الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ميزتا التعليق والتصويت في صحيفة الحوار المتمدن
نعيم إيليا
2021 / 7 / 10اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
يجد القارئ في نهاية كل عمل يقدمه الكتَّاب وأهل الفن للنشر في صحيفة الحوار المتمدن الغراء (ميزة) التعليق على العمل المنشور، وميزة التصويت له.
إن لفظ (ميزة) وقد أطلق على التعليق وعلى التصويت اصطلاحاً، قد لا يتوفر فيه شرط الدقة؛ لأنه مشتق من الفعل ماز أو من مصدره الميز. والميز هو التفريق. ولكنه لما كان على معنى تفضيل شيء على شيء – حين ينماز شيء عن شيء فإنه ينماز عليه بأفضليته - فقد جاز إطلاقه عليهما باعتبار أنهما شيئان استعمالهما من قبل الكاتب أفضل من عدم استعمالهما. وينبغي ههنا ألا يُنظر إلى هاتين الميزتين على أنهما شكلان من أشكال التزيين أو الترفيل أو التسلية أو الترف الفائض، وإنما ينبغي أن ينظر إليهما على أنهما أداتان من الأدوات التي تتيح للكتاب والفنانين أن يتصلوا اتصالاً مباشراً بالقارئ، وأن ينظر إليهما على أنهما لا غنى عنهما في صحيفة شعارها الحداثة والتمدن والديمقراطية والحرية.
ونعم الاتصال اتصال الكاتب بالقارئ! فإنه مجلبة للنفع والفائدة في أكثر الأحايين. إنه ليفيد الكاتب كما يفيد القارئ معاً. وما مثل الكاتب في اجتناء الفائدة من اتصاله بالقارئ، إلا كمثل الصانع أو التاجر يتصل في السوق بزبائنه.
وما مثل القارئ في اجتناء الفائدة من اتصاله بالكاتب إلا كمثل الزبون أو الشاري أو المستهلك، يعرض عليه الصانع أو التاجر في السوق ما هو في حاجة إليه من السلع الضرورية.
فإذا أقبل المستهلك على البضاعة، أغرى إقبالُه الصانع بزيادة الانتاج. وإن أعرض المستهلك عنها، فقد يدفع إعراضه الصانعَ إلى البحث عن أسباب إعراض المستهلك عنها، حتى إذا وجدها عالجها بالإزالة، وأنتج بضاعة جديدة يتوسم فيها أن تحوز أسباباً لا ينفر منها المستهلك أو يعرض. وربما دفعه إعراض المستهلك عن بضاعته وكسادها إلى أن يتوقف عن إنتاجها ألبتة.
وكما أن الزبون له ذوقه الخاص في تقدير البضاعة، فكذلك القارئ فله ذوقه الخاص في تقدير ما يقرأه لهذا الكاتب أو ذاك. وأي الأدوات أقدر على تبيين ذوق القارئ للكاتب من أداتي التعليق والتصويت؟
أغلب الظن أنه يهمُّ الكاتب كلَّ كاتب، إلا الذي يكتب لنفسه، أن يتبين ذوق القارئ فيما يكتبه؛ لأن القارئ بذوقه إنما يحكم على ما يكتبه الكاتب، وحكم القارئ خطير ربما أفضى إلى كساد ما يكتبه الكاتب أو إلى رواجه.
ولا بد من الإشارة في هذا الموضع إلى أن الذوق عند القارئ، بل عند كل إنسان، لا يتشكل بصورة اعتباطية عشوائية، بل يتشكل وفق نظام يستمد عناصره من بيئته الاجتماعية، ومن بيئته الثقافية، ومن تجاربه الشخصية، ومن معتقداته وقناعاته، ومن ميوله وأهوائه.
وهذا الذي يفسر لنا لماذا يختلف الناس في أذواقهم، كما يفسر لنا لماذا يختلفون أيضاً في أحكامهم وآرائهم. إن بيئات الناس شتى، فلا بد أن يكون الناس شتى في أذواقهم وأحكامهم وآرائهم.
فيكون من ذلك أن التعليق والتصويت، ييسِّران للكاتب أن يطلع على ذوق قرائه وعلى مكونات هذا الذوق.
وإذا كانت الإشارة إلى اختلاف القراء في أذواقهم لا بد منها، فإنه لا بد أيضاً من الإشارة إلى اختلاف الكتَّاب في موقفهم من عملية الاتصال المباشر بالقارئ عبر قناتي التعليق والتصويت. فبعض الكتاب يرفضها، وبعضهم يؤيدها. ولكل فريق أسبابه وحججه:
فمن يرفضها متجنباً الاتصال المباشر بالقارئ ؛ فلأن الاتصال المباشر به عبرهما مضيعة للوقت في رأيه. أو يرفضها لأنه يكتب لنفسه، ومن يكتب لنفسه لا يحب أن يشاركه أحد فيما يكتب. أو يرفضها لأنه ممن نشأ في بيئة يسود فيها القمع والرأي الواحد، وتشربت روحه بأساليب تلك البيئة الهمجية المستبدة، فأمسى لا يطيق بحال من الأحوال أن يسمع رأياً يخالف رأيه، فإن رأيه في نظره حقيقة مطلقة يجب على الجميع أن يذلوا لها وينقادوا دون اعتراض. وقد يرفضها لأنه ينتمي لجيل من الكتاب، لم يألف أن يتصل اتصالاً مباشراً بالقارئ. وقد يرفضها لأنه يضيق بآراء مناوئيه في الرأي، ويحس بها كأنها الريح تأتي من النافذة، فيعمد إلى إغلاق النافذة كي يستريح. وقد يرفضها لأنه يخاف تصويت القارئ له بعلامة متدنية، أو يخاف أن يهشم القارئ عبر التعليق رأياً له يعتز به. وقد يرفضها لأنه ممن توهمه نرجسيته أنه في القمة ومن يكن في القمة، فماذا تنفعه قنوات الاتصال بمن هم - بنظره - في أسفل القمة؟
فأما الذي يؤيد الاتصال المباشر بالقارئ في كل الأحوال عبر قناتي التعليق والتصويت، فهو الذي يرى أن نفع هذا الاتصال كثير أكثرُ من ضرره إن كان له ضرر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الكاتب الواثق
منير كريم
(
2021 / 7 / 10 - 18:09
)
تحية للاستاذ نعيم ايليا
شكرا لطرح هذا الموضوع على النقاش
الكاتب الواثق والمتمكن هو من يفتح باب التقييم والنقاش ويجيب على الاسئلة ويتفاعل مع القراء
وبعكس ذلك لايكون الكاتب واثقا من موضوعه ودوره الرئيسي فيه
من الافضل للكتاب اذا لم يجيبوا على الاسئلة ولا يساهمون في النقاش ان يغلقوا باب النقاش
طبعا هناك عذر وتفهم للاخوات الكاتبات فلا لوم عليهن
شكرا
2 - لماذا تلتمس العذر للكاتبات؟
نعيم إيليا
(
2021 / 7 / 10 - 19:52
)
أجمل التحايا للمثقف الكبير الأستاذ منير كريم
فيما مضى كان النقاد ولا سيما اليساريين منهم يطلقون لقب الساكن في برج عاجي على الكاتب الذي لا يتفاعل مع القراء.
فعلاً، لماذا يؤثر بعض الكتاب السكنى في برج من العاج؟
ولكن لماذا تلتمس العذر للأخوات الكاتبات؟
3 - التماس العذر للكاتبات
منير كريم
(
2021 / 7 / 10 - 22:30
)
طبعا من الافضل ان تتفاعل الكاتبة مع القراء ولكن لاحظت هن يتحفظن على ذلك وربما لاسباب اجتماعية كما ان ليس كل القراء مؤدبين
على اي حال ربما تتبرع احداهن للجواب افضل مني
شكرا جزيلا لك
4 - تفاعل الأخوات الكاتبات
نعيم إيليا
(
2021 / 7 / 11 - 10:53
)
ترى ما هي الأسباب الاجتماعية التي تحول دون تفاعل الأخوات الكاتبات مع القراء؟
إن كانت توجد أسباب اجتماعية ورضخت لها الأخت الكاتبة، فما الفرق حينئذ بينها وبين التي تتنقب بحجة أن الذكور يتحرشون بها؟
السؤال ليس موجهاً لك عزيزي الأستاذ كريم.
ثم إن إدارة الحوار المتمدن الموقرة، تقدم الدعم للأخوات الكاتبات بلا حساب، ولا تسمح لقارئ بلا أدب أن يسيء إليهن.
كنت أردت أن أقدم من تجربتي مع القراء الكتاب أمثلة تثبت صحة أن التعليق والتصويت نعمة وليس نقمة، ولكني عدلت عن ذلك في اللحظة الأخيرة خوفاً من أتهم بتسليط الضوء على الذات.
النماذج التي كنت اخترتها للبيان والبرهان، كنت استللتها من محاورة الأساتذة الأفاضل: فؤاد النمري، حسين علوان حسين، وآيدين حسين، وأنت.
ذات مرة، روج النمري لفكرة ارتباط الدين بالصراع الطبقي. فلما سألته عن الصراع هل هو موجود في عالم اليوم، أجاب لا. ولم يلحظ أنه بهذا الجواب هدم نظرية ارتباط الدين بالصراع.
إذ لو كان الصراع زال، فلماذا الدين لم يزل ؟
5 - السلطات السعودية ترفع حظر الموقع
من هناك
(
2021 / 8 / 8 - 23:20
)
إكراماً لأبي مطلق ولا غير ذلك !
وحتى لا تشعر بالخجل أمام الآخرين رفعت السلطات السعودية حظر موقع صحيفة الحوار المتمدن في العربية السعودية في خطوة تأخرت عدة سنوات
مبروك ولن يحتاج الْقُرَّاء في العربية السعودية لاستخدام برامج فتح المواقع المحظورةوننتظر رفع الحظر عن كل المواقع بما فيها !المواقع الإباحية
الشعب ليس قاصراً وليس بحاجة للوصاية على ما يود رؤيته
6 - الكاتبة نموذج
ماجدة منصور
(
2021 / 8 / 9 - 03:45
)
أستاذ نعيم: بداية أشكرك على مقالك هذا و لكن لدي وجهة نظر أود أن أوضحها لكم0
فيما مضى ككاتبة أكتب للحوار المتمدن أواجه سيلا من الإنتقادات أو الإشادات بما أكتب0
و كنت أرد على جميع من أشاد بي أو إنتقدني بما يتناسب مع رؤيتي الخاصة0
لكن فتح باب التعليق للقارئ قد أدى بأحد الكتاب أن يتوعدني بالقتل و إتهمني بأنني (( قحبة))
إنه عبد الرضا جاسم لا رضي الله عنه 0
و كان هناك أيضا جمع كبير من الأساتذة المعلقين اللذين لا يهمهم ما أكتب بل كل همهم أن يجرجروني إلى مناطق لا يجوز التكلم أو حتى الرد عليها في موقع محترم كموقع الحوار المتمدن0
لذا فأنا لا أستغرب إنصراف كثير جدا من الكاتبات المتميزات جدا ( ك فؤادة العراقية أو فلورانس غزلان) و غيرهما كثير من الكاتبات عن صفحات الحوار المتمدن!!!!!!!!!0
عبد الرضا حمد جاسم و غيره كثيرون من الكتاب و المعلقين يتربصون بالكاتبات على موقع الحوار0
حين يرتقي موقع الحوار المتمدن بمنع الإساءة الى ((الأنثى))
7 - الكاتبة نموذج
ماجدة منصور
(
2021 / 8 / 9 - 03:45
)
أستاذ نعيم: بداية أشكرك على مقالك هذا و لكن لدي وجهة نظر أود أن أوضحها لكم0
فيما مضى ككاتبة أكتب للحوار المتمدن أواجه سيلا من الإنتقادات أو الإشادات بما أكتب0
و كنت أرد على جميع من أشاد بي أو إنتقدني بما يتناسب مع رؤيتي الخاصة0
لكن فتح باب التعليق للقارئ قد أدى بأحد الكتاب أن يتوعدني بالقتل و إتهمني بأنني (( قحبة))
إنه عبد الرضا جاسم لا رضي الله عنه 0
و كان هناك أيضا جمع كبير من الأساتذة المعلقين اللذين لا يهمهم ما أكتب بل كل همهم أن يجرجروني إلى مناطق لا يجوز التكلم أو حتى الرد عليها في موقع محترم كموقع الحوار المتمدن0
لذا فأنا لا أستغرب إنصراف كثير جدا من الكاتبات المتميزات جدا ( ك فؤادة العراقية أو فلورانس غزلان) و غيرهما كثير من الكاتبات عن صفحات الحوار المتمدن!!!!!!!!!0
عبد الرضا حمد جاسم و غيره كثيرون من الكتاب و المعلقين يتربصون بالكاتبات على موقع الحوار0
حين يرتقي موقع الحوار المتمدن بمنع الإساءة الى ((الأنثى))
8 - الكاتبة نموذج
ماجدة منصور
(
2021 / 8 / 9 - 03:56
)
حين ترتقي إدارة الحوار المتمدن بوقف الإساءة ((للكاتبات تحديدا)) فأنت سترى تفاعلا بين الكاتبات و القراء0
أكاد أن أجزم بأن صفحة الحوار المتمدن هو ((شرشحة للكاتبات)) و قلة قيمة0
لذا فإني لا ألوم بعض الأساتذة الكتاب عن إغلاق باب التعليقات و التقييمات0
فإننا لن يبقى لدينا مزيدا من الصبر و الحكمة و الهدوء و التروي للرد على تفاهات بعضهم0
هنا يضيع الصالح بعزا الطالح يفضل البعض ____و أنا منهم___لإغلاق باب التعليقات و التقييمات و خاصة أننا نكتب دون أجر أو غاية معنوية أو مادية أو إجتماعية أو سياسية0
9 - الكاتبة نموذج
ماجدة منصور
(
2021 / 8 / 9 - 04:03
)
بؤس التفاعل مع قراء لا يمتلكون الحد الأدنى من الأخلاق و القيم الإنسانية للرد على الكاتب أو الكاتبة0
و ليبقى الكاتب أو الكاتبة يكتبون لأنفسهم 0
هناك فرق شاسع بين الحوار و ((((((الخوار))))))))))
الى أن نلتقي ثانية ببرزخ آخر لك كل الإحترام و التبجيل مستر نعيم إيليا0
و شكرا لطرحك هذا الموضوع
باي
10 - اإلى الكاتبة الجميلة الأستاذة ماجدة منصور
نعيم إيليا
(
2021 / 8 / 9 - 10:39
)
شرَّفني حضورك
مهنة الكتابة كما تعلمين مهنة شاقة لها تبعاتها وأوجاعها، ولها أيضاً عواقبها وضرائبها أو مكوسها وخصوصاً عندما تمس المحظورات (لدى الشرقيين) في السياسة والدين والجنس. كثير من المبدعين عبر التاريخ سالت أرواحهم على مذبحها.
فما العمل؟
أجل، إن الاتصال المباشر بالقارئ له مخاطره. إنه مثل اتصال السياسي بالناس، فقد لا يأمن معه من الغيلة أو الإهانة. ولنا من الصفعة التي تلقاها الرئيس ماكرون مؤخراً شاهد على ذلك.
فإن كان الكاتب - ذكراً كان أو أنثى - يخشى أن يتعرض للمخاطر، إن هو سمح بالتعليق، فمن حقه أن يغلق باب التعليق في وجه الأخطار.
ذكرتِ خلافك مع الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم، وقد كان ساءني! أذكر أني لمته فيه بحكم ما بيننا من الزمالة، والتمست منه أن يعتذر إليك ويصالحك، وأذكر أني أثنيت على كتاباتك كما أذكر أني امتدحت جمال الحلبيات مع أني لست حلبياً. وأذكر أني عرَّضت نفسي لسخط كتاب أرادوا الإساءة إلى كتابات بعض المبدعات.
الحوار المتمدن منبر فسيح لأهل الرأي. وأهل الرأي كثير؛ ولأنهم كثير فلا محيد لهم عن الاختلاف والخصومة
أشكرك عزيزتي أجمل الشكر على رأيك الحصيف النابع من التجربة الصادقة
.. الضاحية الجنوبية لبيروت تفتح أبوابها أمام الإعلام الدولي.. ل
.. غارة إسرائيلية على مقر هيئة صحية بمبنى سكني في بيروت يوقع 7
.. الولايات المتحدة.. فيضانات تغمر مناطق سكنية • فرانس 24 / FRA
.. الرد الإسرائيلي على إيران: هل يفتح نتنياهو أبواب حرب إقليمية
.. حزب الله يستهدف تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي داخل إسرائيل و