الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموعك في مآقينا يا دولة الرئيس

تيسير خالد

2006 / 8 / 11
القضية الفلسطينية


هزنا من الاعماق دولة الرئيس فؤاد السنيورة وهو يلقي كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب , الذي انعقد في بيروت لنصرة لبنان الشقيق , الذي يواجه منذ أسابيع آلة حرب مدمرة طالت البنى التحتية والجسور والطرقات وشبكات الاتصال ومحطات الكهرباء والمطارات وطالت , وهذا هو الاهم , النساء والشيوخ والاطفال في انتهاك واضح لقوانين الحرب واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والبروتوكولات الملحقة بها لعام 1970 فضلا عن القانون الدولي الانساني , هذا الانتهاك , الذي وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش كجريمة حرب .


ما هزنا من الاعماق ليست دموع دولة الرئيس وحدها , بل مخاطبته وزراء الخارجية العرب بصوت متهدج متقطع يقدم لبنان الشقيق على صورته الحقيقية . قال دولة الرئيس : ’ ان عروبتنا غير مشروطة وهي ليست بالارغام وموقفكم معنا واجب عليكم , فالامن العربي أمن واحد والمستقبل العربي مستقبل واحد ." عروبة لبنان ليست ولم تكن يوما على المحك منذ ايام الفينيقيين , الذين قدموا للبشرية حروفا أبجدية كتبت بها الشعوب تاريخها وحضارتها , وهل يستطيع أحد أن ينكر دور لبنان الحديث في ميادين الحياة السياسية والثقافية والادبية والفكرية في المنطقة فضلا عن ميادين أخرى كثيرة .


هنا ابدع دولة الرئيس في مخاطبته لوزراء الخارجية العرب وفي خطابه الذي تابعته شعوب الامة باعتزاز لا يقل عن اعتزازها ببسالة المقاومة في لبنان . دولة الرئيس تجاوز في خطابه حدود لبنان فقدم نفسه زعيما عربيا من طراز رفيع . هذا ليس بجديد على لبنان , ألم يتجاوز كمال جنبلاط وغيره من زعماء لبنان حدود لبنان نحو الفضاء العربي والدولي والانساني الأوسع .


دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو من جيل القوميين العرب المخلصين والمدافعين عن حاضر ومستقبل الامة , ومن هنا جاء خطابه امام وزراء الخارجية العرب يوحي بالثقة , فهو " واثق أننا سنبقى ما بقي الوعي بالامة ومصالحها " . من برجه القومي العروبي خاطبهم جميعا بقوله : " تبقون وتبقى امتنا العربية ... ويبقى لبنان " وكأنه يدفع اليأس بعيدا عن الجميع ويشيع الأمل بايمان الانتصار على آلة الحرب الاسرائيلية .


أما دموع دولة الرئيس فهي في مآقينا . دموع لا تدل على ضعف او استكانة , بل على نبل انساني في أرقى مشاعره. ما هم يا دولة الرئيس , فلست وحدك من تترقرق الدموع في عينيه , فقد ترقرقت في عيني الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهو يرفع علم مصر في حزيران 1956 احتفالا بجلاء القوات البريطانية عن مصر , وترقرقت في



عينيه وهو يقف على مدخل مقبرة شهداء الجيش المصري في صنعاء في العام 1962 . لست وحدك من يحبس دموعه, فنحن جميعا نحبس دموعنا دون ان نفقد الأمل بهذه الأمة , بل اننا نحبسها معك بانتظار ساعة النصر على الغزاة والمعتدين وساعة النصر والانتصار على مشاريع شيطانية تروج لها الادارة الامريكية وتجد في دولة اسرائيل احدى ادوات تنفيذها .

تترقرق الدموع في عيون القادة يا دولة الرئيس , ألم تترقرق في عيني الامبراطور نابليون بونابرت وهو يقف على ربوة اهرامات مصر يودع وادي النيل بعد ان تحطم حلمه في بلاد النيل وبلاد الشام . كانت الدموع في عيني الامبراطور دموع حزن دون شك ولكنها لم تكن تخفي صور الشجاعة والقوة والكبرياء عند أحد أعظم القادة في تاريخ فرنسا.


في خطابه أمام وزراء الخارجية العرب في بيروت قدم دولة الرئيس درسين جوهريين : درس في المواقف الوطنية والعروبية وآخر في الشجاعة والكبرياء والنبل الانساني . ولهذا نقول بصوت عال وواضح : " دموعك في مآقينا نحن ابناء الشعب الفلسطيني يا دولة الرئيس " .

عاش لبنان -- عاشت فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل