الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات جورج حبش-----حكيم الثورة الفلسطينية

محمد فخري حسن

2021 / 7 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....









قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
محمد فخري حسن
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....
















قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
محمد فخري حسن
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....
















قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
محمد فخري حسن
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....






















قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
محمد فخري حسن
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....



















قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
محمد فخري حسن
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....














قراءة في كتاب ...مذكرات جورج حبش........حكيم الثورة الفلسطينية
محمد فخري حسن
صفحات من مسيرتي النضالية ...مذكرات جورج حبش هو عنوان الكتاب الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ..في عام 2019ط1 تحرير الدكتور سيف دعنا ..والذي يتناول مسيرة احد كبار المناضلين القوميين العرب خالا القرن العشرين وبعده ....
ابتدأ الكتاب بإهداء كتب بيد المناضل جورج حبش الى زوجته السيدة هيلدا ..وهي ابنة عمه .... التي رافقته طيلة فترة نضاله الطويلة والشاقة ...عرفانا منه بما قدمته من تضحيات في سبيل الثورة الفلسطينية والمقاومة ...( اعطيتني الحب والعطف والحنان ..انتزعت كل ذلك من قلب الالم والمعاناة والتشرد ..لقد كتن جريئة شجاعة , صاخبة كشلال حين يستدعي الامر ذلك ,وكنت حميمة , حنونة , رفيقة كانسياب نهر هادئ عندما يستدعي الموقف ذلك ايضا ) .
تقديم الكتاب ....كتبه البرفسور سيف دعنا ....مستعيرا بنص من مذكرات (ايميه سيزير ( (العودة الى ارض الوطن ) ...ونص اخر لابن الجوزي في وصف الابدال ( ...) في مذهب المتصوفة وهم قوة الخير المضادة للشر معتبرا الحكيم منهم .....مشبها اياه (من ضنائن الله في الارض , ومن اوتاد هذه الارض ,افنى عمره ثائرا يقاوم العدو , وافناه يقوم زيغ المتنفذين الغارقين في الفساد والخيانة والشر والخراب ليجعل منا بشرا افضل , وليعطي لهذه الحياة توازنا يجعل العيش فيها ممكنا ويبقي الامل حيا ...
كل هذا كان يزيد في معاناة الحكيم ويعمق جراحه ..فمن يزدد علما يزدد وجعا...هكذا تقول الحكمة الشرقية ..كما يخبرنا ابو الدرداء ....تكرارا لما جاء في سفر الجامعة في الكتاب المقدس ( في كثرة الحكمة كثرة الغم ..والذي يزيد علما يزيد حزنا ....
مقدمة الكتاب كتبتها السيدة هليدا زوجة الحكيم ورفيقة نضاله حيث قالت في مقدمتها (اقدم الى القارئ العربي هذه الصفحات الثمينة والقيمة لإلقاء الضوء على مرحلة مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ...مضيفة....ان هذا الثائر سيبقى حاضرا بفكره وتعاليمه واخلاقه الثورية ومبادئه الثابتة وكل ما تركه من ارث نضالي ضخم , الضمير الحي للثورة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ورمزا للنقاء الثوري ونقطة ضوء في وسط كل هذا المشهد القاتم الذي يحيط بنا في هذه الايام العصيبة .
الفصل الاول كان عن طفولته في فلسطين وعلى وجه الخصوص في مدينة اللد التي ولد وترعرع فيها ...قائلا ...ولدت في مدينة اللد عام 1925لاسرة ميسورة الحال كانت اسرتي تتألف من تسعة افراد , وكان ابي نقولا حبش يعمل في التجارة المواد الغذائية وكان لتجارته فروع في اللد والقدس ويافا والاردن بعد عام 1948.
انتقل الحكيم واسرته بعد ذلك الى يافا بسبب توسع تجربة والده ..ثم عاد واسرته الى اللد سنة 1948بسسب الاحتلال الصهيوني .
الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت وتشكيل نواة العمل القومي ...كان هو عنوان الفصل الثاني ...بعد قبوله في الجامعة الاميركية يتذكر الحكيم استاذه شارل ملك وتاثره الكبير به بالرغم من ان مالك كان يتهكم على فكرة العروبة والقومية العربية... وفي 29-10-1947خرج طلاب الجامعة الاميركية وطلاب الثانويات الى الشوارع ينددون بالقرار ويطالبون بالجهاد للتحرير فكان تشكل الوعي السياسي للحكيم تبعه الاتصال برامز شحادة الذي كان المسؤول للنادي الثقافي العربي في بيروت وهو واجهة لتنظيم سياسي سري كان يعقد المحاضرات التي يلقيها المفكر القومي العربي قسطنطين زريق ...مبشرا بالقومية العربية وانها الهوية الجامعة التي تنجز التحرير وتؤدي لنهوض الامة العربية .
ويتذكر الحكيم عودته للد والعمل في المستوصف لعلاج الجرحى بعد سنة 1948والمجازر الصهيونية في مسجدها الذي ذهب ضحيته اكثر من (500) شهيد ..مما دفعه للهجرة مجددا الى لبنان .
وعن تأسيس حركة القوميين العرب في لبنان يقول الحكيم (ان البداية كانت من جمعية العروة الوثقى والتي كانت جمعية ادبية ثقافية بحتة والتي كان ضمن برنامجها الذي اعده الحكيم نفسه ان القى كمال جنبلاط محاضرة شدت الحاضرين ونالت اعجابهم رغم ان جنبلاط كان شابا وكذلك الشاعر عمر ابو ريشة الذي القى قائده في احدى الجلسات ...ثم بداء العمل التنظيمي عام 1951 في المخيمات الفلسطينية في لبنان ...حتى توج بتشكيل الحلقة القيادية الاساسية والتي تكونت من ...صالح شبل وحامد الجبوري وهاني الهندي ووديع حداد واخمد الخطيب ..والحكيم طبعا ..) ...وكانت تعقد اجتماعاتها في بيروت ...ثم امتد نشاط الحركة الى الاردن والتي استفادت من المناخ الليبرالي الذي اعقب حالة الطوارى التي الغيت مع تولي الملك حسين العرش مما سمح للقوميين العرب بالتحرك واصار مجلة (الراي) الاسبوعية والتي نالت اعجابا وإقبالا كبيرا من الشعب الاردني لما كانت تطرحه من مواضيع تنادي بالمقاومة والوحدة والتحرير ..والتي وقع العبا الاكبر في اصدارها على جورج حبش ووديع حداد .
وقد توج العمل القومي للحكيم ورفاقه في عقد المؤتمر الاول لحركة القوميين العرب في الاردن عام 1956والذي تبنى اسم الحركة (حركة القوميين العرب ..وقد حضر هذا المؤتمر (14) عضوا مثلوا معظم الاقطار العربية منهم ..جورج حبش , محسن ابراهيم , احمد الخطيب , هاني الهندي , وديع حداد ,مصطفى بيضون ,عدنان فرج ,صالح شبل ,حامد الجبوري ,احمد ستيتية ., ثابت مهاينة , الحكم دروزة ,
بعدها يسهب الحكيم في بيان موقف حركة القوميين العرب ومواقفها الايديولوجية والسياسية والتنظيمية من الاحداث والمواقف العربية ..كالموقف من الديمقراطية والاشتراكية والصراع الطبقي والكفاح المسلح في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني .وتجربة الوحدة والانفصال بين سوريا ومصر وانعكاسها على الحركة في سوريا بعد ان انتقلت الحركة اليها من الاردن . ومواقف الحركات الاخرى منها كالبعث والشيوعيين منها .
اما عن ثورة اليمن واللقاء مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فقد ذكر الحكيم كيفية لقائه الاول مع عبد الناصر وخروجه بانطباع ان هذا الرجل متواضع ووطني صادق ...وبين موقف عبد الناصر من الوحدة العربية وانها لن تتم بالقوة وكذلك تردد ناصر في البداية بدعم ثورة اليمن التي كان للقوميين العرب دور كبير فيها لاعتماده على تقارير المخابرات المصرية التي يؤكد الحكيم على انه كان سلبيا على الدوام ملمحا الى مسؤوليتها الكبرى في تعثر التجربة الناصرية مما ادى الى نكسة 1967.
تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جاء نتيجة الدروس التي خرج منها الحكيم ورفاقه من نكسة حزيران حيث كان تأسيس الجبهة نتيجة للنكسة حيث تم التركيز على الملف الفلسطيني والكفاح المسلح كأسلوب للتحرير ...وقد صدر البيان التأسيسي للجبهة في 11-12-1967..ونجاح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في توجيه ضربات مؤلمة للكيان الصهيوني خصوصا في قطاع غزة وعملية مطار اللد ..وكذلك القيام ببعض العمليات انطلاقا من المرتفعات السورية (الجولان) .
بعدها كانت تجربة السجن في سوريا التي استمرت لمدة تسعة اشهر ..ثقف فيها الحكيم نفسه بالأدبيات الماركسية ..مثل كتاب لينين خطتنا الاشتراكية وكتاب انجلز ..انتي دوهرنغ...حتى جرت عملية تهربه من السجن بعملية خطط لها الدكتور وديع حداد ...في الوقت الذي لم تنجح كل الوساطات مع مدير الاستخبارات لإطلاق سراحه ...حيث قال للوسطاء (لن اطلق سراحه ولو انطبقت السماء على الارض ) الا انه انتحر بعد فترة قصيرة من هروب الحكيم ....
بقية المذكرات كانت غنية بالمعلومات عن لقاء الحكيم مع عبد الناصر بعد النكسة والحياة الداخلية للجبهة الشعبية وتبنيها للخيار الماركسي في مؤتمرها الثاني وكذلك لقائه بالرئيس صدام حسن بعد 2اب 1990وكذلك حب اسبوع الجنون في باريس الذي حاول الكيان الصهيوني فيه اعتقال الحكيم ...ولم يفلح ..
اما الجانب الاجتماعي من حياة الحكيم فقد كان محبا ووفيا لزوجته ورفيقة دربه السيدة هيلدا حبش ام ابنتيه وابنة عمه وكذلك دائم السؤال عن رفاقه ..
الكتاب لا يمكن للقارىء ان يهمل منه شيء فهو يحتوي في كل سطر على معلومة او حدث مهم يخص التاريخ العربي والفلسطيني ...انه حقا كتاب جدير بالقراءة ... ولصاحب المذكرات الرحمة والمغفرة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر