الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحياء النظام العالمي الفاشي الجديد من خلال الإرهاب الصحي

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2021 / 7 / 8
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


خلقت "جائحة الكورونا" المفتعلة من قبل أيديولوجيي وسادة النظام العالمي الجديد المتعارف على تسميتهم بالدولة العميقة وحكومتها العالمية ظروفاً استثنائية في شتى المجتمعات يمكن أن تغير جذريًا كل مسار البشرية وصولاً إلى تدميرها. وقد صرحت العالمة الروسية أولغا تشيتفيريكوفا، المحاضرة في معهد العلاقات الدولية في موسكو MGIMO، وهي مؤلفة أوراق بحثية في مجالي السياسة والدين، على أن الأمر يتعلق بسيادة روسيا (كما بتعلق بسيادة كل البلدان الأخرى) التي يتم اختراقها من خلال نظام الرعاية الصحية.
ففي قمة مجموعة العشرين التي عقدت في 22 نوفمبر 2020، دعا رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل إلى معاهدة دولية بشأن الوباء، وتنسيقها مع جميع أقسام ومنظمات الأمم المتحدة.
وصرح رئيس منظمة الصحة العالمية في نهاية العام الماضي بأن العالم على حافة "فشل أخلاقي يتناسب مع حجم الكارثة، لأن الناس لا يتمتعون بفرص متساوية في الحصول على اللقاحات" (نفاق ما بعده نفاق وكأن البشرية التي عاشت آلاف السنين حتى الآن وهي بألف خير تخاطر بوجودها من دون لقاحاتهم). على هذه الخلفية، تعتمد منظمة الصحة العالمية خطة استراتيجية للتأهب والاستجابة لـ Covid-19.
ثم في نهاية شهر مارس، نشرت جريدة "التلغراف" «The Telegraph» رسالة الـ25 وهي مناشدة تاريخية صادرة عن 23 من قادة الدول ومنظمة الصحة العالمية ورئيس المجلس الأوروبي بعنوان "لا يمكن لأي حكومة أن تتعامل مع تهديد الأوبئة بمفردها - يجب أن نتحد".
ووصف مؤلفو الرسالة كوفيد -19 بأنه "التحدي الأكبر للمجتمع العالمي منذ الأربعينيات". وهو فعلا كذلك إذا اعتبرنا أن ما يجري محاولة جديدة من القوى الفاشية التي تشكل مرضاً مزمناً في الرأسمالية، تشتد حمّاه في فترة أزمة الرأسمالية الخانقة. فالرأسمال المالي خاصة بسبب جشعه يستأثر بمعظم الثروة العالمية ما يجعل باقي المجتمع يئد فقراً وبؤساً، فيشكل نقيضا للرأسمالية ممتلئا غضباً وحقداً طبقياً على هذه القلة الفاجرة. واليوم في ظروف استئثار الصين بمعظم الإنتاج العالمي بعد انتقال رأس المال الصناعي من أميركا وأوروبا إليها وإلى الأطراف الرأسمالية، لم يبق تقريبا في مركز المليار الذهبي إلا رأس المال المالي الذي لا ينتج سوى الأزمات المالية ولا يمكنه أن يؤمن العمل للشبيبة الصاعدة. فيبتدع الجوائح كمثل الجائحة الحالية ليبيد أكثر ما يمكن من البشر الذين هم بحاجة إلى العمل والخبز. والتلقيح القمعي الحالي جزء من هذه الهجمة الزاعمة تحسين المناعة (لنتذكر تحسين النسل Eugenicsعند هتلر والنازيين).
و"تنبأت" الرسالة إياها مهددة البشرية تهديداً مبطناً بالآتي: "ستكون هناك أوبئة أخرى وحالات طوارئ صحية كبرى أخرى. ولن يمكن لأي حكومة أو وكالة متعددة الأطراف التعامل مع هذا التهديد بمفردها. والمسألة ليست في ما إذا كان هذا سيحصل، بل في متى سيحصل".
وشددوا على أن "التحصين immunization هو منفعة عامة عالمية"، لذا يجب على البلدان العمل معًا على عقد معاهدة دولية جديدة من شأنها ضمان التأهب للوباء والتعامل معه. ولأجل "بناء هيكل صحي دولي أكثر قوة" نحتاج إلى التغلب على الانعزالية والتوحد لحل مشاكلنا.
الغرض الرئيسي من المعاهدة يجب أن يكون تعزيز النهج المسمى "حكومة بكاملها ومجتمع بكامله"، النهج الذي ينبغي أن يؤدي إلى قدر أكبر من المساءلة والشفافية المتبادلة. هكذا تريد الحكومة العالمية أن تخضع الدول والشعوب لإرادتها إرادة القلة الشريرة المالكة المال والثروات والسلطة في هذا العالم.
وفي مايو / أيار، كرر ذلك المدير العام المأجور لمنظمة الصحة العالمية في الدورة 74 لجمعية الصحة العالمية المسماة زوراً بهذا الاسم منذ يوم يوم إنشائها علاى يد مؤسسها روكفلر. فقال إن جرعات اللقاحات الموجودة كانت كافية حتى الآن لـ 1٪ فقط من سكان 125 دولة، وحث الدول الأعضاء على دعم حملة التطعيم وتطعيم 10٪ على الأقل من سكان العالم بحلول سبتمبر، ثم تحقيق "قفزة" إلى 30٪ وما فوق من السكان بحلول نهاية ديسمبر....
ووضع صندوق النقد الدولي مؤشرات أعلى للوصول إلى تطعيم 40٪ من سكان العالم بحلول نهاية العام، و60٪ بحلول منتصف عام 2022. أما الاتحاد الأوروبي فيفترض أن يصبح مطعماً لديه 70٪ من السكان بحلول سبتمبر. هذه الـ 60٪ في بلاد العالم لا تحددها المصالح الوطنية للدول والشعوب، بل الصناديق والأوامر الدولية.
ودعا رئيس منظمة الصحة العالمية إلى اتفاق ملزِم قانونًا يتغلب على جميع أوجه القصور الأساسية. ومرة أخرى بدت تنبؤات مخيفة أشبه بالقرارات تنطلق من شفتيه. يقول:
"ليست هناك حاجة للعيش في الوهم: فهذا الوباء لن يكون الأخير ... وإن طبيعة العمليات التطورية لتجعل من الممكن التأكيد بثقة أنه سيكون هناك فيروس آخر، أكثر قابلية للانتقال وفتكًا من هذا الفيروس.". حتى خالق الكون نفسه لا يمكنه التنبؤ بهذا! أما الرئيس المأجور للمنظمة المأجورة فلا يتنبأ بل ينطق بما قرره أعداء الشعوب من مصير مخيف لها، وهي مع حكوماتها الغافية الغافلة لم تأخذه بعد على محمل الجد، أو قل هي متأمرة على شعوبها مع أعداء الإنسانية.
وسيتم النظر في هذه المسألة في جلسة خاصة للجمعية العالمية من 29 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2021.
تجدر الإشارة إلى أن قضية الصحة لم يعد يُنظر إليها، منذ أواخر التسعينيات، على أنها قضية إنسانية، بل باعتبارها قضية سياسية واقتصادية عالمية أي كبزنس مجرم في معظم الأحيان. وبذلك، بدأت منظمة الصحة العالمية في التركيز على الجهات الفاعلة الخاصة التي أصبحت مثابة الرعاة الرئيسيين، فأقامت معها شراكات عالمية، و,اقيمت شراكات بين القطاعين العام والخاص، ومؤسسات، ومبادرات ومشاريع مشبوهة. ونتيجة لذلك، فإن جدول الأعمال لا تمليه منظمة الصحة العالمية، بل كبرى المؤسسات المالية التي تمولها ومعها شركات الأدوية.
وهكذا مع نشر الوباء، بدأت ملامح النظام الطبي الجديد في التبلور.
إن نظام تمويل لا تتحكم فيه الدول آخذٌ في الظهور. والرعاة الرئيسيون لهذه العمليات هم البنك الدولي (WB) وصندوق النقد الدولي وبنوك التنمية الدولية الأخرى (IDBs).
فاعتبارًا من 2 أبريل 2020، قدم البنك الدولي "برنامج الاستعداد الاستراتيجي والاستجابة لـ COVID-19". ومن المتوقع أن يكون تاريخ إغلاقه هو 31 مارس / آذار 2025 (ستبقون تعيشون بالكمامات والتباعد الاجتماعي والـPCR ومحاولات إجباركم على تلقي التطعيم وغير ذلك من الإغلاقات والموجات والمنوعات والتقييدات كل هذه الفترة على ما يبدو). ويوضح البرنامج بالتفصيل إجراءات الاستجابة للوباء، تلك التي ينبغي التحكم بها بالتعاون الوثيق مع جميع الوكالات المانحة الإقليمية. وقد تم التأكيد على أن البنك الدولي والمجتمع الدولي سيلعبان دورًا رئيسيًا في الرد على تحدي COVID-19، وفقًا للإرشادات الفنية لمنظمة الصحة العالمية.
وبحلول يونيو 2023، سيخصص البنك الدولي مبلغ 330 مليار دولار، ويخصص صندوق النقد الدولي لحقوق السحب الخاصة (SDR)، وفقًا لآخر تقرير صادر عن مؤسسة روكفلر، 44 مليار دولار للقاحات. كل هذا جزء من مبادرة COVAX العالمية للوصول "العادل" إلى اللقاح. ولعل هذا ينسحم مع ما أقرته الأحزاب الشيوعية العالمية في مطالبتها في فبراير الماضي بتحقيق العدالة بين الدول والشعوب لا سيما الفقيرة منها في الحصول على اللقاح (؟؟!!).
"في حالة التوحيد العالمي، ستكون كل دولة ملزمة بمواءمة القوانين التي لها تأثير على الصحة وتتجاوز اليوم قطاع الصحة، ليس مع المصالح والقيم الوطنية، بل مع الالتزامات الدولية للاستجابة للتهديدات الصحية القائمة و"المستجدة".
ويتم على الفور تشكيل الأساس الأيديولوجي الموحد لتبرير وإثبات أساليب مكافحة الوباء، والتي تم من أجلها، على وجه الخصوص، الإعلان عن "علم" جديد - "علم مكافحة الوباء الإعلامي"، هذا الذي يُفهم على أنه معلومات غير موثوقة في أثناء انتشار الأوبئة تضعف فعالية التدابير العالمية". وهذا يعني الرقابة ومنع أي رأي معارض لما تأتي به "الدولة العميقة" وحكومتها العالمية.
حتى قبل إعلان ما يسمى بـ "الوباء الجائحة"، عقد رئيس العمليات الرقمية في منظمة الصحة العالمية أندرو باتينسون مائدة مستديرة، حيث وقع اتفاقية مع Google و Facebook و Tw itter و Instagram و 30 شركة حول فرض الرقابة على جميع المعلومات التي لم يتم التحقق منها، أي ما لا يتماشى مع نهج منظمة الصحة العالمية التي تأتمر بأوامر القلة الرأسمالية الفاجرة.
كل مبادرات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية هذه ترى أن معالجة "الوباء الإعلامي" جزء مهم من مكافحة الوباء. ولئن أخذنا في الاعتبار أن منظمة الصحة العالمية تتحدث عن حتمية حدوث عدة موجات من الوباء وعن أوبئة جديدة أكثر فظاعة، فإن "علم مكافحة الوباء الإعلامي" يتحول إلى أداة أيديولوجية لدى الوكالات العالمية وكبرى شركات الأدوية والبنوك التي تخدمها لقمع أي نهج وأي آراء بديلة توصف بأنها "غير علمية" و "تشكل تهديدًا" ...
إن مثل هذه التصريحات من قبل ممثلي الوكالات العالمية لا يشكل فقط أساساً لخطاب تحسين النسل التمييزي eugenics، ومن ثم الفصل بين الناس وفقًا للـ "كوفيد" أو وفقًا لمبدأ: مطعّم – غير مطعّم، بل أصبح أساساً لإعادة تأهيل الفاشية كنظام اجتماعي.
من الواضح أن ما يجري التحدث عنه هنا هو اتفاق من شأنه أن يضمن قانونًا حق دائرة ضيقة من أفراد النخبة مؤلفة من الأشخاص الذين يلتزمون فلسفة تحسين النسل الفاشية التي اعتمدت في زمن النازية الهتلرية لتركيز قوة كبيرة في أيديهم وتحديد أهداف وغايات الطب العالمي.
وبالنظر إلى أن التطعيم الإجباري الشامل أصبح أولوية، فمن الواضح أننا نتحدث عن إنشاء نظام طبي جديد، تُحرم في ظله البلدان الأخرى من حق الدفاع عن أمنها وسلامة شعوبها ووجودها أصلاً كبلدان مستقلة ذات سيادة.
أما روسيا بالذات، البلد الذي هزم الفاشية وحقق حماية الإنسان والبشرية جمعاء من إجرام النازية وأجرى محاكمة نورمبرغ وأقر قانون نورمبرغ الصادر عام 1947 بفضل استشهاد الملايين من أبناء شعبه، فلن يكون لها أي حق أخلاقي في المشاركة في مثل هذه الاتفاقية الوبائية، التي تحت رايتها يتم تنفيذ "نظام عالمي جديد" بشكل علني ودون أي ستار.
وفي ما يخصنا نحن، مواطني لبنان والبلدان العربية، فإن لنا الحق في معرفة ما الذي تعده لنا من مؤامرات وكالات العالم العالمية غير المسؤولة أمام أي شخص من مستقبل ، تمامًا كما يحق لنا أن نقرر ما إذا كنا نقبله أم لا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فوضى الهروب من استخقاق الإشتراكية
فؤاد النمري ( 2021 / 7 / 8 - 16:22 )
بعد اغتيال ستالين بالسم في الأول من آذار 53 نجحت البورجوازية الوضيعة السوفياتية باختطاف الدولة الإشتراكية الأن الذي سهل على البرجوازية اوضيعة في العالم على تةلي السلطة
ولأن البورجوازية الوضيعة لا تنتج فقد تقرر في مؤتمر رامبوييه 975 أن ينام التظام العالمي على فرشة من الدولارات الزائفة
جتئحة كورونا ستحشو فرشة فوضى الهروب من استحقاق الإشراكة بما يزيد غلى 30 ترليون دولار جديدة وهو مت من شأنه أن يهوي بنظام البورجوازية الوضيعة إلى القاع
ذلك بالعكس مما تدعي
عليك بداية أن تعرف على النظام الدولي المتثل اليوم قبل أن تنطق بحرف سيلسي واحد

اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف