الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيمة والفائض

عمر مصلح

2021 / 7 / 14
الادب والفن


ألقيمة والفائض .. في لغة سنا ياسر

بعيداً عن التوعير اللغوي الذي يحاول البعض ركوبه للاستدلال القرائي .. نَهجَت سنا ياسر خط رسمٍ ضوئي لتثوير تكوينات مقننة بوعي متجاوز، واستدرجت صوراً تحيل الذائقة الحسية إلى منطقة المشاعر، وبالعكس .. متمردة على المهيمنات التقليدية، وجعلت حكمة الخراب السريالية داعماً لجموح اللغة الرمزية
فأنشأت نصاً على خط التالوك..
القائم في منطقة وسطى مابين الشعر والخاطرة .. حيث ابتدأت نصها بكلمات أسكنتْها نظرة تعدت المدرك الحسي الى منطقة تاجيج المشاعر المتنقلة مابين التأمل البصري الباعث على إثارة المشاعر والشعور الناكص الى مسببه الحسي..
فعملية الانتقال مابين الصورة البصرية والتخندق الشعوري والبوح الروحي هي مخاتلة لا يتقنها إلا كاتب موهوب له إحساس عال بالكلمة
وحين أرادت تصوير مشهد استعطائها مدت يدها بتقشف وهذا ابتكار تصويري بليغ متبوع بصورة تقليدية ولكن باختزال لغوي لم يفقد الجملة بريقها بل زادها اناقة ، حين جعلت الدمعة تهمي.
وفتكت بالاكتراث من خلال ابتسامة شاهدتُها بأم عيني بين ثنايا النص
تارة وعلى باك راوند) اللوحة التعبيرية الحائمة حول المعنى.. دون الدخول الى تفاصيل الصورة.
والممتع بهذا النص هو الانتقال الزمكاني غير الخادش للذائقة.. بسرعة ضوئية.. دون إشعارنا بانعطاف التوصيل من الوصفية الى اللغة الحوارية المباشرة
ثم تعود الى رسم لغوي مقنن، ومكثف صورياً بجملتين اثنتين فقط.. ألحنين إلى الخشونة .. دون عناء وجعلتنا وجهاً لوجه أمام رائحة السخط بدعوة مخادعة حين أوهمتنا بالخشونة وما رسمناه مخيالياً عنها.. ثم تدعونا الى دواخل روحها العاشقة وتطردنا فوراً منها الى الخارج حين تعيد بعضها إليها.. وهذا تحايل على المتلقي بمهارة أفـّاق ذكي يجيد اللعب على أكثر من حبل.. والمتلقي رهن الموافقة والذهول.. فأي جمال هذا الذي تمتلكه هذه الكاتبة الشابة؟.

وبلعبة ماهرة بالخروج من الحدود الفيزيقية حمّلت (هو) ندباً تسمى
(هي)
وبسرعة فأرة تهرب من هذا المخيال الخصب المندفع بقوة هائلة الى واقعية لاهثة وتطالبه بالمضي نحو الذكريات، بلغة آمرة لايحق لغيرها استخدامها.. كونها تجيد الانفعالات وتوصيلها بمهارة ممثل محترف
(إذهب) (إلق) (تذكّر) (تلكّأ) (أخبر) (أجلس) (إستنشق) (إعترف) (رمِّم) ( إجمع) ( لوِّح) (عُد)
لنتأمل هذا الفصيل من افعال الأمر المتجحفل مع قناعتها.. فالابتداء بفعل أمر والانتهاء كذلك.. لكن شتان مابين (اذهب) و (عد).. فـ (اذهب) هنا كانت بمثابة استحضار للذكريات بمافيها اللاوعي الجمعي.. أما (عد) فإلى مكان كان حاضناً (له) قبلها
وماهذا إلا تأكيد على مهارة التنقل ببراعة
لتضعه بين محبسين فعلا ً ، ومحبس واحد.. تصوراً بتأكيد آخَر.. وليس آخِر ما عندها من فنون.

أكرهكِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ سنا ياسر
كلماتُكَ الساكنة تلك النظرة
تتسلل لأُذُني
كبرد يجرد ربيع الروح
ثِقْ أَنني سأفهم
وحين سماعها
سأُدمْدِمُ كعجوز اعتادت عليها
أحركُ يدي نحوكَ بِتَقَشُفْ
أَدعكَ تجسّ نبضَ وريديَ الناتئْ
أرفَعُ وجهيَ إليكَ كي لا تهمي الدمعة
وأبتسمُ فتكا بالاكتراث

سَأعود لذلك اليوم
أحنُّ لكل ما هو خشنٍ فيك
أبدأُ برائحةِ السخطِ فيك
أَنْتَهي بسَفَرِكَ القسري خلالي
وأُعيدُ بعضيَ القصيّ مني إلي

أَلْبسني القناعة بسماعها
إحذف من نصوصكَ ,نحنُ ,وكنا ,وأنتِ
اتركني وارحل بِأنانية
لَوِّح بيدِ الحزْنِ والندم
احمل معك
ندباً على جسدك تسمى أنا

اذهبْ هناك
حيثُ الجسر الخشبي
ألقِ التحيةَ على بصري العتيق
القابعِ في مكانهْ
تَلَكأْ قليلاً في العبور
تَذَكّرْ حباً كنتَ اصطنعْتَه
وأَخْبِرْ النوارس عنه
لا تضجرْ ,منْ نغمةٍ
طالما دنْدَنْتَها من أجل ابتسامتي
اجلس ,على المصطبة الفارغةِ منّي
المكتظة بروحي
استنشق, رائحتي الممتزجةِ بِحَباتِ المطر

اعترفْ ,بحاجَتِكَ إلي
ومع حلول الظلام
رمّمْ بعضك ,واجمعْ ما تبقّى منك
ثُمَّ عُدْ هناك
سَتَجِدْ ..سريرَكَ فارغاً
تِلكَ الأُرجوحة
تهُزُها الريح بعُنفِ الغياب
وستبقى حبيسَ هذه الخاتمة

إن استطعتَ
احذِفْ وجهي من خيوطِ روحك
صِلْ أنْفاسكَ التي تتطوحُ في الهواءِ
بحثاً عنّي
واكتبْ النّهايةَ إذا انتهيت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث