الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام الحضارات بين الكراهية للإسلام والكراهية للصين

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2021 / 7 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بعد نهاية الحرب الباردة منذ حوالى ثلاثين عاما توقع صمويل هافنجتون مؤلف كتاب صراع الحضارات أن يتحول الصراع السياسى الاقتصادى العالمى إلى صراع ثقافى اجتماعى فكرى حتى لو كان مغلفا بالسياسة والاقتصاد فى ظل وجود قطب عالمى واحد هو الولايات المتحدة ، وبالتالى بدأ العالم يفسر الصراع الذى نشأ فى البوسنة وحتى الصراع بين أرمينيا وأذربيجان وحروب الولايات المتحدة فى الخليج على أن تلك الصدامات هى نواتج صراع ثقافى وربما دينى بين المسيحية والإسلام لإن الحكومات الغربية لم تفرق كثيرا بين الجماعات الإسلامية المتشددة – وهم قلة – وبين غالبية المسلمين المسالمين . لقد استمرت دعاوى الحرب على الإرهاب حوالى ثلاثين عاما بزعامة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية فنتج عن ذلك ظهور الخوف من المسلمين أو الإسلاموفوبيا التى وصلت إلى الشعوب التى أصبحت تكره بالفعل المظاهر الإسلامية فى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية مثل الحجاب والنقاب واللحية والجلباب برغم وجود مظاهر مشابهة فى الرهبان والرهبات فى المسيحية والجماعات الأرثوذكسية اليهودية ولكن التركيز كان على الإسلام المتشدد وما صاحبه من عمليات إرهابية حدثت بالفعل على يد قلة متطرفة من الدواعش استغلها الإعلام الغربى كأداة لتنفيذ صراع الحضارات .
لقد تغير الأمر قليلا خلال العامين الماضيين خاصة مع جائحة كورونا حيث أصر الرئيس السابق ترامب على تسمية فيروس كورونا باسم الفيروس الصينى أو فيروس ووهان بمخالفة الحقيقة العلمية التى تتبناها منظمة الصحة العالمية والتى تعتقد أن الفيروس متحور من فيروسات تسمى كورونا مكشفة منذ عام 1960 وانتشرت إحدى صوره عام 2003 تحت اسم سارس ثم صورة أخرى تحت اسم ميرس فى السعودية عام 2012 وتوقع بيل جيتس وبعض المنظمات الصحية عام 2015 وصوله لحالة الانتقال بين البشر خلال سنوات قليلة وتحقق ذلك بالفعل ، إذن فقد أراد الرئيس السابق ترامب استغلال انتشار فيروس كورونا المستجد مطلع عام 2020 ليحول الصراع الحضارى إلى منطقة جديدة هى منطقة شرق آسيا وبصفة خاصة إلى الصين . إن الولايات المتحدة وهى تشاهد التقدم الصينى الرهيب تشعر بأنها ستفقد المقدمة بعد سنوات قليلة لصالح الصين ، ومن هنا بدأ الصدام الحضارى الجديد بين الولايات المتحدة والصين ، والصدام الحضارى الآن لا يستطيع التخفى تحت ستار الثقافة والدين فقط ( العداء للاشتراكية والشيوعية الصينية ) لإن الصين صنعت شيوعية جديدة تحمل مبادئ ليبرالية رأسمالية بخلطة صينية غريبة ولكن الصدام الحضارى أصبح يحمل شعار الصراع التكنولوجى الذى يتصف بصفات عصر العولمة المتمثلة فى التكنولوجيا والاتصالات والانترنت والفضائيات وانتشار المعرفة العلمية . ومع هذا الصراع الجديد بين الولايات المتحدة والصين بدأت بعض الدول الأوروبية تحذو حذو الولايات المتحدة فى محاولة وقف الزحف الصينى والميل إلى جانب الولايات المتحدة فى صدام الحضارات الجديد . من هنا بدأت قضايا الحرب على الإرهاب الإسلامى والصدام الحضارى مع الإسلام تخفت حدتها وتتجه إلى الأعماق مع صعود قضايا جديدة فى الصدام الأمريكى الصينى إلى السطح. الشئ الغريب بالفعل أن الإعلام الأمريكى بتبنيه وجهات نظر الحكومة أصبح يقسم الشعب الأمريكى تجاه الأقليات الصينية الموجودة فى الولايات المتحدة فظهرت بالفعل بوادر التمييز العنصرى ضد سكان شرق آسيا بملامحهم المميزة فى الكثير من الولايات الأمريكية ، حتى أن الطلاب الصينيين أصبحوا فى حالة خوف أدت إلى تناقص أعدادهم بالولايات المتحدة فى الكثير من الجامعات التى كان بعضها يعتمد على وجود هؤلاء الطلاب القادمين من شرق آسيا الذين يساهمون فى تنمية موارد تلك الجامعات .
إنه عالم جديد يتحول من الإسلاموفوبيا إلى الصينوفوبيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا تحليل شيوخ الدين
منير كريم ( 2021 / 7 / 9 - 17:29 )
تحية للاستاذ المحترم
المسألة علمية وليست دينية ولا عرقية
كتاب صدام الحظارات يدرس انتقال الصراع الايديولوجي الى صراع حظاري وقد سبقه كيسينجر بهذه الفكرة
الاسلام على خلاف الهندوسية واليهودية والارثدوكسية الروسية يسعى لأن يكون دين العالم وطبعا المسيحية كذلك لكن المسيحية تقبل العلمانية والديمقراطية الامر الذي يرفضه الاسلام وهنا مكمن الخطر كما يرى كتاب صراع الحظارات وهو امر مشروع
حتى الصين محدودة بالجغرافية اذا ماقيست بالاسلام
التحول من المجتمعات البدائية الى المجتمعات الحديثة الليبرالية هو الاتجاه العام للتطور الذي بدأ منذ عصر النهضة الاوربية
شكرا لك


2 - رائحة غير مستساغة تفوق أضرار كورونا
john habil ( 2021 / 7 / 9 - 20:24 )

1-لم تفرق كثيرا بين الجماعات الإسلامية المتشددة – وهم قلة – وبين غالبية المسلمين المسالمين . الكاتب
وهل الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق واليمن ومصر والسودان وليبيا وافغانستان وباكستان (( قليلة )) ؟؟
2-عمليات إرهابية حدثت بالفعل على ------ يد قلة ------ متطرفة من الدواعش . الكاتب
الدواعش احتلوا ثلاث بلدان عربية ف هل هم قلة ؟؟
- الشعب الأمريكي العظيم أختار ترامب رئيساَ له والشعب رفضه و ابدله ب الدور الثاني لنزعاته الرأسمالية
3 - من الطبيعي جداً في النظام الرأسمالي وحتى لوكان نظاماً ديمقراطياً ان ينافس ويتحدى الأنظمة الإقتصادية الأخرى ( الصين ) مثلاً من أجل الإستمرار
4- ماذا تسمي الآية 85 من آل عمران والآية 29 من التوبة (( الحبوفوبيا )) ؟؟؟؟؟؟؟
وأخيراً
- هل تعلم أن عدد المتطرفين والدواعش مع شيوخ الفتنة الأزهرية والوهابية في البلاد الإسلامية والعربية يتجاوز (( 500)) مليون وأنت تقول (( قلة )) !!!!


3 - المثقفين
على سالم ( 2021 / 7 / 9 - 21:46 )
لاجدال اننا نعانى من مشكله حقيقيه وكارثيه فى العالم العروبى الاسلامى الموبوء الا وهى مشكله المثقفين , هذه الشريحه الصغيره من المجتمع مصابه بعاهه وخلل فى التحليل او ربما نقول بنفاق اجتماعى وجبن والخوف من السير ضد التيار حتى يؤمنوا شر المجرمين الدواعش من جهابذه الدين المحمدى البدوى , هذه بدون شك ظاهره غير صحيه ابدا ويجب التطرق لها كثيرا حتى لاتستشرى وتستفحل , المثقفين هم مرأه المجتمع الحقيقيه ويجب ان تكون خاليه من اى شوائب هائمه

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل