الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار 30 يونيو 2013 لن يميت الحلم الاخوانى

منى نوال حلمى

2021 / 7 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



البعض يقول أن يوم 30 يونيو 2013 ، هو يوم طرد الأفاعى والخفافيش الدينية ، التى خططت وتحالفت داخليا ، وخارجيا ، لبناء الحكم الدينى الاسلامى فى مصر .
وهم على قناعة راسخة ، أن الاخوان المسلمين ، وتوابعهم ، قد حفروا قبورهم فى مصر ، الى غير رجعة ، بالسنة التى تولوا فيها الحكم ، وفضحت وجههم الحقيقى .
لكننى رغم سعادتى البالغة بهذا اليقين ، وتمنياتى بأن يكون هذا هو الدرس المستفاد فعلا ، الذى تعلمه الشعب المصرى ، الا
أننى أختلف فى هذا التفاؤل .
ان الحلم الاخوانى لحكم مصر ، منذ 1928 ، والضربة القاصمة التى تلقاها بعد سنة أولى حكم ، لن تميت هذا الحلم ، بكل بساطة ، ولن تجعله فى خبر كان ، لأن الشعب المصرى هزمه شر هزيمة ، وكشف عن مؤامراته ، وكذبه ، وخيانته .
ان الحلم كبير ، ومتداخل الأبعاد ، والمصالح ، المحلية ، والاقليمية ، والدولية ، ولا أعتقد أن تنظيم الاخوان المسلمين ،بعمليات التكاثر التى أنتجت جماعات مدربة على السلاح ، فى المنطقة ، وبمشاعر الحقد والانتقام والغِل ، وفقدان مصداقيته أمام الدول التى كانت تدعمه بالمال والسلاح والاعلام ، وحرية الحركة داخل مصر وخارجها ، سوف يتخلى عن هذا الحلم ، أو يتنازل عنه .
بل ان المنطق يقول ، يدعمه تاريخ الاخوان ، أن الاصرار على الحلم ، سيكون أكبر ، ربما بطرق مختلفة ، لكن الحلم لنيموت . فى الحقيقة ، الأحلام لا تموت ، سواء كانت خيرة ، أو شريرة ، وانما تأتى أجيال جديدة ، تحسن من صورتها ، وتثرى حركتها ، وخداعها ، وتستفيد من أخطائها ، لتجعل الحلم ممكنا .
والا ماذا نقول عن الجدل الذى يثار من فترة الى أخرى ، عن امكانية اجراء مصالحات مع الاخوان ، وأنهم قد قاموا باعادة تحوير ، أو مراجعة لأفكارهم ، وممارستهم ؟؟.
وماذا نقول عن حزب النور السلفى ، الدينى الاسلامى ، الذى يقول أنه فقط " للدعوة " ، وليس مثل الاخوان المسلمين ، له أجندة سياسية ، فهو حزب مدنى بمرجعية دينية اسلامية ، أهذا منطق ؟؟. وهذا الحزب يملك مدارس ، وحضانات ، تعلم الفكر السلفى علنا ، لأن الحكومة تقول أنها غير مسئولة ، الا عن المدارس ، والحضانات التابعة لها .
منْ قال أن العمل الدعوى ، ليس سياسة ؟؟. ولماذا أصلا يقومون بالدعوى ، والدولة فى دستورها ، تنص فى المادة الثانية ، أن مصر دولة دينها الرسمى الاسلام ؟؟. وهذا مبدأ لابد من ازالته ، لأن الدول لا دين لها . وهناك آلاف من الجوامع ، والمساجد فى البلد ، تخطب يوم الجمعة بانتظام ، عن الدين ، والاسلام ، والاعلام الحكومى ، الأرضى والفضائى ، متخم بالرسائل الدينية الاسلامية ، التى تستشهد بمشايخ ماتوا ، أكثر سلفية من السلفيين ، وهناك برامج دينية تتدخل فى السياسة ، ودار الافتاء يصلها عدد هائل من التساؤلات عن الدين ، يوميا ؟؟. هل هناك حاجة للعمل الدعوى ، مع كل هذا ؟؟. انهم يمارسون " التقية " ، أى يظهرون ، ما لا يبطنون ، حتى يتمكنون من احكام السيطرة ، ثم تسقط الأقنعة المهترئة ، ونسقط جميعا معها ، فى ويلات الحكم الدينى ، وكوارث الدولة الدينية .
وما معنى " العمل الدعوى " ؟؟ . انه منطق " المسلمين " ، الذين يعتبرون المجتمع ، " دار كفار " ، و " دار كفر " ، تحتاج لمنْ يهديها الى طريق الايمان ، أى الجهاد فى سبيل الله . واذا كان الجهاد بالأسلحة ، والقتل ، غير ممكن ، لأى سبب من الأسباب ، فليكن الجهاد اذن سلميا ، بغسل العقول ، وترسيخ اللغة الدينية .
ان " الجهاد " ، فكرة أصيلة من الثوابت المعتمدة ، فى كل الأفكار ، والأنظمة " الفاشية " ، التى تحلم باستعادة أزمنة الامبراطوريات ، أو الخلافة القديمة .
وفى ذلك يتشابه ، ويتساوى ، كل من " حسن البنا " ، و" هتلر " ، و " موسولينى " ، و" الخمينى " ، و" أردوغان " .
نحن نعلم أن كل الجماعات الدينية الاسلامية ، مسلحة أو غيرمسلحة ، خرجت من رحم الاخوان المسلمين ، بما فيها حزب النور السلفى المدنى بمرجعية اسلامية . انه عنوان تجميلى متحايل ، لأن الدستور يمنع قيام الأحزاب الدينية . لكنه يقوم بتهيئة ، وتمهيد الأرض بطريقة مسالمة ، لغرز فكر الدولة الدينية ، وهذا هو الخطر الحقيقى .
أى عمل يستهدف التأثير فى الآخرين ، والسيطرة على عقولهم ، وتغيير حياتهم بدرجات ، وأشكال مختلفة ، هو فى صلب العمل السياسى .
لقد انهزم الاخوان يوم 30 يونيو 2013 ، وقال أحد قادتهم ،" على الأقل انتصرنا فى تحجيب فتيات ونساء مصر ".
لا أحد ينكر أن المزاج الوجدانى الشعبى ، هو مزاج سلفى ، اخوانى ، ليس بمعنى الرغبة فى حكم دينى ، ولكن الايمان بالتفسيرات الدينية الاخوانية السلفية ، والنظرة المهينة للنساء ، ورؤيتهم العنصرية المتغطرسة المتعالية ، للمصريين غير المسلمين .
لقد مرت ثمانية سنوات فعلا ، على الثورة التى زودتنا بمرآة جديدة ، نرى من خلالها ملامحنا ، وأحلامنا ، وقوتنا ، وانتصارنا .
لكن الأهم هو ما بعد الثورات ، وما بعد الانتصارات ، حتى يكون تفاؤلنا بنهاية الحلم الاخوانى ، حقيقة راسخة ثابتة ، تقطع كل خيوطه ، والتفافاته الثعبانية .
بعد توحد الشعب المصرى ، فى أعظم مشهد تاريخى ، ليثبت لمنْ يهمه ، أو لمنْ لا يهمه الأمر ، أن مصر لها " صاحب " ، وليست " عزبة " خاصة ، تُباع ، أو تٌورث . وليست أرضا على المشاع ، قابلة للمساومة ، والمفاوضات . والوطن له ، مالك " أصلى ، وعنده كل أوراق الملكية القانونية ، المعلقة على جدران أقدم الحضارات .
بعد هذا التوحد ، لنحذر لأن الاخوان يشتغلون فى كل مكان ، بجهد ، ودأب ، وصبر ، بالفلوس ، والتكنولوجيا ، والتدرب ، والاشاعات ، والقفز فوق الأزمات ، أو خلق الأزمات ، وتجنيد واستقطاب طوابير أخرى ، والتنسيق مع كل أنصار الخلافة الاسلامية .
هم لم ، ولن يتنازلوا عن الحلم ، بالسلم ، أو بالحرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي والاصلاح
منير كريم ( 2021 / 7 / 4 - 18:50 )
تحية للدكتورة منى حلمي
مقال رائع وكما بينت ان الحل الامني لايكفي
يجب تغيير الوعي عند الشعب واجراء اصلاح ديني جذري حتى يمكن ان تتقوض القاعدة الفكرية والعقلية للاسلام السياسي
انتهاج طريق العلمانية والتنوير هذه كانت تجربة الامم المتحضرة التي سبقتنا للانتقال للحضارة
شكرا جزيلا لك


2 - القراءن الابيض
د.قاسم الجلبي ( 2021 / 7 / 5 - 16:25 )
بالاضافة الى النظام العلماني الديمقراطي التحرري،والقضاء على افكر الجهادي الاخواني الداعشي،يجب تهذيب الايات القراءنية من سورها التي تحمل الجهاد ضد كل ماهو غير مسلم،اي ضد المسيحية واليهودية وبقية الاديان التي لا تتفق مع الشريعة الاسلامية،الاجيال القادمة التي تدرس القراءن الابيض ستجدها دينا متسامحا محبا للخير والتسامح ويحمل الخير والحب لجميع البشر،،بهذه الافكار سنخلق جيلا عقلانيا،سعيدا وسنقضي على السلفية والوهابية،،قاسم الجلبي


3 - القراءن الابيض
د.قاسم الجلبي ( 2021 / 7 / 5 - 16:25 )
بالاضافة الى النظام العلماني الديمقراطي التحرري،والقضاء على افكر الجهادي الاخواني الداعشي،يجب تهذيب الايات القراءنية من سورها التي تحمل الجهاد ضد كل ماهو غير مسلم،اي ضد المسيحية واليهودية وبقية الاديان التي لا تتفق مع الشريعة الاسلامية،الاجيال القادمة التي تدرس القراءن الابيض ستجدها دينا متسامحا محبا للخير والتسامح ويحمل الخير والحب لجميع البشر،،بهذه الافكار سنخلق جيلا عقلانيا،سعيدا وسنقضي على السلفية والوهابية،،قاسم الجلبي

اخر الافلام

.. ماذا تريد روسيا حقاً من هجومها على خاركيف؟ • فرانس 24


.. إدرة بايدن وحكومة نتنياهو إلى مزيد من التباعد | #غرفة_الأخبا




.. إدارة بايدن تدرس سبل حماية منظومات الذكاء الاصطناعي الأميركي


.. إسرائيل ترفع جاهزية قواتها في جبهة الشمال مع زيادة التوتر مع




.. جامعة برشلونة تستجيب لطلابها وتقطع علاقتها مع إسرائيل