الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توقيع بريء جدا

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2021 / 7 / 5
الادب والفن


عشت أربع سنوات بعد ولادتي في قريتي الصغيرة (هير)، أتذكر منها الكثير من الأمور ومازلت قادرا على استعادة صور دقيقة من ذاكرتي لوجوه وأحداث وأمور قمت بها أو وقعت لي في النصف الثاني من تلك الفترة..!!- عرفت لاحقاً أن هذه ميزة نادرة لا تتوفر إلا لأشخاص يتمتعون بذكاء حاد..؟!- لكن ليس هذا ما أريد أن أخبركم عنه..

..

كانت قريتنا آنذاك بدائية إلى حد أنه كان مسموح لنا نحن الصغار أن نترك لأجسامنا حرية اختيار المكان المناسب للقيام بوظائفها الإخراجية.. لكني كنت أرفض أن أقوم بذلك كما يفعل الصغار بالعادة، وأحرص على أن تكون لي بصمتي أو بالأصح توقيعي.. لا أعرف إن كان بوسعكم تصور ما سأخبركم عنه.. لكنه كان كذلك..؟!

...

كنت أقوم بالأمر كل يوم، وأترك سروالي في نفس المكان.. وأعود للمنزل نصف عارياً لتضربني أمي وتعطيني سروالا جديدا، لأن تلك العادة لم تترك لي أي سراويل قديمة.. في حين كن نساء القرية يصادرن الغنيمة كل يوم، ويحلفن لأمي أغلظ الأيمان بأن السراويل ليست معهن، ثم يفضحهن نشر غسيلهن بعد فترة..

..

أما والدي، فقد كان مغتربا آنذاك وقد تفهم الأمر تماما واعتاد على أن يرسل لي الكثير من السراويل، وظل يفعل ذلك (لسنوات طويلة لاحقاً)..!!!

..

ما أريد أن أقوله هو أن التميز ليس مطلبا مكتسبا، بل هو ملكة كامنة تتطور لدى صاحبها بشكل عفوي.. وحينما يدركها فإنه يعمل على التخفيف إلى أقصى درجة من حدة ظهورها، نظراً لكثرة ما تسببه له من متاعب مع الآخرين..!!

..

** أترك لذكائكم فرصة التقاط البقية من خيوط شعاع العبرة من هذه القصة..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال