكبر حسب تعبير،هي الديمقراطية التمثيلية في حد ذاتها ، فإذا أجمع المحللون على مؤشرات الانتكاسة للفعل الديمقراطي، كما كشفت عن ذلك عملية الاقتراع الأخيرة ؛فإنهم اختلفوا في التفسير، حسب مرجعيتهم 1-،فمنهم من رأى في تركيز الصلاحية التنفيدية في رأسة الدولة -ذهب خصوم وصف مانويل ماكرون ؛ ب"البونابرتي الجديد" وتحميله شخصيا الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ، بسبب فشله وارتباكه في تدبير الأزمة الصحية وبالأخص في بدايتها العام الماضي ، وبالتالي فالامتناع عن التصويت ، رسالة موجهة إلى "مانويل ماكرون" و إلى " حزب الجمهورية إلى الأمام "LREM "وهو -تجمع للمحافظبن الجدد ولجزء من الاشتراكين الديمقراطيين؟- حزب يشبه في تركيبته؛ حزب البام المغربي ، مع فارق في اختلاف النظامين وآليات الانتخابات - والرسالة المراد تجديدها ،بأن لا تجديد لولاية ثانية له ، بعيدة(بضم الباءوتسكين الياء) عشرة أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية ،وهذا ما يفسر فشل حزبه وعدد من وزراء حكومته في الفوز ، من الحصول على أية رئاسة للمناطق .2- رجح بعض الباحثبن في الشأن العام ،هزالة التصويت إلى التقسيم الجغرافي ،كالشرق الكبير ، والجنوب الكبير الذي جمع" الباسك ٠والكاتولون"، في منطقة واحدة وغيرهما....؛ ولهذا كانت نسبة المشاركة فيها جد ضعيفة ، إذ لم تتجاوز أكثر من 24% الشرق الكبير نموذجا ،3- وفسر آخرون "هجرة" الصناديق بسب محدودية الفترة بين الدورتين والثانية أسبوع واحد -تقيم "كوهن بانديت" لقناة LCI يوم يونيو 28 يشعر خلالها الناخب بملل وروتين التردد على صناديق الاقتراع ، ولهذا طالب بدورة واحدة تجنبا لهدر الزمن الانتخابي . 4-كما فسر امتناع الشباب ،أقل من ثلاثين السنة عن التصويت ، مرده حسب بعض المحليل إلى تهميش و عدم عناية الأحزاب بمشاكلهم وتقصيرها، في الانصات إلى حاجياتهم ومطالبهم والتي تزايدت معاناتهم مع جا نحة كورونا ، – ورأينا كيف رجح الشباب في الدورة الثانية للرائسة الكفة لصالح ماكرون في منافسته لماري لوبين، وحصول الايكولوجين والخضر على المرتبة الثالثة -.
استفادت القوى التقليدية من هزالة المشاركة بإعادة انتخاب رؤساء الجهات والمناطق.
بناءا على الناتج النهائية تصدرت القوتين التقليديتين ؛ الحزب الجمهوري لليمين التقليدي L.R ، والحزب الاشتراكي الفرنسي (وسط اليسار )،بحصول الجمهورين بحفاظهم، على سبع مناطق ،متبوعا باليسار الوسطيP.S بإعادة انتخابه في خمس مناطق ،الخاسر الأكبر في الانتخابات المناطقية ، هو حزب رئيس الجمهورية " مانويل ماكرون"" الجمهورية إلى الإمام "L.R.E.M. ،بعدم حصوله على أية رأسة جهوية ،متبوعا بانتكاسة كبرى ل"حزب التجمع الوطني" ، الذي تتزعمه "ماري لوبين " R.N والذي خرج خاوي الوفاض من السباق ؛وذات الشيء أو أقله حصل مع "فرنسا الأبية" للايكولوجين (EELV ),والخضر بأن استغل الحزب الاشتراكي الخلافات دخل مكونات الخضر ، و اليسار عامة ، بأن أعيد انتخاب رؤسائه ، بالرغم من تحالف كل مكونات اليسار في منطقة الشمال الفرنسي-- قلعة اليسار تاريخيا -- لمنافسة مرشحة اليمين المحافظ Valèrie Pecresse ،L.F.Iالذي فاز ت برئاسة الاستثناء الوحيد الذي فاز فيه اليسار هو ماوراء البحار بدعم " فرنسا الآبية" لمرشحي "لارنيون" la rè-union-كل من Martinique و "والمارتنيك la Guyane و"لكيان".
الدرس المستخلص من تراجع اليسار الفرنسي في علاقته باليسار المغربي المناضل.
إذا كانت هناك من رسالة مستخلصة من الانتخابات المناطقية الفرنسية على إثر ،تراجع عملية التصويت هناك ؛ لأسباب سياسية و اقتصادية واجتماعية، ترجمت في خيبات الأمال لدى معظم أوساط الشعب الفرنسي ، بفقدان هذا الأخير الثقة؛ في المشهد السياسي ، فذات الشيء قد يحدث إن لم يكن الأسوء لمثيلاتها المغربية في المغرب لعلاقة التتبيع الكولونيالي من جهة ،ومن جهة أخرى بسبب الأزمات المركبة التي تعيش البلاد ، وعاى رأسها الاختناق السياسي ، والإجهاز على النذر القليل من حرية التعبير والتفكير؛ ولهذا لاشرعية لآليات الديمقراطية حتى وإن كانت صورية بدون إطلاق سراح معتقلي الرأي ... ، فأولى المهام للديمقراطين ، عامة واليسار خاصة هو تصفية الجو السياسي للتقليل من خسائر الاستحقاقات ، فلا محيد إذن ، من تحديد قوى التغير ، سلم الأولويات ، على شكل بدائل قابلة للتطبيق وأهداف شفافة محددة في الزمان ، لا تقبل التأويل ، فاليسار من مهامه التعبير عن أوجاع وآمال ، وقضايا غالبية الشعب في برنامج الحد الأدنى هو ربط الأقوال بالأفعال والنظرية بالممارسة وهذا ممكن وليس بالمستحيل ، إذا توفرت الإرادات ، بوحدة اليسار ودمقرطة العلاقات بين مكوناته، بعيدا عن الزعامات الشخصية المقيتة ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة