الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وُضع الأردن على أجندتهم؟

حاتم بريكات

2021 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا تحرّك جزءً من المرتزقة من إدلب إلى أفغانستان كما فعلت سابقاً ونقلتهم من إدلب إلى أذربيجان وإلى ليبيا وغيرها..

تماماً بالضبط كما تفعل اليوم مع عقول بعض الأردنيين من الواقع إلى الهذيان السياسي برمشة عين وبواسطة أساليب مجانية لا تكلفه شيئاً ملموساً، كوهم نشر الدين والخلافة، إلى وهم استعادة أمجاد العثماني، والمشكلة أن تركيا دولة علمانية بنص دستوري وتاريخه عثمانييها مليء بالظلم والجهل !!.

أدخل إلى أي محرك بحث وأكتب عبارة "تركيا تهدد" وأقرأ كم هددت هذه الدولة ولم تنفذ، وابدأ من تهديد رئيسها بكشف معلومات خطيرة عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي فوق أرضيها وبلا أي احترام لسيادتها وانتهي بتهديداته بإرسال جيش إلى فلسطين وقت الحرب الأخيرة والجميع يعرف أنه هنّأ رئيس الاحتلال قبل أيام، ببساطة هو يعرف جيداً أن هذه شعوب مشتتة تنتقل من الضد إلى الضد بسهولة ولديها قدرة على التحايل على المنطق وتبرير كبائر من تحب..!!!! .

يصمت عملاء هذه الدولة (في الداخل والخارج) عن كل خطاياها من تعاون مع الاحتلال وتواجد قاعدة أمريكية ضخمة على أراضيها ومن سجن آلاف الصحفيين وأصحاب الرأي وطرد الموظفين والفساد والمشاكل الاقتصادية، ويبرون ألسنتهم لجلد الأردن على ما فيه من زلّات بالمقارنة مع دولة العشق التركية، فمقابل كل زلّة أردنية خطيئة تركية، ولا أريد أن أجعلك تشعر بالملل من طول سرد هذه التناظرات، مع التأكيد أن الأردن دولة لا يدعي أتباعها أنها تمثل الخلافة ولا تدعي هي نفسها أنها حاملة لواء الإسلام والفضيلة.

المهم أردنيًا في الموضوع هو التالي:

قبل أيام قامت الحكومة هناك بإغلاق مكتب شورى الإخوان في اسطنبول وأوقفت عملاء الإعلام من أتباعهم الذين كانوا يهاجمون الدولة المصرية مؤكدةً أنهم مجرد ريبوتات تافهة لا يختلفون عن مرتزقة إدلب المذكورين أعلاه، وسبب ذكري لهذه الحادثة هو ورود معلومات أن ((معارضين)) أردنيين تحت التجهيز ليتم احلالهم بدلاً من المطرودين من ((المعارضة)) المصرية، وهذا بات واضحاً من الدعم الإعلامي الذي تقدمه تركيا لهم ومن كثرة رحلاتهم إلى هناك وانكشاف بعض خلافات بين مكتب لندن ومكتب اسطنبول وظهورها للعلن بواسطة أدواتهما في الدال والخارج.

إن هذا المشهد الارتزاقي خطير جداً على الدولة الأردنية، وقد يتحول يوماً ما لما يشبه النموذج العراقي قبل الغزو؛ فصفات الارتزاق بدأت تظهر على بعض ((المعارضين)) من خلال ميلهم للدفاع عن عوض الله بشكل مبطن، ومن خلال استعانتهم ببرلمانيين أمريكان وسياسيين عبر الإيملات والوقفات والاستنجاد الخبيث.

لا نعلم ما هو التخطيط بعيد المدى للأردن، ولا نعلم ما هي تشكيلة المنطقة نستقبلاً، والجميع يعلم أن هذه المنطقة غير ثابتة التحالفات..!

وعليه فعلى الدولة الأردنية -بتقديري- أن تعي المشهد وأن تسارع إلى سحب ذرائع السّخط من أيديهم بإصلاح الاقتصاد والإدارة والتوقف عن الإعتماد على الأمريكي وغيره سواء باتفاقية الدفاع أو حتى بالمساعدات والمنح التي أصبحت -للأسف - بديلاً عن الاقتصاد المادي الملموس الذي يضمن الديمومة والقوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه