الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دفتر الذاكرة (2)

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 7 / 15
سيرة ذاتية


انهيت دراستى الابتدائية ثم الاعدادية دون احداث مثيرة تستحق التسجيل ، الا اننى نجحت بتفوق ملحوظ فى الشهادة الاعدادية، اهلنى لولوج الثانوية العامة دون تعب.

كعادة الاسر المتوسطة كنا نعمل فى الصيف فى اماكن متعددة وعرض صاحب المنزل الذى كنا نسكن فيه ، او بالاحرى صاحبته على ان اعمل مع زوجها فى مكتب محامى ، وكان زوجها وكيل المكتب ، وهى كانت امراة حسناء وكان ضمن اغرضها ان اكون عينا لها على زوجها ، رغم انه فى واقع الامر هى من كانت تحتاج للمراقبة .

المهم ذهبت الى مكتب المحاماة ، وجدت المحامى صاحب المكتب ، رجلا وقورا حسن الهيئة ، تبدوا عليه علامات الثقة والاحترام .

سالنى عن اسمى اجبت ، وسألنى عن نتيجة الاعدادية ، وسر لنجاحى بتفوق ، وفتح درج مكتبه واخرج علبة شوكلاتة اعطانى اياه ، وطلب منى ان اعطى واحدة لكل من يطرق باب المكتب بمناسبة نجاحى ، كنت سعيدا للغاية بهذا التصرف الجميل ، وقررت ان اكون محاميا .

وللحقيقة كانوا فى المكتب ، يعطوننى اوراقا كثيرة لنسخها ، وكنت انسخها رغم انى لا اعرف المصطلحات القانونية الواردة بها ، واحيانا لسوء الخط ، لا استطيع قرائتها ، فكنت ارسم الكلام الوارد كما هو ، وللعجيب لم يراجعنى احد .

وتاكدت قناعتى بدخول كلية الحقوق عندما رايت صاحب المكتب يرتدى يوما ما روب المحاماة الاسود تماما فيما عدا خصلة بيضاء تتدلى منه،.

يرتديه على بدلته الانيقة ، وعرفت ان المحامى عليه ارتداء الروب فى قاعات المحاكم .عندما يحضر للمرافعة امام القضاة

وللون الاسود للروب ، حكاية عرفتها فيما بعد ، وهى ان المحامى يقبل على قضيته ايا كانت ، وهى قضية يكتنفها الشك والغموض بل والمصير الاسود فى الاغلب ، الا انه تبقى بارقة امل لدى المحامى، تتمثل فى الخصلة البيضاء التى تتدلى من الروب الاسود الذى يرتديه ، فهى بمثابة الامل .

دخلت الثانوى وما زلت على حالى فى عشق القراءة والكتابة الخفية ، والتى اكتبها لنفسى ، تنفيسا عما افكر به ، وتنفست الصعداء ، بدخولى القسم الادبى وانتهائى من دراسة الرياضيات التى كنت ابغضها تماما .

وفورا دخلت الى كلية الحقوق بمجموع مريح للغاية ، كان يؤهلنى لدخول اى كلية ، الا ان دراسة القانون كانت العشق الذى ابحث عنه وخصوصا للمواد المدنية والتجارية.

وانهيت دراسة الحقوق بسهولة وان لم يكن بتفوق ، لاننى كنت مشغولا بتحسين الاوضاع المعيشية ومساعدة الاسرة ، ونجحت فى ذلك ، وصرت قدوة انتهجها اشقائى من ورائى فى الاعتماد على انفسهم ، ورفع العبء نسبيا عن الوالد ، دون طلب منه.

ولكن بفهم منا جميعا لمتغيرات الاحوال التى كانت تعصف بمصر جراء التقلبات السياسية العميقة والتحولات الاقتصادية بعد حرب اكتوبر وما تلاها .
وانهيت دراسة الحقوق ، والتحقت بالخدمة العسكرية كضابط وحتى انتهائى من الخدمة لم اكن ادرك صعوبة الحياة التى انا مقبل عليها ، لاننى تقريبا كنت مشغول بالعالم اكثر من اشتغالى بنفسى وعلى نفسى.
وربما يكون للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع