الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ... ؟ ( 2 )

آدم الحسن

2021 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إن مجريات الأحداث في افغانستان التي تَسببَ و سيتسببْ بها الانسحاب الأمريكي من افغانستان تَهمُ معظم دول منطقة الشرق الأوسط صعودا نحو شرق أسيا , فمراكز صنع القرار السياسي لهذه الدول تراقب باهتمام مع شيء من القلق تطورات الوضع الأفغاني و ما ستؤول اليه الأحداث و التطورات التي تجري بسرعة عالية حيث تتساقط المدن الأفغانية دون قتال الواحدة بعد الأخرى أمام زحف ميليشيات المجاهدين الأفغان التي يقودها طلبة الحوزة الدينية ( طالبان ) .
رغم وجود خلاف في أولويات النهج الجهادي بين حركة طالبان من جهة و تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في افغانستان من جهة اخرى لكن يبدو أن الطرفين , طالبان و تنظيم الدولة قد جمدا خلافاتهما و ركزا على جمع الغنائم من المخلفات العسكرية التي تركها الجيش و الشرطة الأفغانية , هذه المخلفات شملت مئات الأليات و المدرعات و معدات حربية بالإضافة الى كميات كبيرة من العتاد الحربي , المشهد يشبه الى حد كبير سقوط الموصل و مدن و مناطق غرب العراق بيد داعش في حزيران 2014 .

إن الدول الأكثر اهتماما بما يجري حاليا في الساحة الأفغانية هي :
اولا : الصين
الصين قلقة لأن بعض الطرق الرئيسية لمشروع طريق الحرير الجديد تمر بالقرب من أفغانستان خصوصا احد ممرات هذا الطريق الذي يربط الصين بميناء غوادر الباكستاني على بحر العرب مرورا بباكستان , فهذا الطريق يعتبر واحد من اهم الممرات الاقتصادية للصين في المستقبل .
ثانيا : باكستان
بحكم علاقة الصين التاريخية الجيدة بباكستان , هذه العلاقة المتينة التي اساسها المصالح الاقتصادية المشتركة بينهما سيكون لباكستان دور محوري في احتواء تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان و حصر الفوضى الأفغانية الناتجة عنه ضمن الحدود الأفغانية و عدم السماح لتلك الفوضى و العنف بالتسرب الى دول الجوار الأفغاني .
قوة باكستان كدولة هي من قوة و تماسك مؤسستها العسكرية و الأمنية يدعمها في ذلك القوة البشرية التي لديها فعدد سكان باكستان اكثر من عدد سكان أفغانستان بسبع مرات .
و لأن حماية فرع طريق الحرير الجديد المار عبر باكستان هي ليست مصلحة صينية فقط بل هي مصلحة باكستانية بالدرجة الأولى لكون طريق الحرير له فروع و ممرات عديدة و بديلة عن هذا الفرع لذا فمن المؤكد أن باكستان ستعمل بكل امكانياتها و سيكون لها دور هام في إفشال مساعي امريكا في زعزعة الاستقرار حول ممرات طريق الحرير الجديد .
ثالثا : روسيا
لا شك أن روسيا قلقة من هذه الأحداث لقرب ساحة الفوضى الأفغانية منها , و لأن هذه الفوضى قد تؤثر على الدول الحليفة لروسيا في أواسط اسيا و خصوصا طاجيكستان التي تشترك مع افغانستان بحدود طويلة .
من الوهلة الأولى اصبح واضحا أن ادارة الرئيس الروسي بوتين تدرك تماما ابعاد المخطط الأمريكي الذي يسعى لتوريط روسيا في المستنقع الأفغاني لذلك أصدر الكرملين تصريحا واضحا لا يقبل التأويل و هو أن موضوع ارسال قوات روسية الى افغانستان ليس غير وارد فقط و انما مجرد طرحه للنقاش هو امرا مرفوض تماما .
هذا يعني أن روسيا ستبتعد عن أي عمليات عسكرية داخل افغانستان و ستعمل على تقديم الدعم الكامل و الشامل لطاجيكستان و إيران لغرض احتواء الفوضى الأفغانية و حصرها ضمن حدود أفغانستان .
رابعا : طاجكستان
هي أول دولة من دول جوار افغانستان استنفرت قواتها على حدودها مع أفغانستان و عززتها بشكل فوري بقوة عسكرية ضخمة قوامها اكثر من عشرين الف مقاتل , و هي أول دولة تنسق مع روسيا لغرض احتواء الفوضى الأفغانية و منعها من التسرب الى خارج حدود افغانستان و هذا التنسيق بدأ بمكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي بوتين و الرئيس الطاجكستاني .
ما يقلق طاجكستان ليس وجود حدود مشتركة مع أفغانستان فقط بل بتداخلها القومي معها , حيث أن أحد مكونات الشعب الأفغاني هم من الطاجيك , و قد تشهد طاجيكستان موجة جديدة كبيرة من اللاجئين الأفغان و خصوصا من هذا المكون .
خامسا : ايران
ايران قلقة ايضا من احتمال اندلاع حرب طائفية بين الأفغان من قومية الهزار و حركة طالبان التي ستؤدي الى موجة نزوح جديدة للأفغان الى ايران ليضاف هذا العدد الى حوالي مليون و نصف مليون لاجئ افغاني موجودين حاليا في ايران .
ايران هي أول دولة من دول جوار افغانستان بدأت تحركها الدبلوماسي لخلق مصالحة وطنية بين مكونات الشعب الأفغاني فلقد اجتمع ممثلين عن الحكومة الأفغانية و حركة طلبان في طهران لهذا الغرض و ما يعزز دور إيران في هذا المجال أمران :
الأمر الأول : هو أن لإيران علاقات جيدة نوعا ما مع الطرفين .
الأمر الثاني : هو أن ايران تؤيد مطلب طالبان بطرد القوات الأمريكية و حلفائها من الناتو من الأرض الأفغانية و عدم القبول بأي تواجد لقوات اجنبية في العاصمة كابول لغرض حماية مطار كابول أو لحماية السفارات و القنصليات الأجنبية في أفغانستان حتى لو كانت هذه القوات من دولة مسلمة كتركيا مثلا .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي