الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغضنفر أبو عطوان

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 7 / 10
أوراق كتبت في وعن السجن


لكل امرىء من اسمه نصيب، وهذا غضنفر: أسد في شجاعته وبسالته وهيبته وإرادته، والاسم ابو عطوان يذكرنا بواحد من أبرز رموز العمل الفدائي الخالدة ، الا وهو باجس أبو عطوان الذي استشهد عام 1974 بعد مطاردته لسنوات من قبل قوات الاحتلال، وبالأحرى مطاردته هو لقوات الاحتلال على امتداد سنوات من العمليات الفدائية المتواصلة في جبال الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، كانت سيرة حياة اقرب إلى الأساطير وحكايات البطولة التي تحكى للأطفال قبل النوم: عن فدائي يدفع ثمن قوته الذي ياخذه مضطرا من حقول الفلاحين، ويحرص على الا يتلف شجرة أو حقلا أو يزعج احدا من ابناء شعبه، فدائي دوّخ قوات الاحتلال لسنوات، وتغلب على قيود الجغرافيا ومساحة الأرض المحدودة والتقنيات الهائلة التي يملكها الاحتلال.
ونعود إلى الغضنفر الذي استلهم على الأرجح سيرة حياة عمه باجس وجده الشهيد موسى، فقد اضاف هذا الشاب اسمه إلى قائمة طويلة من الأسرى المضربين عن الطعام الذين سجل كل منهم ملحمة في قوة الإرادة والصمود وتحدي إرادة المحتل، شاب فرد مفرد يقف بإرادته الإنسانية وحده ضد دولة مدججة بكل انواع الأسلحة والكراهية والبطش، فينتصر في نهاية مشواره الصعب والقاسي على جبروت هذه الدولة وعلى أجهزة امنها ومحاكمها وقضاتها الذين لا يعرفون من العدالة سوى تكييف القوانين على مقاسات القتلة ولصوص الأرض.
65 يوما ، اي 1560 لم يذق فيها الغضنفر لقمة واحدة، لم ينم ساعة واحدة، عانى من كل انواع الألم والمعاناة والصداع والدوخة، وتعرض لكل أنواع الضغوط والقهر والإساءة والإهمالن وكان يقال له أنك سوف تموت من دون أن يهتم بمصيرك أحد، لكنه صمد وصبر وقاوم وتجرع الموت في كل دقيقة من هذا الوقت الطويل، مسلحا فقط بإرادته وعزيمته وإيمانه بعدالة مطالبه ومشروعية نضاله، معززا بوقوف ابناء شعبه وفي مقدمتهم شقيقته بنازير التي ساهمت في تحويل قضيته إلى قضية عالمية.
ينضاف اسم الغضنفر إلى قائمة طويلة من الأبطال الفلسطينيين من سامر العيساوي ومروان البرغوثي، وثائر حلاحلة، وايمن الشراونة، وهناء الشلبي، ومحمد القيق وبلال الكايد وخضر عدنان وعماد البطران، وماهر الأخرس، وغيرهم وغيرهم كثيرون ممن خاضوا معركة الأمعاء الخاوية، غما رفضا لاعتقالهم، أو رفضا لما يتعرضون له هم وأسرهم من محاولات إذلال وإساءة معاملة، وفي كل هذه الأحوال يمثل الإضراب عن الطعام السلاح الوحيد الذي بقي في يد الأسيرن بعد ان استنفذ كل أدوات النضال والضغط الأخرىن فراح يخوض معركة الموت والحياة متمسكا بامل الحياة مع الكرامةن وسلاح الأسرى في هذه المعركة الطويلة والشاقة : الجوع لا الركوع، وسبق أن دفع عدد من الأسرى حياتهم ثمنا لخيارهم هذا إما بسبب محاولات قمعهم وإجبارهم على فك الإضراب، أو إصابتهم بأمراض وعلل وعاهات دائمة نتيجة الإضراب، أو بسبب محاولات سلطات الاحتلال إرغامهم على فك إضرابهم بالقوة، أو محاولة فرض التغذية القسرية عليهم وهي عملية اشبه بالتعذيب رفضتها حتى نقابة الأطباء الإسرائيلية.
انتصار الغضنفر وخروجه مرفوع الرأس، يؤكد ان لدى الشعب الفلسطيني إمكانيات لا تنضب للعطاء والكفاح، وأن النضال اليومي يخلق كل يوم ابطالا جدد، المهم هو كيف تستثمر القيادة السياسية كل هذه النضالات والتضحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع


.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم


.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من




.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز