الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب .. والزواج .. والاستقرار

مصطفي النجار

2006 / 8 / 12
العلاقات الجنسية والاسرية


لقد خلق الله سبحانه وتعالي الإنسان وكرمه، وجعل في قلبه وفكره العاطفة وجعلها تنمو وتكبر مع الإنسان بمراحل حياته..وكلما مر علي الشخص العمر فكلما أزادت العاطفة حبا وكراهية ، خيرا وشرا، قبولا ورفضا، طاعة وعصيانا ، انجذابا وتنافرا ويتضح هنا أن العاطفة ليست بمعناها الإيجابي الذي يظنه البعض فقط بل إنها تمتد لتشغل المعني السلبي أي الرفض. وأتخيل أن العاطفة تعمل في حياة الشخص كالمغناطيس حيث يوجد طرفان أو قطبين إيجابي والأخر سلبي _قطب موجب وقطب سالب_ ومن الغريب أن الأقطاب أو الأطراف المتشابهة تتنافر ولا يمكن أن تجتمع لا في مكان واحد ولكن في مجال ما لان تلك الأقطاب أو الأشخاص يحدث فيما بينها ما يمكن تسميته "عدم توافق" وهذه هي طبيعة الكائن الحي وليس الإنسان فقط.
فنلاحظ الحيوانات في وقت التزاوج تختار الأزواج التي تصلح لها! ربما لأن الحيوانات لم ينعدم لديها الإحساس كمعظم البشر..ولكن الحقيقة الغامضة هنا هي العاطفة حيث تمثل الدفعة صوب هدف ، لابهدف مادي ولاتربح ما ولكنه الحب ! يمكن أن يتعجب البعض في اعتقاد أن هناك "حب" بين الحيوانات..بالطبع هناك حب بينهم ..والدليل علي كلامي هذا هي الإجابة عن سؤال: لماذا تهاجر الطيور من مواطنها إلي مكان أخر فيما يعرف"بموسم التزاوج"؟! والحقيقة هي أن العاطفة والتي يمكن أن نوجزها في الحي_هنا فقط_ كالطفل أو المولود حيث يولد وينمو ويكبر ومن ثم لا يصبح له حاجة إلي عملية الاهتمام به وتربيته بعد فترة معينة ، وهذا تماما ما يحدث للحب لدي الطيور فينمو بداخلها الحب مما يدفعها لإصدار نغمات رنانة ذات صوت عذب وجميل تطرب له كل الكائنات الحية! معلنة عن فرحها وزفافها لحبها أمام المحيطين بها.
فالحب عند الطيور مرحلة تتعلق فيها بالأخر وتتمسك به بإخلاص ! الذي ينعدم عند شريحة لا بأس بها من البشر ، ويتغير بتغير المكان ربما أو الطقس ،، ولا شك أن الأنثى في كل الكائنات تشعر وكان المتآمرين يدبرون لها أمرا فلا تهدأ إلا بوجود "ذكر"! بجانبها وكأنها تقول"ظل رجل ولا ظل حائط" مثل المصريات تماما!
والطريف هنا أن الطيور تغير حب قلبها كما تغير الافعي جلدها_ لكن الافعي تتخفي من العدو! ، فلماذا لا تغير المرأة الإنسية حبها؟! بالقطع هذا أمرا صعب التحقيق لان المرأة وبالأخص الشرقية العربية المصرية تحب البيت والأسرة والاستقرار والأطفال ! بل وتسعي دائما لطاعة زوجها ! إذا أحست انه رجل وحمش ويحبها! وعندما يعطيها الرجل الأمان والاستقرار فلا نقدر علي مفارقته ولو حدث المستحيل!
إذا الحب شعور جميل قوى ومتين كما انه مثل الحرير ينساب في القلب ، ويتوغل في أعماق العقل حيث يصيب الإنسان بالعمى ، ويجعله لا يري سلبيات الأخر وعن اهاناته والفروق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية....ولذلك يعتبر الحب سهل من الناحية الأولية _وهي الإعجاب والارتباط_ ولكنه صعب من أحيانا من الناحية التنفيذية وهي تلك الناحية التي يتوج فيها الحب لا بالماس والالماظ وإنما بالزواج الذي يعد حلم كل الفتيات وقيد علي رقبة الفتيان لان الفتيات تحلم بفارس الأحلام وحصانه الأبيض ، الذي يحتضنها ويخاف عليها بينما هي تقاوم كابوس وجودها في بيت أبيها والحارس الذي يتابعها في كل مكان تذهب إليه سواء أبيها أو أخيها أو غيرهما، والجانب يبدأ الفتي بالعيش في دوامة الحياة حيث يتحمل مسئولية بيت بكاملة ومصاريفه ورعايته كما يتحمل جزءا من المسئولية الاجتماعية لأفراد أسرته _زوجته وأبناءه_ مما يشكل حملا ثقيلا عليه لم يكن يريده ولكنه ظن أن هناك حلاوة بدون نار!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط


.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي




.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب


.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار




.. المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش