الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دبلوماسية الدموع

نبيل محمود والى

2006 / 8 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


لم يحدث قط في زمن الحرب على مدى النزاع العربي الإسرائيلي أن أغر ورقت عيني قائد عربي بالدموع وعلى الهواء مباشرة أمام عدسات الكاميرات التي بثتها الفضائيات للعالم أجمع مثلما فعل رئيس حكومة دولة لبنان أثناء إلقاء كلمته أمام مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت عارضا العديد من التنازلات إلى الدولة العبرية ! مما دفع وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى مطالبته أن يكفكف دموعه ويعمل على وقف إطلاق النار لأن مستقبل المنطقة بأسرها يتوقف على قراراته ! كما اشتركت إذاعة تل أبيب في التندر علنا وخداع هذا القائد العربي بالاتصال به ومواساته ! فما هي الأسباب الحقيقية خلف هذا المشهد السياسي اللبناني من دبلوماسية الدموع .

هل لأن الدول العربية لم تهتم في عقد مثل هذا الاجتماع التضامني مع لبنان والذي أتى بموافقة وتحت الحراب الإسرائيلية ! إلا بعد مرور سبعة وعشرون يوما على القتال ! أم لأن رئيس حكومة لبنان أكتشف أخيرا وفى حضور إخوانه العرب حجم الهزيمة العسكرية والسياسية التي ألحقتها بلبنان قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ثم المجتمع الدولي ! أم أنها للتأثير العاطفي على العدو والمجتمع الدولي تأثرا بأعداد القتلى من الأطفال ونحيب الأمهات الثكلى وهذا الحجم الكارثى من الدمار الذي لحق بلبنان ! أو لعلها دموع الندم والتوبة على تخاذل النظام اللبناني الحاكم على مدى ستة أعوام ترك فيها حزب الله يتسلح حتى أسنانه مما أورد لبنان مواطن التهلكة حيث لم يثبت على مدى التاريخ أن دولة ما تنازلت عن سلطاتها وسيادتها على كامل أراضيها لفصيل من مواطنيها كما حدث في لبنان ! أو ربما إنها دبلوماسية جديدة في المناورة في مواجهة الأعداء لتحقيق الانتصار على اعتبار أن الحرب خدعه ! ومن الجائز لأن حكومة لبنان على مر العقود تحب الألوان الرمادية الوسطية فقط لعدم رغبتها أو قدرتها على الحسم !

الدول العربية الكبرى رمانة ميزان عالمنا العربي البائس عندما وصفت ما قام به حزب الله إبتداءا بأنها مغامرة غير محسوبة العواقب وتعرضت وما تزال للنقد الغوغائي كانت على حق من الحكمة وبعد النظر وتملك رؤيا بانورامية إقليمية ودولية واضحة المعالم حريصة على لبنان وشعبه بما يتعدى حدود الشعارات البراقة و التشدق بأعمال المقاومة في غير محلها وكانت مسبقا على دراية ووعى بما يمكن أن يتعرض له لبنان من أهوال وكوارث ولكن النظام اللبناني الحاكم بأكمله وسماحة السيد/ حسن نصر الله كانت لهم رؤيا مخالفة دفعت رئيس حكومة لبنان مؤخرا إلى ذرف الدموع علنا وذلك ما لم يفعله أي قائد إسرائيلي مهزوم كما يدعى جنرالات الانتصار العرب أمام الميكروفونات والفضائيات العربية !

لقد قبل سماحة السيد/حسن نصر الله بتلك المغامرة الطائشة أن يتحول من شخصية لبنانية لها كامل الاحترام والتقدير في نفوس اللبنانيين وباقي شعوب العالم العربي إلى نيرون لبنان يعيش مطاردا في الكهوف والمغارات وفى الجحور في باطن الأرض خوفا على حياته المستهدفة من قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بينما يقتل أطفال لبنان ونسائه دفاعا عن سماحته في قانا وغيرها وقودا لمعركته اللبنانية المحلية والإقليمية ! ولا تزال الدولة العبرية متماسكة قوية وقادرة لم تهزها رياح الصواريخ الإيرانية التي دفعت حزب الله إلى القيام بتلك المغامرة ! كما لا تزال سوريا التي شجعت دوما سماحة السيد/ حسن نصر الله على ما أقدم علية تعيش في حالة سلام مع الكيان الصهيوني في الجولان المحتل ! وفقدت لبنان إلى الأبد سيادتها العسكرية على جنوبه المنزوع السلاح وعلى حدودها البرية مع سوريا إضافة إلى فرض الرقابة الدولية على كامل المطارات والمواني والمياه اللبنانية لأمد غير معلوم مما دفع رئيس حكومة لبنان ربما إلى دبلوماسية الدموع على أطلال لبنان المثخن بالجراح !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى