الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهاشمي من أزقة الفلوجة إلى ميادين الإعلام العربي والدولي / أستحق بإمتياز صفة الخبير الأمني ...

مروان صباح

2021 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


/ عادة ما ينظر 👀 إلى الخبير الأمني على أنه خبير أقل إلهاباً للاهتمام بكثير من المحلل السياسي ، وهو أمر في الواقع مضى عليه الوقت بشكل ميكانيكي ⚙ ، لأنه لا يوجد له موقع مع تطور الإعلام الفضائي والنتي ، وهو لا سواه ، بلمثابرة والاجتهاد 😥 إستطاع حفر أسمه كمحلل أمني لدى دوائر الإعلام ، بل ، على موقعه الفيس بوكي تجاوزوا متابعين المغدور العراقي هشام الهاشمي قرابة 5 مليون معجباً ، وهذا العدد له دلالة واضحة ومؤشر آخر ، أن المعلومات التى كان يقدمها وباقتضاب ملفت ونزيه ومحايد ، كانت كل ذلك وراء إرتفع أعداد المعجبين اولاً ، وثانياً دفعت المعلومة ، الميليشيات المسلحة في العراق إلى قتله بعد ما أحدث إرباك لهم ، ولأن الهاشمي ، مثله كمثل أي أب يطمح بعراق وطني ، سارعوا أطفاله كما يندفعون عادةً لاستقباله عند رصيف بيته ، وهو العائد بالحلوة ، ليجدوه مدرج بدمائه في سيارته ، وفي الحقيقة ، ذاع صيت الرجل في أماكن مختلفة قبل أن تتعرف عليه فضائيات الإعلام العربي والدولي ، كان الهاشمي حديث الأجهزة الأمنية والميليشيات منذ انتقاله من المذهب الشيعي ليعتنق المذهب السني ، ومن ثم أشتهر أكثر أثناء انضمامه إلى مقاتلين الفلوجة الذي أنتهى به الأمر في سجن ابو غريب ، وبالتالي تلك السنوات الثلاثة كانت هي لا سواها السنين التى مكنته في تكوين علاقة دافئة وعميقة مع أركان وكوادر وعناصر الحركات الجهادية التى كانت ترفع شعاراً آنذاك ، إنهاء الاحتلال الأمريكي 🇺🇸 في العراق🇮🇶 ، وكما يبدو أن وجده في السجن ، لم تكن الفترة مجرد تمضية مدة حكم بقدر أنه استثمر 👍 ذلك في البحث والتعلم فن التفكيك ، وهذه المعرفة أتاحت له لاحقاً إبرام صفقة مع المخابرات العراقية من أجل 🙌 إخراجه طليقاً بين مربعات ، الافخاخ فيها قد تكاد تكون المسافة بينها معدومة ، وبالفعل ، بدأ مشواره في بلاد تتقاسم الطوائف جغرافيتها وتتشابك مصالح الكون فيها من أجل 👍 إبقاء العراق 🇮🇶 على حاله المخجل والمزري ، بل كان السجن تجربة غائرة ومفترق طرق ، حيث توصل إلى نتيجة هي غاية من الأهمية، ألا وهي ، ضرورة إعلاء الوطنية العراقية لكي يتمكن أبناءه من بناء دولتهم الجامعة والقوية ، وذلك بالطبع ، يتطلب إنهاء الهيمنة الإيرانية التى ساهمت في إنزلاق العراق 🇮🇶 إلى هذا الانحطاط ، لكن الحقيقة الأخرى ، أن الدولة العراقية أخفقت في تأمين حماية له كما فشلت في توفير الأمن للمتظاهرين انتفاضة تشرين .

هنا 👈 مقام ثاني ، بدء ذي بدي ، دورنا هو جعل هذا الاغتيال حاضر على الدوام وعدم تمريره كما مرّت اغتيالات كثيرة وطويت صفحتها ، غير أن محاولة الجواب عن ذلك ، ليست بهذه البساطة التى قد تلوح للوهلة الأولى ، وهي في كل حال لا تقتصر إلى اجابات تقليدية أو آخرى كثيفة والتى تقول ببساطة ، القاتل معروف والمقتول دمه🩸مبيوع ، فعلام الاجتهاد إذا كانت الحكومات تشتكي ، تماماً كما أهالي المغتالين يطالبون ليلاً ونهاراً بملاحقة ومعاقبة القتلة ، بل منذ البداية ، وقف الباحث الأمني ( الهاشمي ) بصراحة 😶 مع المنتفضون وتحول إلى مادة لحظية تمد الناشطون بالمعلومات والأفكار والشعارات ، بل أيضاً كانت معلوماته الدقيقة تفضح الجهات التى اعتمدت بنادق التقنيص وسيلة لتصفية الانتفاضة ، وبعيداً عن أهمية الهاشمي التى أزعجت من قرر تصفيته ، يبقى القاتل معروف ، وقد حدده التقرير الذي نشره المغتال قبل اغتياله ب5 أيام ، والذي كشف فيه رسم للهيكل التنظيمي لكتائب حزب الله العراقي وأسم مسؤوله تحديداً ، وهنا يتوجب التعليق هكذا ، كأن وكالة الاستخبارات الأمريكية 🇺🇸 أو الأجهزة العالمية 🇺🇳 يغيب عنها تفاصيل الكاملة لهذه الميليشيات ، بالفعل ، أُخذ القرار وقامت فرقة الموت التى تختص بتصفية الناشطين باغتيال الهاشمي ومعه 40 ناشط على امتداد الجغرافيا العراقية .

لقد أجتهدت حكومات المنطقة الخضراء بالاحتفاظ على نظام اجتماعي يشبه في بنيويته نظام المماليك الذي اقيم في مصر 🇪🇬 وأمتد إلى بلاد الشام في العهد العباسي ، إذنً ، دعونا في هذه المحنة وتحديداً في خضمها ، أن لا نعطي المصداقية إلا للحقائق التى بدورها تتيح لنا التدقيق عبر العلم ، لقد أمعنت الحكومات العراقية بعد الاحتلال بتعزيز ذهنية الكسل بين الجيل الجديد ، وهذا بدوره عزز مسألة الانانية والكراهية لكل من هو متفوق ، بل أطفأت الحكومات الفاسدة والمحمية من طهران ، تحديداً من الحرس الثوري ، أنماط تربوية من أجل 🙌 خلق مناخ الخوف ، بالفعل ، أصبحت الضغينة نهجاً صريحاً ، ومع مرور الوقت ، أكتشف الشعب العراقي ، انهم محاصرون بين مجموعة تتبنى مفهوم المواءمة ، التى بدورها ترفض بشكل قاطع مبدأ التغير أو تغير الواقع ، بل تعتمد بكل عنجهية استراتيجية مهاجمة العدو أو الخصم من خلال الشعارات والخطابات ، ليس إلا ، لأنها غير قادرة على استيلاد نظام معرفي / علمي 🧐 / خدماتي قادر على تقليل الفجوة القائمة ، بل ببساطة أحالت الحكومات فشلها على التدخلات الخارجية والهيمنة ، وهو عدو تحول إلى مطلق ، الذي دائماً يُبنى عليه الخطاب ، ولأن الإنسان بطبيعته يميل إلى نظرية المؤامرة ، وبالتالى ، بسهولة سيحيل فشله في الامتحانات على الأسئلة الصعبة والتى جاؤوا بها من خارج المقرر ، ولأنهم صنعوا على مدار عقدين جيل بائس 😞 ، فإن الأغلبية تماشت مع هذا التفكير والميل والاستهانة حتى وصلت الأمور إلى الحد الذي لا يطاق 😣 ، وبالتالي ، عندما المؤسسة الفكرية تعجز عن تجديد ذاتها ، تلجأ بطبيعة الحال إلى الفكر المضاد ، تعتمد تشويه الخصوم وحرقهم حتى يتبلور من يقتلهم ، وهؤلاء يمكن تشبيههم بالذين يلجؤون إلى الملاجئ أثناء سقوط القذائف من السماء على رؤوسهم ، لأنهم باختصار ، لا يملكون طائرات ✈ تتصدى للطائرات المهاجمة أو دفاعات أرضية قادرة على اسقاطها ومنعها من الاقتراب من الأهداف ، لكنهم من داخل ملاجئهم ، يستمرون في ممارسة ذات الأسطوانة التقليدية والتى تحيل كل فشلهم على المؤامرة الكونية التى كانت السبب في منعهم أن يكونوا منافسين حقاً 😟 .

وللمرء أن يستعيد عادة بالغة الخصوصية من زمن هذا الاغتيال ، إذنً ، لا يوجد هوان أكثر من أن يقبل المرء بأمر الواقع أو يتأقلم لدرجة الإلغاء ، فكل إنسان لديه قوة مختبئة في داخله ، لكن الأغلبية الساحقة تخاف أن تجازف في استخدامها ، بل دائماً الإنسان يرضى بالواقع لأن ببساطة يعرف ثمن التكلفة التى تترتب على قرار التغير ، وواحد مثل هشام الهاشمي لم يتعامى عن خراب الذي اجتاح بلده ، على الرغم من معرفته التكلفة التى يمكن أن تدفع في بلد مثل العراق 🇮🇶 ، لكن أيضاً ، كان يعلم الاستمرار 👍 في الرضوخ والسكوت عن مصانع وأفعال الطبقة الفاسدة والتابعة ، سيكلف جغرافية العراق التقسيم وأهله التشتيت أكثر ، لهذا سجل تاريخ الخبير الأمني هشام الهاشمي محطات 🚉 أشارت عن إدراكه لخطورة قطيعة الادراكية ، لأن الانقطاع في المحصلة سيترتب على ذلك غربة الوعي عن العراق ، ساعتها فقط ، المدرك سيحتجب لإدراكه ، بل سيقرر نوعية الرحيل .

وهذا بالفعل ، ودون إغفال الحقائق الشاخصة والتى تقول إن دولة العراق 🇮🇶 ، وهي دولة من المفترض ذات نظام ديمقراطي ، ينغل فيه مجموعات منفلتة ، لم يكن النظام منذ تركيبة المحاصصة سوى مدمر لحقوق الإنسان ، وهذا حصل مع المغدور الهاشمي ، لقد دفع دمه🩸 مقابل دفاعه عن حق الشعب في تقرير مصيره وحقه في النهوض ، رافضاً اللجوء إلى الملجئ أو تبني فكر التبشيع من أجل تبرير الفشل . والسلام ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة