الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة شخصية حول الواقع الديني

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2021 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


معَ سيطرةِ الأَفكارِ الدينيةِ و التقاليدِ البدوية،يقبعُ المجتمعُ تحتَ أسوأ جوٍّ للعيشِ الكريم في ظل التقدم الاقتصادي و التكنولوجي للقوى الإستعمارية .و لعلي لا أبالغُ إذا قلتُ إِنَّ الناسَ هنا يعيشونَ بأفكارِ القرونِ الوسطى و جسدِ القرون الحديثة،و هذا يفسر مبدئياً مدى إِزدواجية المعايير في سلوكياتهم.اذ إن المنظومة الفكرية العربية تنتج و بإستمرار أفرادا لا ينتمون بأي شكل لنمط الحياة الجديد؛ كونها تمدّهم بافكارٍ رجعيةٍ بحتة لدرجة إن مبادئ الأخلاق العامة تقوم على مبدأ الثواب و العقاب الإلهي.

ويكادُ أنْ يحصلَ تاجرُ الدينِ، كَغيرهِ من التُجار طبعًا ،على مكانةٍ خاصةٍ في هذه البلاد، رغم أَنَّه عملياً يشكّل وجوده مصدرَ إِزعاجٍ مستمر خصوصاً إذا كان كثيرَ الكلامِ عن أَسلافه.و تجّار الدينِ كثيرونَ حتّى إنّ لهم صدى واسع و رئيسي في هذا المجتمع،و بأفكارِ أسلافهم يقومون بشكلٍ أو بآخر بتنويمِ الناسِ بواسطة نشرِ الكذبِ و الزور خلال افكارهم،و مع عدم وجود أيِّ أساسٍ فكري لدى المتلقي،فهو سيأخذُ الكذبَ و الزورَ على أَنّه المقدسُ الذي لا شك فيه،و بهذا تنتقلُ الفكرةُ المقدسةُ الأُسطوريةُ عبرَ أَكبرِ عددٍ ممكنٍ من الأشخاصِ بمساعدةٍ واضحة للنظام السياسي على الاستمرارِ في خلطِ الدينِ بكافةِ مفاصل حياة.و هذا التدين هو التدين التجاري المفرّغ من سموِّ الحكمة و بريق الخير.

أمّا الذين يأخذونَ الدينَ بشكلٍ شخصي فقط دون أَنْ يجعلوا من أنفُسِهم وكلاءَ الله،و الذين يعتبرونَ إِنِّ الدينَ روحيٌّ و أن النصوصَ مجازٌ من أجلِ الحكمةِ و الموعظةِ الحسنةِ و إِنّ نشرَ الدينِ لا طائلَ منهُ سوى أَنَّ لهُ أَبعادٌ سياسيةٌ واضحةٌ ،فهؤلاء هم الذين يحقُّ لنا تسميتهم ب "التدين الحكيم".

و البقيةُ فهم الناعقونَ مع كلِّ ناعقٍ كما يقول علي بن ابي طالب وهم فئةُ " المنوموّن بواسطة الأفكار المقدسة " و هذا هو التديُّن المُنوًم". و هذا المتدين الراسخ تحت التدين المنوًم هو الأكثرُ تعصُّباً و جهلاً و تعنُّتاً،و الافضلُ توجيه الخطاب لهؤلاء،اما التدين الحكيم فهو قمَّة التحضِّر في الدين بلا أَدنى شك و هؤلاء لا يحتاجونَ لأي خطاب،عدا التنبيه بنقدِ القدسيَّة و ما شاكلَ ذلك،أَمَّا ممتهنو التديُّن التجاري فهؤلاء على الدولةِ منعهم من ترسيخِ دعائمهم الاجتماعيةِ و المحافظة قدر المستطاع على خطاب حيادي و واضح.

و إذا أرادتِ هذه الدولة يوماً تقليلَ ظاهرة التديُّن التجاري و المنوٌم فعليها أن تسلكَ سُلوكَ دولِ آسيا،حيث تقنين القوانينِ بعيداً عن الدين،و ضرورة فصلهِ عن مؤسساتِ الدولةِ،و القانونية منها على وجه الخصوص،كي يمكن مثلاََ تمريرُ قوانين تتيح حريةً أكبر تتلائمُ مع متطلباتِ الحياةِ الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا