الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل العلاقة/ بين العبد وسيده!

ابراهيم زورو

2021 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


السيد والعبد يعيشان تناقضاً طيلة حياتهما، فالسيد يرى نفسه غير راض به، لأن العبد لا يعترف بمكانته بشكل طبيعي، بل يخضعه بالقوة وهذا لا يرضى السيد، والعبد أيضاً يعيش هذه الحالة، فالوعي الذاتي هو الناقص في هذا المنحى! فعميل اليوم هو عبد الأمس، يكد العميل (العبد) ويجتهد من أجل أن يكسب احترام سيده لأنه يفكر أن سيده هو العالم كله، وبعد فترة قصيرة أو طويلة يتلاشى هذا الفهم ويرى بأن سيده إما كان مساعداً في المخابرات السورية أو عنصراً عادياً...الخ. وأن العمالة لم تكن سوى انتقاصاً لوعيه الذاتي أو قام بإضافة وعيه على وعي سيده، ولم يبق له شيئاً يذكر، والأخير لا يرضى عنه نتيجة تناقض في القومية كالحالة الكوردية أو الطبقية فبالتالي هناك أزمة ثقة فيعود ادراجه إلى مجتمعه ليكسب الوعي الذاتي من جديد لكنه هيهات أن يحصل عليه، فيمضي أن يكون مجرماً ضد بني قومه!.
هذه المعادلة بين العبد(العميل) والسيد تظهر جلية وواضحة أن تلك العلاقة تطورت بشكل ملحوظ فالعبد بات له حاجات كثيرة، أما السيد فيرى بأن تلك الحاجات يجب أن تقتصر على حاجات جسدية التي تشترك به مع الحيوانات في المأكل. طبعاً على مبدأ كل عميل هو حيوان بالضرورة!، وهذا ما نجح فيه سيد اليوم. ونرى أن الكثيرين من أفراد الشعب السوري قد نالوا عضوية الشرف في المملكة الحيوانية عن طريق إدخار أكبر كمية كبيرة من المال نتيجة عمالتهم وبعرق عبوديتهم. وأنى أن يعلم العبد بأن تلك الأموال لا يمكن أن يضيف إلى وعيه الذاتي إلا كوابيساً، ويضع نفسه في حظيرة من الأوهام والغضب والأنفصام بالشخصية.
والسيد أيضاً لم يضف إلى رصيده شيئاً سوى أنه يعيش مع العبد، عليه أن يقوم بأقناع الآخرين وأن رصيد وعيه يكبر عندما يقنع شعبه بأنه عندما قام بفعل الاستعباد وذلك لفائدة قوميته، والأنكى من ذلك يرشي من قوت شعبه ويقدمه للعبد كي يفوز بمكانه عالية، تصوروا أن كلاهما في طامتين كبيرتين: الأولى من حيث وعيه الذاتي الذي لا يكفيه ليوم واحد وهو بذلك اصبح عبداً للسلطة، أما الثانية فيعلق بحالته النفسية التي لم يستطع أن يكوّن وعياً كافياً نتيجة النقص في الطامة الأولى؟!.
العبد سوف يُحارب تاريخياً وعلى مدى سنوات طويلة ويكون وبالاً على أهله واسرته، والسيد أيضاً يكون محل شك كونه تسيّد على أنه صنع من الناس عبداً أو عميلاً له؟ فالعبد في مراحله التاريخية سوف يخلع من لباسه ويظهر في مسرح التاريخ عارياً كما لو أن تاريخه لم يكن سوى شاطىء العراة ولم يكن يدري أنه سيكون قرداً ممسوخ الجسد، وإن أدواته ظاهرة لكل عابري سبيل، هنا نحن نضع العبد ضمن الحالة الاجتماعية لشعبه! والسيد سوف ينال أقل منه إذا كان العميل خارجياً أي تابع لدولة أخرى.
وإذا تابعنا مع هيجل حول جدل العلاقة بين السيد والعبد من حيث أحدهما سوف يتحول إلى الآخر بمعنى أن اتكال السيد على العبد يكون كاملاً دون نقصان بمرور الأيام سوف يتحول العبد وكأنه سيداً لأنه يمد سيده بكل مستلزمات وجوده! هذا الإتكال له تبعات عظيمة إذا حاول العبد أن يتحول إلى سيد ضمن حالته الاجتماعية، أي يبتز السيد لصالح اهله وشعبه وهذا الأمر بعيد المنال عن الشرق الأوسط!. يمكن أن يلعب سيداً ما دور العبد ويضع عينه نصب هدف ما، والعبد سوف يحقق له هذا الهدف! بحيث يستطيع أن يخبأ كرامته وشرفه في مكان ما، وفي قادم الأيام سوف يعود إليهما لينظفهما من غبار عبوديته عندما لعبها بطريقة صحيحة! لكن لا اعتقد أن السيد يستطيع أن يلعب هذا الدور لأسباب كثيرة لأن قوة السيد هو قوة وعي ذاتي لشعبه مضافاً إلى وعيه كي يمضي مرفوع الرأس!.
إذا حاولنا أن نطبق هذا الجدل على الاحزاب الكوردية وتحديداً عبد الحكيم بشار! عبر مواقفه التي تستوفي شروط العبد تماماً، ووعيه الذاتي غير مكتمل أبداً أو هو عباره عن قصص سمعها من مرضاه!! عندما كان طبيباً ومن وجوده كطالب في جامعة دمشق كان من الممكن أن الجامعه علّمته أن الحياة ما هي إلا عبارة عن اختصاصات مختلفة! وكذلك هناك في الجامعة فروع كثيرة لعلها لم يستنتج منها شيئاً وأن احدى مزايا المجتمع الحديث هو الاختصاص فقط، ومن ثم أن حزبه يلزمه ثقافة معينه كي يملىء به وعيه الذاتي حتى ينهمر منه ويشكل نهراً لرفاقه وشعبه!. وكان عليه أن يكون حراً بالضرورة التاريخية التي تقر بأن لكل شعب يلزمه الاستقلال ضمن دولة معينة اسوة بجميع الأمم! وأن وجود حزبه لم يكن إلا لتنفيذ هذه الضرورة!.
الجامعة ربما علّمته أن يكون عبداً ليس للعلم فقط كأختصاص وأنما للدكاترة والمستخدمين والمعيدين أنه يعيش في مجتمع قديم! لهذا فقز من واقع سوري إلى واقع تركي! وتركيا معروفه للجميع أنها ضد القضية الكوردية حتى لو كانت على المريخ! ولأنه عبد ولا يمكن أن يحسب أبداً وليس لديه الخطط في قادم الوقت! وأن الوضع السوري سوف يحل بطريقة أو بأخرى: كيف يبرر هذا التصرف الشائن!. هنا نعود إلى جدل السيد والعبد لنقول أن عبدالحكيم بشار الذي كان يتبجح بأنه ضد العمال الكوردستاني ها هو قد فاز عليهم بعبوديته حسب مفهومه، وأن كل هجومه وعداوته لهذا الحزب الذي لم يكن يحقق له شروط العبودية! أنه قدم موقف رخيص للاتراك وللعمال الكوردستاني عن نفسه وعن حزبه، ووجه ضربه موجعه إلى تاريخه. وهكذا صار عبد الحكيم بشار إضافة إلى أنه يعاني من عقدة النقص وينقصه الوعي الذاتي أيضاً،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها