الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ... ؟ ( 1 )

آدم الحسن

2021 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الكثير من المحللين السياسيين يعتبرون أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يكن منظما و غير مدروس بالعناية الضرورية و أنه سيترك فراغا أمنيا خطيرا في افغانستان خصوصا اذا تمكنت حركة طالبان من السيطرة على العاصمة الأفغانية كابول و إن التداعيات الخطيرة لهذا الانسحاب قد تمتد لدول جوار افغانستان و ربما شظايا العنف المسلح ستندفع بقوة , بعد استكمال انسحاب كافة القوات الأجنبية من العاصمة كابول , كي تطال دول في الإقليم في نطاقه الأوسع ايضا .

هذه الأمور و غيرها جعلت المحللين السياسيين يتساءلون :
من سيسد الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي من افغانستان .. ؟ و ماذا بعد ... ؟

لكن قد يكون الأمر ليس كذلك , فهذا الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لا يمكن أن يكون مفاجئ و لا يمكن أن يكون غير منظم و غير مدروس بل هو انسحاب منظم و مدروس بعناية و وفق خطة وضعتها الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة سنوات , و من أهم أهداف و نتائج هذه الخطة هي خلق فراغ أمني في هذه الرقعة الجيوسياسية الحساسة و المهمة جدا بالنسبة الى روسيا و الصين ... !

من خلال نظرة سريعة لخارطة افغانستان نجد أن افغانستان تقع وسط دول ذات اهمية كبيرة بالنسبة للصين أولا و لروسيا ثانيا .
الدول التي تَحِدُ افغانستان بالإضافة الى الصين هي باكستان و أوزبكستان و طاجيكستان و تركمانستان و ايران .

الصين و باكستان و أوزبكستان و طاجيكستان هم اعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها و تمولها و تعول عليها الصين كثيرا في نهضتها الاقتصادية و في مد الممرات الاستراتيجية لمشروعها الحيوي و العملاق طريق الحرير الجديد .

لاشك إن تحول افغانستان الى دولة فاشلة سيزعزع الاستقرار في عموم هذه المنطقة الحيوية التي تطل على طريق الحرير الجديد .
طريق الحرير و لكونه مشروع حيوي و يمتد لألاف الكيلو مترات يجب أن يكون في مناطق تتمتع باستقرار رصين و ليس باستقرار قلق ...!
فهل أن الإدارة الأمريكية السابقة , ادارة ترامب و ادارة بايدن الحالية تخطط لجعل منطقة أواسط أسيا غير مستقرة ...؟

امريكا أدركت الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه بعد أحداث 11 سبتمبر حيث تصدرت الجبهة القتالية لمكافحة الإرهاب الإسلاموي , خطأ كلفها الكثير , فقد انشغلت في عمليات مكافحة الإرهاب الأسلاموي , أما باقي الدول و خصوصا الصين و روسيا فقد استفادت من الاستقرار النسبي الذي تحقق بفعل جهود القوات الأمريكية و انفاقها العسكري الهائل في المنطقة و خصوصا في كل من افغانستان و العراق .

من خلال نظرة سريعة لما جرى خلال الحرب الباردة سنجد أن الحركات الإسلاموية الجهادية و منها تنظيم القاعدة الذي شكله بن لادن كانت أدوات مهمة و فعالة استخدمتها أمريكا في اضعاف الاتحاد السوفيتي السابق .
لقد تم إنهاك الاتحاد السوفيتي في حربه في أفغانستان , ففي تلك المرحلة كان ارهابي تنظيم القاعدة و حركة طالبان و باقي الحركات الجهادية المتطرفة يتلقون الدعم العسكري و المادي و الاستخباراتي من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لدرجة أنه كان للكثير من عناصر هذه الوكالة وجود فعلي في أرض المعركة و بذلك تمكنت امريكا برد الصاع صاعين للاتحاد السوفيتي السابق ردا على دعمه للثوار الفيتناميين الذين انزلوا بالقوات الأمريكية الغازية لبلادهم ابشع الهزيمة و أفدح الخسائر حيث كان للدعم السوفيتي لثوار فيتنام الأثر الكبير في قدرتهم على دحر القوات الأمريكية و تحقيق ذلك النصر الذي اذهل شعوب العالم .

قد يكون السؤال الأخطر هو :
هل تنوي الإدارة الأمريكية اشعال حرب طائفية واسعة النطاق في هذه المنطقة لتكون ايران طرفا فيها لإنهاك ايران و التمهيد لمشروع اكبر غايته تفكيك دول هذه المنطقة و جعلها دويلات متناحرة ...؟

و كما تم إنهاك الاتحاد السوفيتي السابق خلال غزوه الفاشل لأفغانستان , تلك الحرب التي اضافت سبب مهما للأسباب الموضوعية الأخرى التي أدت في نهاية المطاف الى تفكك الاتحاد السوفيتي السابق و انهيار حلف وارشو ... فإن أمريكا تسعى لتوريط الصين و روسيا في حروب خاسرة جديدة ..... فهل ستنجح امريكا في هذا المسعى ...؟!

إن انسحاب امريكا من افغانستان و العراق سيمكنها من البقاء في الخلف تراقب و تدير الأحداث بكفاءة اعلى و بعيدا عن نيران المعارك .

لكن في الجانب الأخر , قادة روسيا و الصين يراقبون سلوك الإدارة الأمريكية و لديهم الكثير من الأوراق التي يتمكنون من استخدامها بحكمة في أدارة الأحداث في هذه الساحة ا لحيوية بالنسبة لهم بالإضافة الى أن لديهم خيارات عديدة قد تساعدهم في تجنب السقوط في الفخ الأمريكي الخطير .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل