الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسعود بارزاني بين سيادتين

آراس بلال

2021 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في الثامن من شهر تموز الجاري نشر موقع روداوو التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني/ العراق والذي يتزعمه مسعود بارزاني، صورا لتخرج دورة من النساء المقاتلات التابعات للحزب الديمقراطي الكردستاني/ ايران، الدورة العسكرية تم تنظيمها في قضاء كويسنجق التابع لمحافظة اربيل وهو حتى ليس قضاء حدوديا انما يقع في عمق اراضي الاقليم الداخلية.
هذا الحدث يعني ان حزبا مسلحا معارضا للدولة الايرانية الجارة يتخذ من اقليم كردستان مقرا له وفي معقل الحزب الاقوى والحاكم في الاقليم وبعلمه ورعايته ويشرف على تدريبه عسكريا ويقوم بالاعلان عن هذه الرعاية عبر وسائل اعلامه الرسمية بلا مواربة ولا تحفظ او تفسير او تعليق.
سيكون موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني/العراق مقبولا في سياق وحدة القضية الكردية والتعاون بين ابناء الشعب الكردي في مختلف اجزاء كردستان ووحدة نضاله، وسيكون مقبولا سياسيا لو قدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بشجاعة تبريرات علنية لهذه الخطوة وسيكون مقبولا اخلاقيا لو انتهج الحزب هذه السياسة كمنهج عام يعتمد على مبادئ ثابتة لا مزايدات اعلامية ومناورات سياسية، لكن المشكلة انه لايفعل ذلك.
شن الحزب الديمقراطي الكردستاني هجمات اعلامية وسياسية ساخنة ضد كل من يدافع عن حق حزب العمال الكردستاني في معارضة النظام التركي او حتى من رفض القصف التركي لأراضي اقليم كردستان بذريعة التصدي لمقاتلي حزب العمال، واتهم الجميع بانهم يعرضون استقرار وسيادة الاقليم للخطر ويقحمونه في معركة لا مصلحة له فيها وطالب باخراج حزب العمال الكردستاني من جميع اراضي الاقليم، وها هو يفعل كل مارفضه ونهى عنه الاخرين بل ويبادر بالاعلان عن خطوة يمكن للايرانيين ايضا اعتبارها "عدائية" لشنوا هجمات او يثيروا قلاقل في المقابل لايوجد احد في الاقليم يتباهى علنا وعبر وسائل اعلامه الرسمية بدعم حزب العمال الكردستاني عسكريا ويفتح له معسكرات للتدريب.
إختلاف الموقفين يكشف ان الحزب الديمقراطي الكردستاني وزعيمه بارزاني كثيرا ما يتعاملان مع القضية الكردية من زاوية المناورة السياسية الضيقة وبروح نفعية وتحريضية، فهو بخطوة الاعلان عن الدعم العسكري للديمقراطي الكردستاني/ ايران كأنه يقول "واحدة بواحدة" آملا في احراج اصدقاء ايران واصدقاء حزب العمال الكردستاني لكنه بذلك يفتح بابا جديدا للتدخل العسكري في الاقليم ويضع الشعب الكردي بين فيلين هائجين غاضبين يريدان التخلص من مشاكلهما الحقيقية وتخبطهما السياسي باعمال عسكرية تدميرية لا نتيجة لها غير الضرر للجميع.
للمناورة السياسية حدودها الاخلاقية والانسانية والاهم حدودها العقلانية التي تمنع من الانزلاق الى خسائر مؤكدة اكبر من ارباح متوقعة قد لا تتحقق ابدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل