الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استبداد السلطة في قمع المواطن

محي الدين عيسو

2006 / 8 / 11
حقوق الانسان


لا أحد يرضى بالاستبداد كهوية ولكن الاستبداد فرض على المواطن من خلال الممارسات القمعية بحق المواطنين سواء عملوا في الحقل السياسي أم لم يعملوا ،فالأنظمة الاستبدادية تحاول دائماً أن تجسد في نفسها الوطن بما فيه وتجد نفسها مقدسة لا يجوز التعرض لها بأي شكل من الأشكال سواء عبر الكلمة او عبر الوسائل السلمية الأخرى من مظاهرات أو اعتصامات أو احتجاجات حتى لو كانت مطلبية أوعمالية،وتعمل على غسل الأدمغة والتجييش والتحشيد ضد من يحاول رفع صوته للمطالبة بحقوقه المسلوبة ، فهي على الجميع وفوق الجميع وتريد من المواطن أن يكون كالنعامة يغرس رأسه في التراب ولا يرى شيئاً وإن رأى عليه أن لا يتكلم وإن تكلم قطع لسانه وتفرض على المواطن كامل الواجبات وتسلب منه كامل الحقوق
لأن الاستبداد يعتبر نفسه فوق القانون ولا يطبق شيء إلا قانون الغاب " طبعاً المسؤول يمارس هذا القانون على المواطن
الكواكبي أول من جسد صوت الحرية ضد الاستبداد بقوله " يا قوم إلى متى هذا الشقاء المديد والناس في نعيم " فهو يطالب الناس بالمطالبة بحقوقهم وعدم السكوت على استبداد المستبدين والذين يفتحون حالة من الحرب الدائمة والمفتوحة على مجتمعاتهم أو على رعيتهم لكي يبقى المواطن دائماً بحالة ذل لا يفكر سوى بالإنجاب ولقمة العيش السلطات الاستبدادية التي تقمع المواطن ولا تريد وجود معارضة حقيقية تحاسبها على الأخطاء التي ترتكبها تروج دائماً لمقولة إما أنا أو الفوضى ،فلو أخذنا النموذج العراقي على سبيل المثال الذي عاش شعبه لسنوات عديدة تحت نير الاستبداد ولم يعرف سوى ثقافة بالروح ….بالدم …ومن ثم حالة من الفوضى بعد التخلص من نظام صدام حسين الذي جسد الاستبداد بكافة أشكاله ومارس القتل عبر المجازر الجماعية وعمليات الأنفال بحق الأكراد وسائر المجتمع العراقي ، وهذه الفوضى الموجودة في العراق يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الأحزاب التي لم تنجح في الانتخابات وبعض الدول الإسلامية التي ترسل إرهابيين بغية تفجير أنفسهم وتستفيد هي من حالة عدم الاستقرار في الوضع العراقي ، ولكن هذه الفوضى ستنتهي والوضع العراقي سيتحسن ما دام هناك أناس يعملون من أجل العراق كوطن لكل المواطنين ، ولا يقمعون حرية الرأي ، والمواطن له كامل الحرية في ممارسة طقوسه الدينية والقومية ، فهل قدرنا أن نعيش تحت سيطرة المستبدين أو في حالة الفوضى ألا توجد حالة وسطى بين الحالتين ألا يمكننا أن نعيش بكرامة وإنسانية في وطن يكون لكل المواطنين في وطن يحترم إنسانية الإنسان والقانون يكون للجميع وفوق الجميع إن عدم انتشار الأحزاب الديمقراطية والعلمانية والليبرالية بين مزدوجتين الغائبة تماماً عن المجتمع العربي وهذه الأحزاب إن وجدت فهي تمارس نشاطها بسرية تامة وبالتالي فهي غير فاعلة ولا تملك الجماهير حولها ومن المعروف أن الحزب الذي لا يملك الجماهير حولها بسبب قمع السلطة واستبدادها طبعاً لا يسمى حزباً بل شخصية حزبية أو أشخاص معارضة ، فغياب العلمانية أدت إلى تجييش الدولة والمجتمع حول شعارات قومية أ دينية وانتشار أحزاب شمولية توتاليتارية تتحكم بمصير الوطن والمواطن ، وكذلك عدم انتشار الحرية واحترام حقوق الإنسان وتقييد حرية المرأة وعدم المساواة بين المواطنين ، وغياب الديمقراطية وسيادة القانون ، وانقطاع الصلة بين الحاكم والمحكوم هي
التي ولدت الاستبداد وجعلت من المجتمع مجتمعاً رعوياً غير قابل للتطور من كافة النواحي
وأخيراً نتمنى أن يكون المستقبل زاهراً تتجسد فيه مبادئ حقوق الإنسان بعيداً عن حالة الاستبداد والقمع واعتقال المواطنين وأن نتخلص من براثن الجهل والفقر والاستبداد إلى مجتمع أكثر حيوية ، أكثر قابلية للتطور ، المواطن يعيش بكرامة وله كامل الحقوق وعليه كامل الواجبات ، وأن نجد قيمة للإنسان وأن لا يكون كسلعة بيد المستبدين ونزيل تهمة التآمر والخيانة والارتباط بالخارج ومعاداة مسيرة التقدم لكل من يرفع صوته في وجه المستبدين ليطالب بحقوقه المسلوبة
* ناشط حقوقي سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: عملية رفح تخدم هدفي إعادة الأسرى والقضاء على حماس


.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه




.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم