الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(1)

صبحي مبارك مال الله

2021 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


سبق لنا وتطرقنا إلى بعض الأمراض السياسية التي يصاب بها السياسي والأحزاب السياسية، في بعض المقالات السابقة ولكننا في هذا المقال سوف نركزعلى الأمراض النفسية التي تصيب السياسي أو مجموعة بشرية كأن تكون أحزاب أو جمعيات وما يحصل من هذه الأمراض من تداعيات مؤثرة ومؤذية عندما يكون السياسي أو الحزب في السلطة وفي التحكم في القرارات والقوانين .
علم النفس هو علم يتناول واحداً من جوانب التفاعل بين الذات والموضوع وموضوع علم النفس هو النشاط النفسي والصفات والأحوال النفسية للذات والحدود الفاصلة التي تميز علم النفس عن العلوم الأخرى القريبة ..... (الموسوعة الفلسقية ص312 ) لقد كان تأريخ علم النفس مسرحاً لصراع بين المادية والمثالية والمشكلة الأساسية بينهما هي مشكلة طبيعة النفس. إنطلق علم النفس العلمي من النظرية الماركسية اللينينية في المعرفة، وأساسها العملي الطبيعي هو نظرية الإنعكاسات في النفس التي شرحها سيخينوف وطورها بافلوف. وعلم النفس الحديث يضم إلى جانب علم النفس العام ، علم نفس الطفل، وعلم النفس التربوي، وعلم نفس العمل، وعلم نفس الفن وغيرها. وينقسم علم النفس إلى علم النفس الاجتماعي ، وعلم النفس الترابطي ، وعلم النفس الشكلي أو الصوري وعلم النفس الديني وعلم النفس السياسي وكل قسم من هذه العلوم يبحث إتجاه يتخصص فيه فمثلاً علم النفس الديني هو إتجاه يبحث الخبرات الإنفعالية القائمة على الإيمان بما هو خارق للطبيعة، والإنفعالات والمشاعر التي يؤدي أليها التبشير الديني وممارسة الشعائر الدينية. كما يبحث وسائل الإيحاء والإيحاء الذاتي الديني ويبحث الإنجذاب الديني وكذلك العوامل النفعية التي تدعم الحفاظ على العقيدة الدينية ..ألخ ونرى من خلال نشاط اللاهوتيون المعاصرون، بأنهم يولون إهتماماً كبيراً للجوانب السكيولوجية للدين، في محاولة لتحويل الدين إلى عامل داخلي من عوامل الحياة الداخلية أي إلى عامل نفسي .
من هو السياسي ؟ جاء في الموسوعة ويكيبيديا :- السياسي هو الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال التأثير على صنع القرار السياسي أو الشخص الذي يؤثر على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية وداينمك الجماعة وهذا يشمل الأشخاص الذين يشغلون مناصب صنع القرار في الحكومة، والأشخاص الذين يبحثون عن المناصب فهم يأتون أما عن طريق الانتخابات ، الإنقلاب ، التعيين ، تزوير الانتخابات . كما نلاحظ بأن السياسي الذي يريد الإستفادة من المنصب فلابدّ له أن يخطط ويعمل وفق منهجه الإنتهازي والميكافيلي فهو يستطيع إستخدام كل الوسائل الإنتهازية وهو عادة يكون وصولي أو متسلق أو يجد نفسه بأنه قد حصل على المنصب بطريق الصدفة فمن أمثاله يسمون سياسي الصدفة وله القابلية للقفز من حزب إلى آخر كما لاحظنا هذا عند سياسي العراق . . ولكي ينجح لابدّ من أن يحيط نفسه بمجموعة من الإنتهازيين والكذابين وسارقي أموال الشعب وذات صفات سلوكية نفسية مريضة . فهم المداحون والمصفقون ويجاملون الحاكم حتى لو خرج للناس عارياً وهم من يصنعون منه دكتاتوراً يغذون فيه مرض جنون العظمة. وهذه نراها في السياسيين من الدول العربية والإقليمية .
السياسة :-هي المشاركة في شؤون الدولة وتوجيهها، اشكال نشاط الدولة وأهداف هذا النشاط ومضمونه. تتضمن السياسة مشكلات بنيوية الدولة وإدارة البلاد وقيادة الطبقات ومشكلات الصراع الحزبي ..ألخ وتنعكس المصالح الأساسية للطبقات والعلاقات بين الطبقات السياسية. كذلك تعبَّر السياسة عن العلاقات بين الأمم والدول (السياسة الخارجية ) وتنشأ العلاقات بين الطبقات وبين سياساتها عن وضعها الاقتصادي والأفكار السياسية والمؤسسات المنشأة على أساسها وهي البناء الفوقي. كما تعرقل سياسة القطاع الرجعي من البرجوازية التطور التقدمي للمجتمع، لأنه يسير في إتجاه مضاد لحاجات المجتمع الموضوعية. والسياسة تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية وتعرَّف حسب (هارولد لاسويل ) بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا ومتى وكيف ؟أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة وعرّفها الأشتراكيون والشيوعيون بأنها دراسة العلاقات الطبقية وعرفها الواقعيون بأن السياسة هي (فن الممكن ) أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعياً وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة. كما إن السياسة هي علاقة حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية. وعند البحث في السياسة فأكيد يقودنا ذلك إلى نشوء الدولة وعن ماهية الدولة وعن الأنظمة السياسية وطريق الحكم .وماذا تحتاج الدولة لكي تحكم الشعب ماهي وسائلها وماذا تمثل وعن تدرجها من أبسط طرق الحكم إلى أعلى نظام سياسي .(هنا لبس بحثنا). كما تدرس السياسة العديد من العلوم السياسية التي تستلزمها المهنية والعمل السياسي سواء الحكومي أو غير الحكومي وهناك أنواع من السياسة وهي :- سياسة الأحتواء ، سياسة التكتل ، سياسة إقتصادية سياسة أيدولوجية .
علم النفس السياسي :-علم النفسي هو مجال أكاديمي متعدد الإختصاصات يقوم على فهم السياسة والسياسيين والسلوك السياسي من منظور نفسي وتعتبر العلاقة بين السياسة وعلم النفس ثنائية الإتجاه فيستخدم العلماء علم النفس كمرآة لفهم السياسة وكذلك السياسة مرآة لعلم النفس وهذا العلم متعدد الإتجاهات وعلم النفس السياسي يعتمد على علم الإنسان ، وعلم الاجتماع ، والعلاقات الدولية والأقتصاد والفلسفة والقانون ووسائل الإعلام والصحافة بالأضافة إلى التأريخ . يهدف علم النفس السياسي إلى فهم العلاقات المرتبطة بين الأفراد والمواقف التي تتأثر بالمعتقدات والدوافع والإدراك والإستعراف .....
لقد تمّ تطبيق النظرية النفسية السياسية ومناهجها في العديد من العمليات مثل الدور القيادي ، وتكوين السياسات الداخلية والخارجية والحركات الجماعية والصراعات والسلوك العنصري وسبل التصويت ووسائل الإعلام والنزعة القومية والتطرف السياسي والسلوك في العنف العرقي الذي يشمل الحروب والإبادة الجماعية ووفقاً لهذا يدرَّس علماء النفس السياسي أسس، و داينميكيات ونتاج السلوك السياسي بإستخدام التفسيرات المعرفية والإجتماعي.
لقد قرأنا ودرسنا عن العديد من الشخصيات السياسية في التأريخ، أباطرة، وملوك، وحكام وأمراء ودكتاتوريين، ومشعلي الحروب، وغيرهم من سطر تأريخة الإجرامي بدماء الضحايا.
الشخصية السياسية :- ترتكز دراسة شخصية الإنسان من خلال علم النفس السياسي على تأثير الشخصية القيادية في إتخاذ القرارات وأثر شخصية الجماعة على حدود الزعامة ويدرس علم النفس السياسي مفاتيح الشخصية والتي تشمل نظرية علم النفس التحليلي ونظرية السمات والدوافع .
أضاف سيجموند فرويد (1856-1939) مؤسس مدرسة التحليل النفسي الكثير إلى دراسة الشخصية في علم النفس السياسي ، وذلك من خلال نظرياته حول الدوافع اللاشعورية على السلوك وقد أقترح فرويد أن سلوك القائد ومهارته في إتخاذ القرارات يتحددان عامة من خلال تفاعل أنظمة شخصيته الثلاث (الهُو والأنا والأنا العليا ) إلى جانب تحكمه على مبدأ اللذة ومبدأ الحقيقة ويتم إستخدام أسلوب التحليل النفسي على نحو متسع في السيَّر النفسية للقادة السياسيين وتقوم السيَّر النفسية في إستخلاص إستدلالات عبر النمو الشخصي والإجتماعي والسياسي بداية من طفولة الشخص .
الشخصية التسلطية :-وهي نظرية متلازمة الإستبداد والتي طورها الباحثون (تيدور أدورنو وإلسا فرانكل ودانيال ليفنسون وغيرهم) ويفسر أدورنو (1950) نموذج الشخصية التسلطية من وجهة نظر التحليل النفسي مقترحاً سبب ظهورها قد يرجع إلى أسلوب التربية القائم على السيطرة (السلطوي) أو التقاليد ويوضح بأن الأشخاص ذو الشخصية التسلطية أظهروا ضعف شديد في نمو القدرة على التحكم في الدوافع الجنسية والعدوانية عند الأنا (منطقة الوعي ) مما أدى إلى خوف الشخص من تلك الدوافع وبالتالي تطوير آليات دفع لتجنب مواجهتهم . ويصف العلماء الأشخاص أصحاب هذا النوع من الشخصية بالتأرجح مابين الأعتماد على السلطة ثم التحول سريعاً للإستياء منها .وتتميز هذه الشخصية بالتقاليدية والخضوع السلطوي والعدوانية السلطوية وعجز تأمل الذات .
سوف نكمل الموضوع في الحلقة القادمة
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال