الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الصمت الشعبي على تفجيرات بورتسودان؟!

فيصل عوض حسن

2021 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ارتكب المُجنَّسون الإريتريُّون سِلْسِلة من الجرائم الدَمَوِيَّة المُتلاحقة، في الشرق السُّوداني عموماً وفي مدينة بورتسودان خصوصاً، لعلَّ آخرها وأخطرها، التفجير الخطير في أحد الأندية بحي سلبونا الآمن، وراح ضحيته نَفَرٌ كريمٌ من أبناء السُّودان، ولكن الأغرب في الأمر هو رَدَّة الفعل الشعبِيَّة (الضعيفة)، والتي لا ترتقي لمُستوى هذه الجريمة الخطيرة!
السُؤال الذي يتبادر لذهن أي عاقل: أين الشعب السُّوداني من هذه الجريمة الخطيرة؟ لماذا لم يشجب السُّودانِيُّون حادثة التفجير والتي فقدنا فيها أرواحاً سُّودانِيَّة عزيزة؟ ؟أم تُرانا (اعتدنا) على جرائم القتل والخطف والاغتصاب وكافة أشكال تعديات (الأجانب) وسَقَطِ المَتَاع؟ لماذا لم نَرَ مسيرات (التضامن) الشعبيَّة؟! أين المُدافعون عن حقوق الإنسان والعدالة وبياناتهم التي يكتبوها في (الفارغة والمقدودة)؟! أين الأجساد الهُلامِيَّة المُتدثِّرة بثوب المُنظَّمات النِسْوِيَّة وحقوق المرأة من هذه الجريمة البشعة، التي كان أحد ضحاياها امرأة لا ذنب لها سوى اعتقادها بأنَّها تحيا في بلدٍ آمن، وخرجت لتبتاع أغراض رضيعها الذي أصبح يتيماً دون جريرة؟ مع مُلاحظة أنَّ القَتَلة ضربوها بالرصاص وهي تسير في الشارع! كيف ولماذا يسكت السُّودانِيُّون على هذا التجاوُز الخطير؟! وإلى متى نتهاون مع جرائم المُجنَّسين الإريتريين الشنيعة ضد (السُّودانيين)، أصحاب الأرض الذين استضفناهم وآويناهم بعد جوعٍ وخوف، فقابلوا (فضلنا) بترويع الأبرياء بحقدٍ وكراهِيَّة (استثنائِيَّة)؟! ما جريرة الضحايا (السُّودانيين) الذين كانوا يتسامرون في نادي (حي سلبونا) الآمن والهادئ؟
ألا نتعظ ونأخذ العبرة من (تقاعسنا) عن نُصرة أهلنا بدارفور على يد آلة البطش الكيزانية و(أزلامهم) من المُجنَّسين و(المَقاطيع)؟ ألم نتألم لتأخُّر ردَّة فعلنا الشعبِيَّة، ومُحاولتنا (الخجولة) للتكفير عنها، برفع شعار "كل البلد دارفور"؟ هل سيسكت السُّودانيين في الخرطوم ومُدُن الشمال والغرب والجنوب والوسط، ويقبلون بالحياة كـ(جزرٍ منعزلة)؟؟!! وهل نعتقد بأنَّ عدم تصعيدنا وتضامننا مع الضحايا، وصمتنا عن إدانة هذه الجريمة البشعة، سيجعلنا في مأمنٍ من مرمى إرهاب (المُجنَّسين) المُتزايد؟
واهمٌ جداً من يعتقد أنَّه سيكون في مأمن من غدر هؤلاء الحاقدين، والسعيد من اتَّعظ بغيره وأخذ العبرة من مآسيهم وعثراتهم، ولنتدبَّر مضامين ودلالات الحِكمة المأثورة: "أُكِلْتُم يوم أُكِلَ الثور الأبيض". فأهالي حي سلبونا الآمنون، لم ولن يكونوا أوَّل أو آخر ضحايا جرائم (المُجنَّسين الإريتريين)، الذين شتموا جميع المُكوِّنات السُّودانِيَّة، وتَوعَّدوهم وهَدَّدوهم (صوت وصورة)، ونَفَّذوا جرائمهم لأنَّهم لم يجدوا من يردعهم ويحسمهم، رغم أنَّنا أهل البلد ولنا الغَلَبَة، لكننا مُشتَّتون ومُضَلَّلون و(مَلهِيُّون) بتفاهات العَسْكَر والمدنيين. والحُكَّام المدنِيُّون خصوصاً يتحمَّلون الجانب الأعظم من المسئولِيَّة، لأنَّهم أتوا لمناصبهم هذه فوق (جماجم) الشعب، وبتكلفةٍ غالية جوهرها الدماء الغالية والتضحيات السُّودانِيَّة الكبيرة، التي تُحتِّم عليهم الارتقاء لمُستواها. ومن بين أهمَّ مُبرِّرات ثورتنا على المُتأسلمين، هي تغييرهم لتركيبتنا السُّودانِيَّة، عبر تجنيس مئات الآلاف من الأجانب، وأخطرهم (الإريتريين) تبعاً لروحهم الإقصائِيَّة (المَاجِنة) وكُرههم السَّافر لكل ما هو سُّوداني، وصراعاتهم (الدَمَوِيَّة) المُتلاحقة/المُتزايدة، مع جميع شعوبنا (الأصيلة)، في حالة يُمكن وصفها بـ(كُتَل) كراهِيَّة مُتحرِّكة. والأخطر من ذلك، أطماعهم الاستيطانِيَّة/الاستعمارِيَّة (الواضحة)، وادِّعاءاتهم المُوثَّقة بـ(تبعيَّة) بعض أراضينا لدولتهم، بما يُثبت أنَّ ولاءهم وانتماءهم ليس للسُّودان، وإنَّما لإريتريا التي أتونا منها مطرودين وحُفاة وعُراة، وثَمَّة الكثير من التفاصيل في عدد من مقالاتي وآخرها (السُّودانُ ومَهَازِل الإريتريين المُجنَّسين) بتاريخ 11 يوليو 2021.
إنَّ ضحايا حي سلبونا الوادع لم يكونوا في يوم من الأيام طرفاً في أي صراع، ومع هذا طَالهم غدر وحقد وكراهِيَّة ووإرهاب (المُجنَّسين الإريتريين)، في جريمة تفجير بشعة لم يألفها السُّودان، والتي قد تُشكِّل مرحلة جديدة من التجاوُز والإرهاب ما لم تُحسَم وبقُوَّة على الصعيدين الرسمي والشعبي. ولعلَّ الفعل الشعبي هو (المُفتاح) والمُحرِّك لـ(جدِيَّة/قُوَّة) وحزم ردَّة الفعلل الرسميَّة.
من هنا أدعو جميع المُكوِّنات السُّودانِيَّة (حصراً)، في شرقنا الحبيب لتنظيم مسيرات (سَلْمِيَّة)، ضد تجاوُزات (الإريتريين المُجنَّسين)، وذلك في وقتٍ واحد بجميع مُدُن الشرق الرئيسيَّة (بورتسودان، كسلا، القضارف وحلفا الجديدة)، مع المُطالبة بمُراجعة الجنسيات الممنوحة لهم منذ عام 1989 وحتى الآن (على أقل تقدير)، وتقييد حركتهم في ولايات الشرق وفي كافة أنحاء السُّودان. وبالتزامُن مع هذا، على السُّودانيين (الأصيلين)، تسيير مسيرات مُتواصلة في جميع المُدُن السُّودانِيَّة، بذات المطالب والأهداف، لأنَّ الشرق رئة ومُتنفَّس السُّودان للعالم الخارجي، وما يجري فيه سيُلقي بظلاله الكارثِيَّة على جميع أهل السُّودان بلا استثناء، فضلاً عن احتواء الشرق على جميع القوميات السُّودانِيَّة (الأصيلة)، التي أضحت هدفاً لـ(المُجنَّسين الإريتريين)، وفقاً لتهديداتهم (صوت وصورة) ولتنفيذهم لتلك التهديدات والشواهد لا تحتاج لاستدلال!
إنَّ المبادئ لا تتجزَّأ، وثورتنا استهدفت (أساساً) تغيير وإصلاح جميع (الاختلالات) الأخلاقِيَّة والإنسانِيَّة والقانونِيَّة والبِنْيَوِيَّة التي صنعها المُتأسلمين، ومن أخطرها تغيير التركيبة السُكَّانِيَّة، وهَضْم سِيادة وكرامة وحقوق الشعوب الأصيلة، التاريخيَّة والحالِيَّة والمُستقبليَّة، وليتنا نترك عواطفنا ونتَدَبَّر بعقولنا، ونعي بأنَّ المُشكلة تتعلَّق بالوطن وسيادته وأمنه المُسْتَدَام. ونحن (عامَّة الشعب) المَعنِيُّون بحماية أنفسنا، فإمَّا نرتقي لمُستوى المُهدِّدات ونتعامل بجدية وحزم، أن نستعد لحَتْفِنا على أيدي الأغراب والمُتغوِّلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح