الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((مسح البَلاط ...بحاشية البِلاط ))

احمد الحاج

2021 / 7 / 4
كتابات ساخرة


لاتصبغونهم ..وجوههم الكالحة لاينفع معها الايبوكسي ولا البنتلايت !
فمن طرائف التراث ونوادر العرب ، ان "الحجاج ، كان يستحم بمياه النهر ذات يوم فأشرف على الغرق فألقى عابر سبيل بنفسه في النهر لإنقاذه وهو لايعلم من يكون الرجل فما كان من الحجاج الا ان قال لمنقذه بعد انتشاله من الماء " اطلب ما شئت ، طلباتك كلها مجابة " .
ذهل الرجل وقال " ولكن من تكون حتى تجيب كل طلباتي ؟" .
قال: أنا الحجاج الثقفى !
فقال الرجل : استحلفك بالله لا تخبر أحداً بأنني قد أنقذتك كي لاتنالني سهام الناس لاسيما اولئك الذي يتمنون غرقك واختفاء اثرك صباح مساء .. القصة لم تخبرنا عن مصير هذا الرجل بعد هذا الحوار الساخن على حافة النهر، هل ظل يتنفس ، ام ان خطبا - حجاجيا - ما قد اصابه والم به !
الطرفة ولا اظنها حقيقية اكثر منها وعظية وان كانت تهكمية ، لاسيما وان القصة ذاتها تروى بصيغة مختلفة خلاصتها " ان الرجل وبعد انقاذ الحجاج قال له ، انما انقذتك من الغرق كي لاتموت شهيدا " ، والسؤال اين اختفى جند الحجاج وحراسه اذا كان من بمنصبه يسبح في النهر وحده من دون حراسه ولاخدمه ولاحشمه ولاحاشيته ، مع ان " اي سياسي معثك " في الوقت الحالي لو أنك وقفت على الرصيف المقابل لتعد عديد حراسه وعدد المركبات الحديثة المدرعة والمصفحة والمضللة في موكبه الطويل جدا ، لأستغرق ذلك منك وقتا طويلا ، ولأخذ منك جهدا كبيرا !
ولكن مهما يكن من امر فالقصتين تصلحان لضرب الامثلة ولتنبيه نماذج من الصحفيين والكتاب والاعلاميين والادباء والمثقفين ممن ادمنوا - صبغ - المسؤولين - الطك عطية - ودأبوا على مديحهم والثناء عليهم وان كانوا لايعتقدون بنزاهتهم ولا بكفاءتهم ولا بقدرتهم على ادارة مؤسساتهم فضلا عن أداء المهام الموكلة اليهم ولا تنفيذ الواجبات المناطة بهم ، الا ان هذا ما جرى به العرف في العراق - ودليله ماوصلنا اليه من انحطاط وانهيار تام وغير مسبوق دوليا - ليهبهم هذا المسؤول بعض المكافآت النقدية ، الشهادات التقديرية ، الدروع الوهمية ، ، الكؤوس النحاسية ، الميداليات الـ - تنكية - وجلها تباع نهاية شارع النهر بالقرب من ساحة حافظ القاضي في المحال المخصصة للتجهيزات الرياضية - حيث الدرزن 12 قطعة بـ 25 الف دينار مع هدية مجانية عبارة عن نعال حمام صيني ابو الاصبع لاينصح بلبسه من قبل كبار السن داخل الحمام بتاتا لأنه مخصص للتزحلق على -الكاشي - بما يترتب عليه من كسور في الحوض او المفصل لهشاشة عظام الكبار كما تعلمون - هدايا تصلح للتباهي على الصفحات الشخصية للموما اليهم والكل يهني ويبارك مع علم الجميع التام بأنها مجرد هدايا وشهادات وميداليات ودروع - فالصو - لاسيما وان من يمنحها هو بحد ذاته -سياسي فالصو - والمؤسسة التي يديرها بدورها - فالصو - والكل بربطة المعلم فالصو X فالصو ...وما درى هؤلاء انهم - بصبغهم المسؤول الفاشل الى حد اللعنة انما يبيضون صفحته ، يعلون رايته ، يعملون على تشجيع الناخبين لإنتخابه وتدويره مجددا كما النفايات وكان حري بهم ان يهجونه ، ينتقدونه ، يتندرون عليه ، يمسحون به البلاط ، او على الاقل ان يقاطعونه فهذا اضعف الايمان ، كل ذلك بدلا من نظم قصائد المديح والثناء التي تقلب عالي الحقائق واطيها ، وتعلي اراذل القوم وسفلتهم الى اعلى المراتب !
خلاصة النصيحة للمتملقين والمتزلفين " كونوا كصاحبي الححاج الانفين ...حين ارتكبوا خطيئة انقاذ الحجاج ، اقروا بخطأهم ولم يبرروا او يسوغوا صنيعهم لأنهم ان فعلوا ذلك فسيحسبون عليه فيبيع احدهم دينه بدنيا غيره ..فهل من متعظ ؟ !" .
وهكذا عدنا الى " الكوميديا السوداء " مضطرين والعود احمد فعلى مدار سنين كنت كاتبا ساخرا يعلم ذلك يقينا جل اصدقائي وزملائي المقربين وكانت لي عدة اعمدة ثابتة في عدد من الصحف المحلية كلها ساخرة بما فيها العنوان الثابت للعمود ، والمتغير للمقال ، الا ان بعض الاخوة سامحهم الله اقنعوني في فترة ما بالتخلي التدريجي عن الكتابة الساخرة والتركيزفقط على الكتابة الجادة ، الا أن الوضع المزري جدا في العراق والوضع الكارتوني في عموم الوطن العربي ، يجعلني في حل من ما قطعته على نفسي سابقا ..وسأعود الى الكوميديا السوداء ساخرا اقوى من الاول ومهمتي هي تنظيف البلاط من الحشرات الضارة ، وبخ الفاسدين والمفسدين في الارض بالفالنتاين - قصدي - النفنتالين من خلال الكوميديا الهادفة لا الكوميديا المهرجة مع اعتذاري الى الحكيم الصيني" يشك شنك امبير شان " مع عدم اغفال المواضيع الجادة بطبيعة الحال ولكل مقام مقال .اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي