الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلفة ليست باهظة

فيصل علوش

2006 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في نيسان (إبريل) الماضي زار رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة واشنطن، وناشد محدثيه من الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا.
كان بوسع الإدارة الأميركية، لو أرادت، أن تضغط على اسرائيل لفعل ذالك ، وكان بوسع هذا الانسحاب، لو حصل، أن يوفر فرصة ومناخات مؤاتية لنشر الجيش اللبناني في الجنوب، والوصول إلى اتفاق ما، حول وضع سلاح المقاومة وأفرادها، على طاولة الحوار الوطني اللبناني، من خلال الاندماج في مؤسسات الدولة، والانضواء تحت يافطتها، بما يؤدي إلى شد أزرها وتقوية عضدها وبسط سيادتها كإطار سياسي ومؤسسي جامع لتدبير شؤون الوطن والشعب، على أساس المساواة بين المواطنين وعدم التفريق بينهم لأي سبب من الأسباب.
نعتقد هنا أن الانسحاب من مزارع شبعا ومعها تلال كفر شوبا، لا يشكل كلفة «باهظة وفائقة» للمساهمة في تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلية في ساحة من ساحاته، وللمساهمة كذلك في تسوية الأزمة الداخلية اللبنانية بين مختلف مكونات الشعب اللبناني وأفرقائه. نفترض طبعا ان بقاء سلاح حزب الله كان بقصد تحرير المزارع وتحرير الاسرى وليس بقصد تحرير القدس او الانتظار حتى حل الصراع العربي-الاسرائيليك كاملا0
الآن، وبعد إعلان الحكومة اللبنانية استعدادها لنشر جيشها في الجنوب، بموافقة جميع الأطراف اللبنانيين، فإن أمام المجتمع الدولي ممثلاً بعواصمه الكبرى، والمنظمة الدولية ومجلس الأمن، أخذ زمام المبادرة والمسارعة إلى تصويب مشروع القرار المطروح، بما يلبي المطالب اللبنانية من جهة، ويتيح إمكانية جعله قابلاً للتنفيذ والتطبيق، من جهة ثانية، وليس سبباً لتأزيم الوضع وفتح مغاليق الفتنة الداخلية، فإذا كان مشروع القرار يريد مساعدة السلطة اللبنانية على فرض سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، فلا بد من أن يكون مقبولاً أولاً من الحكومة اللبنانية، وليس سبباً في انهيارها.
إن موافقة «حزب الله» على نشر الجيش في الجنوب، وعلى النقاط السبع للحكومة اللبنانية، تعني عملانياً استعداده لتنفيذ اتفاق الطائف والقرار الدولي 1559 في الآن عينه. ما ينزع الحاجة للتفكير في إرسال قوة دولية الغرض منها، نزع سلاح الحزب، والانزلاق نحو الأخذ بمنطق وأساليب القوة والإكراه لحل نزاعات محلية معقدة، متراكبة مع نزاعات وأجندات إقليمية أكثر تعقيداً، في مقدمتها الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
هنا أيضاً لا نعتقد أن الاستجابة للمطالب اللبنانية والعربية في القرار الدولي المزمع، تشكل هي الأخرى كلفة باهظة وفائقة لا تقوى واشنطن ولندن وبعض العواصم الغربية الأخرى على دفعها أو إلزام إسرائيل بقبولها.
مشروع الدولة اللبنانية القائم على «عروبة غير مشروطة وليست بالإرغام» كما قال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، يحتاج هو الآخر إلى تفهم دولي، ومد يد العون والمساعدة إليه، بما يفتح الطريق أمام تنفيذه سلماً وبقبول جميع الأطياف والمكونات اللبنانية، وليس عبر الحروب والمجازر وفرض الاملاءات والشروط التي أثبتت فشلها في غير مكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات