الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الأنا والآخر ... العرب والأكراد نموذجا

حواس محمود

2006 / 8 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تثبت الوقائع والممارسات الميدانية السياسية خطأ التطرف في التمسك بالحبل القومي إلى حد إلغاء الآخر المتعايش مع الأنا التي قد تتضخم إلى حالة مرضية تنذر بأفدح الخسائر وأبلغ الأخطار ، وفي العالم العربي نجد سياسيين ومفكرين وباحثين وقسم من الجماهير ونتيجة للوعي السياسي الخاطئ نجدهم يتمسكون بالقومية ويتشددون في ذلك إلى درجة أنهم ينكرون أي وجود آخر لأي شعب أو قومية أو أقلية آخرة بالرغم من وجودها الفعلي وينظرون إلى وجودها بالريبة والشك ويتهمونها بالتآمر مع الاستعمار ضد الوحدة القومية بالرغم من أن ذلك غير صحيح ويمكننا أن نضرب مثلا على ذلك موقف هؤلاء من الكرد والمسألة الكردية الكثيرون أساؤوا فهم المسألة الكردية وارتكبوا أخطاء جسيمة على صعيد نشر أفكار ومقولات خاطئة مبدئيا ونظريا وعمليا من قبيل ( الأكراد الانفصاليون ، عملاء الإمبريالية ، عملاء للسوفييت ، عملاء للصهاينة يريدون تمزيق الأمة العربية ) بينما الواقع غير ذلك تماما ، الكرد ان تم أنصافهم لبنة أساسية لبناء عالم عربي ديمقراطي يعترف بالشعوب المتمايزة عن الشعب العربي والمتعايشة معه يؤمن بالأخوة العربية الكردية ، ان الالتباس الحاصل التباس تشكل بفعل التراكم التاريخي لوعي مغلوط سقطت أقنعته بعد أن مورس بحق الشعب الكردي أبشع الجرائم والانتهاكات وبعد أن تشرد الشعب وتعرض للمجازر ( حلبجة عام 1988 والأنفال وغيرهما ) وعانى من الاضطهاد ما لم يعانيه أي شعب آخر في منطقة الشرق الأوسط ، إن إلغاء الآخر هو نفي للانا لأن الأنا لن تقوم إلا بالاعتراف بالآخر ولأن الآخر في إشكالية يدخل في صميم اشكالية الانا الديمقراطية لان الديمقراطية ان تحققت للانا فهي ستتحقق للآخر وعند ها يصبح التمايز أغناء وإثراء للشعوب المتعايشة ولا يعد عاملا للحقد و الخصومات و التقاتل لان تحريض عوامل التمايز وتبيانها كانها حالات لا يمكن التعايش معها تؤدي إلى الانتحار القومي للأنا القومية ولعل اسطع مثال على ما نقول ما شهده العراق من حروب داخلية و خارجية وما تعرض له الشعب العراقي على مذبحة الإلغاء القومي للشعب الكردي وما يشهده العراق الان من العمليات الإرهابية التي هي النتاج الطبيعي لحالة الدكتاتورية وهذا الإرهاب عبارة عن تحالف البقايا الصدامية مع السلفيين المتشددين المتطرفين مع عصابات للصوص و المرتزقة و المجرمين الذين يتذرعون بوجود الاحتلال الأمريكي الذي هو تحصيل حاصل لنتاج الدكتاتورية و إلغاء الآخر وكذلك ما يشهد السودان الان مثل حروب داخلية وابادة جماعية لدار فور وقبلها جنوب السودان وغداً الله أعلم كل هذا سبب الحكم الشمولي الدكتاتوري الذي لا يعترف بالآخر ضمن الإطار العام الذي يمكن أن يستوعب كافة الاثنيات و الأقليات القومية المتعايشة في الوطن الام.. ان حوارنا اليوم يأتي كضرورة موضعية ويتوافق مع منطق الأمور وطبيعة الأشياء بحكم لعلاقة التاريخية المدعمة بالدم و الدموع و العذابات للشعبين العربي و الكردي عبر مسيرة حافلة بالبطولات و الانتصارات و التحديات الكبرى ان المقولات و الادعاءات الشوفينية لبعض المتعصبين العرب قد فقدت ارضيتها الي كانت تستند اليها وهي ارضية التعصب القومي من قومية تجاه أخرى ان الانفتاح على الداخل يعتبر مفتاحا للتعامل مع الخارج ان الحوار مع الاقليات القومية ان اعتبرنا الكورد اقلية (احصائياً - عددياً ) امر ضروري و يعتبر حاجة أساسية حضارياً في ظل ظروف تحولات عالمية متسارعة لإيقاع فنحن قد دخلنا القرن الحادي و العشرين و لازالت قضايا هامة تنتظر الحل هذه القضايا التي بقيت مرمية و مهملة في دروج النسيان و التجاهل و الشوفينية كيف يمكن لأمة ان تنهض و تقاوم عدوها او تعقد السلم مع عدوها وهي لازالت مفككة من الداخل لماذا يصرالعرب على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ويحرمون الكورد من مثل هذا الحق علما ان الكورد لم يطالبوا حتى اللحظة بانفصال جغرافيتهم عن جسم الوطن العربي ، ان الحوار الكردي العربي رد موضوعي حاسم على أولئك الذين يحلو لهم تزوير وقائع التاريخ وأرقام وخطوط الجغرافيا والذين وصلت بهم العصبية القومية الى حد انكار حدوث مجزرة حلبجة التي راح ضحيتها (5) آلاف شهيد من ( طفل ، شيخ ، أمرآة ، وشاب ) خلال دقائق بالغازات السامة والأسلحة الكيميائية والجرثومية المحرمة دوليا والى أنكار الأنتفاضة التي قام بها الشعب العراقي بعد تحرير الكويت عام 1991 ، ولو أن هؤلاء كلفوا انفسهم عناء الأستماع ان كانوا لم يستمعوا ( وفي كلا الحالتين مصيبة كما يقولون ) لأذاعات دولهم وتلفزيوناتها لما وصل بهم الأفتراء السياسي الى حد تجاهل وقائع صارخة لا ينكرها جاهل فهل هؤلاء جهلة ؟! أقول هؤلاء ليسوا جهلة ولكن التعصب أجهلهم وأعمى بصيرتهم الى حد الأنكار مثل تلك الحقائق وهل يمكن حجب الشمس بغربال كما يقولون .
وختاما : يمكن القول بأن الحوار العربي الكردي مساهمة جادة على أرضية التلاحم الكفاحي بين الشعبين الكردي والعربي وتجديد لهذا التلاحم الذي سطره التاريخ ودعوة لأعادة النظر في قضية هامة وحيوية وحساسة وقضية تم تجاهلها عبر عشرات السنين والفرصة الآن سانحة لقيام الطرف العربي شعوبا وحكومات ومثقفين للأعتراف بتجاهل القضية الكردية والأعتذار عن هذا التجاهل الذي لحق الضرر بالمسائل العربية قبل القضية الكردية لأنه لايمكن النظر الى القضية الكردية كقضية معزولة عن المسائل العربية وفق جدلية الأنا والأخر في عالم معاصر لا يرحم المتقاعسين والنائمين والشوفينين والدكتانوريين وكل من يعادي تطلعات الشعوب بالحرية والتقدم والأزدهار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و