الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين ارادة مسلوبة … طموح مستباح

شامل زامل

2021 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


"ان الحرية من اجل الخلق والبناء يتطلب ان يكون الانسان نشطاً ومسؤولاً والا يكون مجرد عبد او ثور في محراث احسن طعامه ولكي تتحقق متطلبات الحياة فلا يكفي ان يكون الانسان عبداً ، ذلك ان الانسان الذي يمارس حياته بإرادة مسلوبة وكأنه آلة يفضل الموت على الحياة" استوقفتني مقولة "فروم" هذه في كتابه قلب الانسان، وكأنها كتبت على مقاس المواطن العراقي الذي اضحى اكبر امنياته وطموحاته في هذه الحياة كهرباء وماء يواجه بهما درجات الحرارة المرتفعة في هذه السنة ، انها تنازل ضمني عن كل الحقوق الاخرى والأساسية منها التي تكفل الدستور بكتابتها على الورق فقط دونما حماية وتنفيذ ورقابة ومعاقبة، انها الارادة المسلوبة التي تحدث عنها فروم والتي حولت المواطن الى مجرد اشياء حتى افقدت بعضنا انسانيتنا وزادت معدلات القتل والعنف والضرب والتهديد والسرقة وغيرها من الجرائم ، وبالمقابل متى ما حرر الاسنان نفسه بنفسه واحس بأنسانيته المسلوبة فلن يستطيع احد غيره ان يحرره من السلب والاستغلال الذي ينتهك ابسط حقوقه او بعبارة ادق "تحطيم انسانيته".
#ماكو_كهرباء تصدر هذا العنوان تويتر وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي واصبح تريند ليعبر عن معاناة شعب كامل من الجنوب الى الشمال ويعيد الى الواجهة معاناة استمرت 17 سنة ، مقابل الاداء الفاشل والمتردي من قبل وزارة الكهرباء والحكومة على السواء. استمرت سلسلة التفجيرات والاعمال التخريبية على ابراج الكهرباء في مختلف مناطق العراق والتي لم يعرف مرتكبها الى الان ، حيث ارجعها البعض الى اعمال تخريبية من قبل داعش والبعض الاخر (نواب عراقيين) اتهم بها مقاولين مسؤولين عن اصلاح الابراج ، وجانب آخر عززها بقطع ايران امدادات الكهرباء عن العراق، في حين اكتفى اغلبية الشعب بشكر صاحب المولدة على السوشال ميديا.
بعد ان عجزت حكومة الكاظمي في حل المشكلة التي اضحت اكبر هموم العراقيين وتناسوا غيرها من الحقوق، وبعد الضغط الشعبي وخروج بعض المتظاهرين وقطع بعض الطرق واستخدام الاخر للشعارات والمطالبات الاعلامية والفيسبوكية قدم وزير الكهرباء استقالته بعد يومين من تغريدة لزعيم التيار الصدري الذي دعا فيها الى اقالة وزير الكهرباء بعد ان فشلت وزارته في توفير التيار الكهربائي للمواطنين، في ظل هذه الاجواء المشحونة والحارة، الكاظمي يزور بلجيكا من اجل محاولة اعادة فتح السفارة البلجيكية في العراق وتعهده بتقديم الحماية لهم على الرغم من فشل حكومته في توفير الكهرباء لابو محمد صاحب الـ 51 عاما والذي ذرف الدموع على حلم بات شبه مستحيل في العراق قائلاً "نخرج للاحتجاجات مطالبين بالكهرباء فنصعق بها"، وبعد العودة المباركة من بلجيكا، الكاظمي وبأمر ديواني يقبل استقالة وزير الكهرباء حنتوش من منصبه ليبقى هذا الملف حديث الساعة في الوسط العراقي والذي وصفه البعض بأنه حدث لم يتكرر منذ حرب الخليج الثانية.
اسئلة كثيرة تبقى معلقة في حناجر ملايين العراقيين مبنية على طموح مستباح وارادة مسلوبة في ظل عنف بنيوي يمارس بنهج سياسي ضد شعب ارتضى بسلطة القاهر واعجبه دور المقهور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت