الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة لمطبخ الحياد...

غسان صابور

2021 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عــودة لمطبخ الــحــيــاد...
لي صديق دمشقي عتيق.. متجول ما بين دمشق وأوروبا وكندا.. يكتب مختصرات رومانسية.. خلال سفراته وتجولاته.. عما يجري هناك.. ببداية بدايات الحرب.. بمهارة زئبقية شامية حيادية.. لا تزعج كائنا من كان.. يستطيع بها عبور جميع الحدود الصفراء والحمراء.. واليوم بعدما استقر.. يعيد نشر قصصه القصيرة.. مذكرات شخصية.. حيادية ـ طبعا ـ لمراضاة جميع الأطراف.. ورغم تغيرات الأحداث.. وتغير الولاءات.. ولكن ذكرياته.. بقيت شفافة.. تعبر كالعادة.. وترضي وتتزوج كل الألوان.. وتماشي جميع التغيرات...
ولما أعاد نشرها.. من بدايات 2011 لبدايات 2021.. أردت تذكيره.. عندما تجمعت حوله حاشيات مهجرية (حيادية) بسهرات واحتفالات مطبخية.. مطبلة.. مزمرة... كأنما الحرب قصة خيالية عابرة... وكأنما الزعامات هناك.. لم تتغير.. وأن لعبة الطبخ والمطابخ.. لن تتغير.. رغم المصير المعتم المنكوب الذي غلف نهائيا أبديا.. هذا البلد.. مع مزيد حزني ويأسي وبأسي...
وهذه كانت رسالتي إليه.. بأيامنا هذه :
ألم تلاحظ أنك كل كا كتبته أنت من بدايات سنوات الحرب اللئيمة الفاجرة الخسيسة الخائنة.. ضد بلد مولدك ومولدي.. بأشكال رومانسية فقط.. كأنها تجري بشكل عابر محدود.. ولكنني كنت أصرخها.. وألفت الأنظار لمطباتها وعتماتها وأذاها.. ونتائجها السلبية التي تدوم حتى هذا اليوم.. واستقرت.. وتشققت.. وتجزأت.. ورفعت فيها أعلام داعش والغرباء.. لغاية ضياع حياة شعبها وكيانها ووجودها...
أنت.. أنت صفق لك الأصدقاء وأنصاف الأصدقاء.. وطباخو الحياد.. هــنــاك وهــنــا.. ومن لا يقرؤون سوى العناوين.. وأنا حصدت الشتائم والغضب واللعنات... رغم أن كل ما كتبته وتحملت وزره.. لم يترك سوى آثار الوزر والغضب.. وحقد الجهلة.. بكل زمان ومكان.. تصرخ بــه الحقيقة الحقيقية...
ما زالت ذكرياتك.. وإعادة ذكرياتك رومانسية خيالية.. كأنما لا احتلال أمريكي وروسي وتركي وإيراني وحزب اللاهي.. وألف غرباء داعشي.. لأكثر من نصف هذا البلد المتجزأ المحروم المنهك الحزين.. ومع كل هذا.. يبقى حيادك.. وحلفاء حيادك.. كأنما كل شيء قصة رومانسية خيالية.. من مسلسلات باب الحارة الشامية... بينما الحقيقة اليائسة البائسة.. أن البلد محروم من الغذاء والكهرباء والماء.. والأوكسجين والحياة... ولم تتغير لمسات حيادك.. ولا حياد وتطبيل أصدقائك...وكأنما احتلال وعتمة هذا البلد الحزين.. أمـر طبيعي.. وتجارة الحرب والتشبيح.. مسألة داخلية عادية.. تعود لوزارة الأوقاف السورية...
يا صديقي.. ويا ملهم غالب كتاباتي... إني أؤكد لك بكل قناعاتي.. أن كل ما أصاب بلدنا من مذلات ومصائب ونكبات.. خلال الستين سنة الأخيرة.. وخاصة خلال سنوات الحرب الغاشمة الغشيمة العشرة الماضية.. كانت لا بسبب من مولوها وتآمروا لتحريضها فقط.. ولكن بسبب الحياديين والصامتين.. لأن صمتهم وحيادهم وتغذيتهم وانتفاخ كروشهم.. من شريعة الفساد المستشري السائد.. بكل الزواريب والطاقات والحارات والمؤسسات الحكومية والخاصة.. كانت شراكة بكل الجرائم التي أدت إلى انهيار هذا البلد المنتظر.. جرائم لا تغتفر... وتحتاج إلى دراسة تحليلية حقيقية... لا إلى ديمومة الحياد والصمت.. والرومانسية والمذكرات الملونة... ولا بد للحقيقة يوما أن تنجلي...هذه آخر أمنياتي.. وأصدق أمنياتي... أن تنجلي الحقيقة...
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ آخـــر أمــنــيــة
بعد أن تنجلي حقيقة كل نكباتنا.. تبقت لي آخر أمنية... أن أعود يوما ــ بالبحر ــ إلى بيروت.. كما غادرتها بالستينات من القرن الماضي... حرة.. آمنة.. غنية.. سعيدة... وأن أرى شاباتها وشبابها سعداء... مشمرين سواعدهم لبناء وطن علماني موحد... بلا تجار السياسات العتيقة... أسمع نشيد موطني.. موطني... ومن هناك.. من بيروت مباشرة.. بسيارة عتيقة.. إلى مدينة مولدي السورية.. اللاذقية... لبضعة أيام.. لبضعة أيام معدودة فقط... حتى أزور بيت أبي.. أو آثاره بحينا.. إن بقي حينا... مثلما كان.. أو اختفى.. أو تــفــجــر.. أو تغير... ومن هناك أعود إلى بيروت.. ومن بيروت أعود لبيتي بمدينة ليون.. بـفــرنــســا.. موطني... حتى نهاية ايامي الباقية...
ــ القوات الأمريكية تغادر أفغانستان
حسب العديد من وسائل الإعلام الأمريكية.. أن انسحاب القوات الأمريكية.. بعد أن مزقت أفغانستان.. وورطت شعبه من عشرات السنين.. بنكبات عشائرية وطالفية.. وطائفية وقاعدية... وانتهت مصالحها الاستراتيجية هناك.. تفاوضت مع جحافل طالبان ومسؤوليهم العشائريين... فاتحة لهم استلام كل الطاقات والمدن والممرات الاستراتيجية.. للعودة واحتلال المدن والقرى الرئيسية.. قبل بداية انسحابها.. بالثاني من هذا الشهر تموز 2021... ككل عادات مداخلاتها (لبيع الديمقراطية الأمريكية).. إنسحاب.. قميء.. مــخــز.. تاركة البلد غارقا بالفوضى.. والموت والخراب... أينما تعبر...
حقيقة معروفة.. مــخــنــوقــة... آمل أن يفضحها القليل النادر.. من الإعلام الــحــر الأمريكي... والعالمي...
نقطة على السطر... انتهى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا