الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دفتر الذاكرة (1)

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 7 / 7
سيرة ذاتية


الكتابة الشخصية تفترض ابتداء الاحساس بالشخصية ، فانت لا تكتب الا اذا كان هناك احساسا دفينا بان لديك شيئا ما تريد ان تقوله ، بمعنى ان تسطره على الورق .

واذا تصورنا تحديدا بداية شعورى بالشخصية والتفرد ، فانا اتذكر موقف غريب حدث منذ عشرات السنين ، تقريبا عندما كنت فى بداية دراستى الثانوية تقريبا ، كنت بصحبة ابنة خالتى رحمها الله ، وكنا نتحدث عن امالنا عندما نكبر ، سالتنى ماذا تريد ان تكون ؟

فقلت لها انا اريد ان اكون شخصا مشهورا ، او اصنع شيئا غير عادى او اكتب ، انا اشعر اننى شخص مختلف تماما عن الاخرين .اريد ان اترك بصمة فى العالم .

لا اريد حياة عادية اكل واشرب واشتغل واتزوج واخلف اطفال وتنتهى الحياة .كنت اتكلم وعينى على المارة الرائحين والغادين .افكر فيما يفكرون به الان .

كانت الفتاة تسمعنى وهى فى حالة اندهاش غريبة .ولم ترد .

ولا اعتقد انها فهمت مرادى او استوعبته ، انا شخصيا فى ذلك الوقت كنت حائرا لما تنتابنى هذه الرغبة ، ولما لا يفارقنى هذا الهاجس ؟
ومن اين اتى ؟

فى المرحلة الابتدائية والاعدادية كنت نهما للغاية للقراءة ، كنت دودة كتب بمعنى الكلمة ، اقراء كتب ومجلات وروايات عالمية ، وما زلت اتذكر اغلفة هذه المجلات والكتب .

كنت متفوقا دراسيا فى هاتين المرحلتين وكنت ضمن فريق الطلبة الذين يسمونهم اوائل الطلبة .

وكانت مدرستنا فى مسابقات مع المدارس الاخرى ، وهدايا رمزية تنهال علينا نحن الطلبة ، واحساس عجيب يملؤنا نحن المتفوقين .

كان الامر فى ذلك الوقت هو ان التعليم هو ممجد ، كانت فترة الناصرية
وجمال عبد الناصر، والتعليم المتاح للجميع، قبل ان تبدأ هوجة المدارس الخاصه، والدروس الخصوصية .

وقبل ان يتم تدمير التعليم بالكامل على يد السادات ومبارك ، ليصبح عندنا مدارس يابانية والمانية وفرنسية وشهادة امريكية واخرى انجليزية .
ويتم مسخ الهوية الوطنية بالتعليم المتعدد ما بين اجنبى ووطنى وما بين دينى ومدنى .

الغريب ان امى رغم انها كانت امية الا انها كانت على قناعة تامة بان تعليم اولادها هو السبيل الوحيد للترقى وتحسين الوضع الاقتصادى .
فكانت مهتمة للغاية بتعليمنا نحن اطفالها الاربعة والسهر على ذلك بكل السبل المتاحة امامها ، ولحسن حظها كانت امامها نماذج متاحة تستشهد بها لاسر تغيرت حياتهم للافضل بتعليمهم ابنائهم .

بصفة عامة كان التعليم جزء من المتعة العامة بالنسبة لى ، وكانت المكتبة فى المدرسة هى المكان الاثير ، وكان امين المكتبة هو صديق حميم لى ، وعلى الاقل اشعر انا بذلك .

فترة الدراسة الابتدائية والاعدادية كانت غائمة جزئية بالنسبة لعلاقتى مع زملائى ، ولا اتذكر منها الا القليل ، ولا اعلم السبب فى ذلك .

فى هذه الفترة الباكرة عندما كان يحين الظلام فى مدينتنا ، كانت البلد تغرق فى شبه عتمة ، حيث لم تكن الكهرباء واعمدة الانارة قد انتشرت بعد بشكل كافى وخصوصا فى مدينتنا الصغيرة كان اليوم ينتهى بعد العشاء تقريبا .
.
كان ظهور التلفزيون فى فترة لاحقة حدثا فريدا ، ولم يكن هناك سوى تلفزيون واحد فى ميدان الحلقة تابع للدولة ، كانت الناس تتحلق حوله ، واذكر انه كانت هناك عبارة تتردد دائما ، هو ان عبد الناصر سيخطب النهاردة ، كان ذلك بالنسبة حدث غريبا اذا لا يمر اسبوع ويخطب الرئيس ، هو هيتزوج امتى ؟
اتذكر اننى عايشت فى فترة الستينات احدى الغارات الاسرائلية على مدينتنا الصغيرة زفتى ، وصيحات رجال الدفاع الشعبى طفى النور ، طفى النور
كانت صفارات الانذار تسبق الغارات وتدوى فى ارجاء المدينة الصامته ، وربما لم نكن نقدر خطورة الامر ، وكان بعضنا يتجول ويصيح طفى النور يا جارة ، احنا عساكر دوارة .
وكنا ندهن زجاج النوافذ باللون الازرق اخفاء للضوء ، خشية غارات اسرائيل العدوانية .
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا