الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكتئاب أفضى إلى موت.. -ربح البيع-

سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)

2021 / 7 / 6
الادب والفن


الاكتئاب والموت كلاهما ضيف ثقيل، لكن الأول هو سبيلك إلى الثاني، لتربح.
لست متشائمًا، لكني واقعيًا، لا أريد أن أسب الحياة، بل أريد أن أخبرها أنني أفهمها، لذلك استعجل الرحيل، ومن الآن يُمكن أن أقول إن الاكتئاب صديقي، ولما لا؟ وهو الذي يأخذني إلى الموت الذي أراح الراحلين، فاستحقوا الحسد.
قبل أن ترحل يجب أن تترك الدرس، وتخبر الناس من أين يأتي الاكتئاب، لكن لا تنتظر ردودًا، حتى لا يُدخلوك مجددًا في صراع جدال الحمقى، فلو أنك اعتزلتهم لما أصبحت على ما أنت فيه، لكن دورك الآن أن تخبرهم من أين يأتي الاكتئاب، واحذر أن يشككوك في نور الموت القادم في نهاية النفق.
لدي يقين، أن كل منّ ينطبق عليه لفظ إنسان، لا بد أن يكون مكتئبًا، وإن لم يكن كذلك، فعليه مراجعة مراكز الشعور لدى طبيب، فالأصل في الناس الاكتئاب إلى أن يثبت العكس.
الآن يبقى السؤال: من أين يأتي الاكتئاب؟ قبل أن تراجع الطبيب، عليك أن تعلم أن كثرة الحماقات تأخذ بيدك لا إراديًا إلى الاكتئاب، وللأسف لم نُدرك إلا مؤخرًا أنها مرض مُعدي كما الجائحة، فإن كنت في وسيلة مواصلات عامة وسمعت حماقات تتردد فعليك المغادرة، لأن كمامات التفاؤل لن تُنجيك.
أعلم أن الحماقات إحدى مسببات الاكتئاب، وتأتي من أنفسنا والأقربين، فكل يوم أنت مضطر إلى تفسير الماء بالماء، وشرح البديهيات، والاستئذان فيما هو حق أصيل لك، ورغم أنك أصدرت نشرة أن حدودك في قلبك وعقلك إلا أن هناك من يريد أن يُحاسبك على ما دونهما.
يُجبروك على ألا تكف عن التبرير، أنت مُجبر على أن تُخبر الناس لماذا تأكل ولماذا تشرب، لا أحد يكتفي بذاته، بل يريد احتلالك، ويقسم أرضك كيفما يشاء، ويزرع علم احتلاله فيك أينما يريد، ولا يبدي اهتمامًا بك، فالمحتل أصبح صاحب الأرض، ومعه عقود وشهود، وأنت صرت غريبًا.
مع هؤلاء، سطوة الوقاحة هدمت جدار الأدب وسحلت أطلاله، وأصبحنا أسرى للوقاحة، فاللفظ حجر يهشم قلبك، والأفعال سهام ملتهبة، وكل إنسان سوي لا يمكن أن يستمر في هذه الحرب كثيرًا، ستنتصر في جولة أو اثنتين أو ربما ثلاث، لكن في النهاية المحتل سيرفع علمه، وسيصبح مالكًا شرعيًا فيك، وأي محاولة للنجاة ستحتسب تمرد يستوجب القمع.
هنا، إن فاتتك المقاومة فلا يفوتك الإنصاف، وانسحب فخوض هذه المعارك ليس سهلًا، ولم يعد في روحك ذخيرة تجادل بها، فالهارب هو المنتصر.
بعد كل هذا إن كنت ستظل تسأل السؤال الأحمق من أين يأتي الاكتئاب فأنت بين أمرين إما أن تطلب الموت تعافيًا، أو تصبح واحدًا ممن ينشرون العدوى عن قصد.
إذا كنت ممن حسموا أمورهم، واختاروا الرحيل فلا تقلق، ربح البيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل