الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء الذات, أولاً

خالد قنوت

2021 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


بعقل بارد, رغم قسوة المحاولة, لا يمكن للسوريين أن يستعيدوا روح المبادرة و القيام من جديد بخبرة عشر سنوات على قيامتهم الأولى أنجزوا فيها الكثير و خسروا الكثير الكثير لأسباب داخلية بنيوية و ذاتوية و أخرى خارجية جوهرها الترابط السرطاني للنظام المجرم بتحالفات اقليمة و دولية استطاعت أن تستوعب درس الثورة الشعبية و تمكنت من حسم مرحلي لصالحها طبعاً على أنقاض سورية المدمرة و الممزقة.
تجربة تشكيل قيادة للحراك الثوري و فرض الكثير من المرتزقة و المرتهنين صار درساً مؤلماً و مريراً لكل السوريين مانزال نحصد علقه و اشواكه حتى يومنا هذا و ربما لزمن طويل إن لم نبدأ.
كان هدف الثورة الشعبية بناء سورية حرة كريمة ديمقراطية لكل ابنائها و هذا بالمنطق يعني تغيير جذري بالنظام السياسي القائم و مع تجربة الدم و الدمار صار الهدف الاساسي اسقاط النظام و رأسه بالتحديد دون أن نعي أن المطالب الشعبية تحلق بعيداً بسوياتها لأن الموضوع يحتاج لعوامل وطنية و دولية منطقية لتحقيق هذا الهدف, و مع ذلك و رغم جنون آلة النظام العسكرية و الأمنية و بتدخل مباشر لقوات و ميليشيات بقيادة ايرانية أقترب هذا الهدف من التحقق في 2014 و لولا التدخل الروسي العسكري 2015 لكان انهيار النظام قد تحقق و ربما و بشكل منطقي أيضاً كنا نعيش اليوم حالة حرب أهلية دموية لسبب بسيط أننا لم نخلق بديل وطني و لم تكن هناك خطة استراتيجية و لا قيادة وطنية تتكفل بتسير امور بلد ممزق و مدمر و على ارضه قوات و مليشيات أجنبية.
العقل البادر يقول: إن استعادة روح المبادرة الوطنية يبدأ من الذات في انتظار الظروف أو التغيرات الموضوعية أو السعي لوجودها و هذا يعني أننا كسوريين مؤمنين بأن خلاص سورية يكون ببناء دولتها الحديثة على اساس المواطنة و على اساس فوق دستوري هو شرعة حقوق الانسان و دولة يحكمها القانون و الدستور بشكل حيادي لا تتجاوزه أي ايديولوجيا أو قوة سياسية أو أي فرد كان, مطالبون اليوم بصياغة الذات و تقديمها لكل السوريين كبديل وطني اصيل و حقيقي و قادر لمرحلة زمنية عصيبة و قاسية قادمة عبر مؤسسة سياسية جامعة و تحت مجهر و رقابة صارمة لتكوينات أهلية هدفها التصحيح و منع الانزلاق نحو الفردية و الاستغلال و الاستبداد.

أعتقد, أن العالم يتناسى الوضع المأساوي السوري ليس لأنه غير مكترث أو لأنه لا يعير اهتماماً ببلد يتوسط العالم أو أن صراعاته الدولية بعيدة عن المرور عبر سورية, بل لأن العالم أيضاً بانتظار البديل السوري الذي يستطيع أن يتعاطى مع نفسه و مع العالم بالسياسة و بمنطق المصالح.
كل السياسيين في العالم و منذ قيام الثورة 2011, كانوا ينتظرون و يتحدثون عن البديل السوري و لم يجدوه بعد.
النظام الأسدي يفهم و يعرف أن وجود بديل وطني يعني سقوطه الحتمي دولياً و بقرار لا أكثر, لذلك عمل بكل قدراته على منع قيام ذاك البديل.
يبقى أن نعرف و نؤمن بأن لدى السوريين الكثير من الشخصيات الوطنية الأصيلة و الكثير من العقول و الخبرات, كل ما ينقصها هو العمل الجماعي و المؤسساتي النظيف و الصارم و العقلاني حيث لا يمكن للعلائق و المتسولين و الجهلة و المتعطشين للسلطة أن ينسلوا بين أروقتها.
سيبقى عتات الفشل و الارتزاق يتناوبون المناصب الفارغة و يقلبون على السوريين نهارهم طالما لم نبني بديلنا السوري الوطني و طالما نحلم بسقوط المطر في صيف ايامنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام