الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممرات الإنتظار.. رأي

عمر مصلح

2021 / 7 / 15
الادب والفن


رأي في ممرات الإنتظار للقاصة إزدهار السلمان
للتراكم الكمي دور فاعل، في تغيير النوع.. حين يشرع الكاتب بنص مشفوع بمعرفيات مسبقة استخلصها من نصوص من نفس الجنس.. وهذا مالمسته منذ الولوج الأول للنص.. حيث شعرت بطاقة ممتازة في كتابة القص اذ كان الأسلوب مميزا.. إلآ أنه ابتعد عن السرد الروائي وهذا ماقاد النص الى الحوارية للتخلص من السرد.. فخرجت بقناعة أولية ان هذه التجربة يعوزها طول النَفَس الروائي.. لكن المميز فيه انه لايشعرنا بالملل اثناء القراءة وهذا ليس بقليل.. فأنا مثلاً لم اتوقف كثيرا عند الوحدات الثلاث.. واذا أردنا ان نقف على المكونات البنائية لتاكدنا من أن الكاتبة تمتلك وعيا كبيراً وحساً عالياً بالمفردة، ولم تشأ أن تخرج عن العقدتين.. كي لاتتشظى وتضيِّع مهيمنات العمل، فاكتفت بقضيتي المرض وتذبذب مشاعر البطل.. حيث تناوبا على جسد النص بتناغم ممتاز رغم المرارة التي شعرنا بها كونهما عُقَد قادرة على الفتك بالشخصية.. لكنها اعتمدت السرد المقتضب عن طريق الراوي العليم والبطلة بتناوب غير محسوب أي انها اشتغلت على الحكائية الروائية عن لسان البطلة وظهر ذلك جلياً.. والممتع انه سجل وثيقة إدانة للاحتلال ومارافقه من جور وبطش ونكبات، كوثيقة أدبية تاريخية.. لكن الكاتبة لم تتوقف عند هذا كثيراً وكأنما كانت غير مهتمة بالربط بين الأحداث لغاية محددة، هي تسليط تركيز القارئ على البنية الأساسية.. وهي الصراع المحتشد على الذات بين آلام المرض وما تعكسه من أوجاع على روح البطلة، وبين الألم النفسي الذي سببه البطل وهذا ما جعل القلق يكون داخلياً.. ولا وسيلة لخفضه إلا بقدرة إلهية.
المهم جداً هنا - وهذا ما ابهرني حقيقة - هو الأسلوب التخاطبي بين الشخصيتين اللتين تحاورتا بلغة مبدعة.. وذلك من خلال الرسائل والحوار الرقمي.. فإنه يشي بأن البطلة والبطل يمتلكان طاقة أدبية رائعة بوصف المشاعر والتماهي حتى خلته انه حوار بين شاعرة وشاعر استبسلا بصياغة الجملة تصويريا فأزاحا المشاهد بشكل واضح نحو الشعر.. ومابينهما هو رصد لحالات مجتمعية مستحدثة تتمشكل مع البيئة والمعتقد والأخلاق الموروثة.. وللأمانة أقول أن هذا العمل مغامرة تستحق الثناء وستكون عملاً روائيا مهما جداً.. لو تريثت الكاتبة قليلاً وأعطت لنفسها فرصة للسرد بشكل أوسع، لكن هذا لايعني أنها لم تتمكن من خلق علاقات بين البعد الفني والبعد الجمالي.. فرسم غطرسة الموت مثلا كانت كافية لتأكيد حالة الصراح الكامن وفق رؤية مثمرة.
أخيرا أقول لقد أمتعتني الكاتبة بعمل يترنح بين القصة الطويلة والرواية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع